الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

وسائل إعلام عالمية تُبرز تناقض ردود الفعل بين غواصة الأغنياء وقارب الفقراء

كاريكاتير بريطاني
كاريكاتير بريطاني يثير موجة من الجدل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلطت عدة وسائل إعلامية الضوء على التناقض المخزي في ردود الفعل تجاه انفجار الغواصة "تيتان" ومصرع ركابها الخمسة، مقارنة بحوادث غرق السفن المُحملة بالمهاجرين أثناء توجهها إلى دول أوروبا.

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية أنه بعد مرور نحو أسبوع من بداية مأساة الغواصة تيتان، فإن الأخبار تنتشر عنها محليا وعالميا في مختلف دول العالم، وبلغت الأخبار ذروتها بعد اكتشاف انفجار الغواصة ومصرع ركابها الخمسة.

وأشارت الوكالة إلى أنه قبلها بأيام معدودة وقعت كارثة أكبر بكثير بعد أن تحطمت سفينة مليئة بالمهاجرين قبالة سواحل اليونان ما أسفر عن مقتل 80 شخصًا على الأقل وفقدان 500 آخرين، إلا أن الخبر لم يحظ بالاهتمام الكافي وتم تناوله إعلاميا على أنه مجرد قصة إخبارية روتينية حزينة، على النقيض من حدث الغواصة الذي بات محط اهتمام الإعلام العالمي لحظة بلحظة.

وفي السياق نفسه، ذكرت شبكة "إن بي سي" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، أنه بينما تسابق رجال الإنقاذ للعثور على حفنة من الأثرياء والمستكشفين الذين اختفوا بعد انطلاق رحلة استكشاف حطام سفينة تايتانيك، فإن كارثة المهاجرين في البحر التي قد تُخلف القتلى كانت خارج دائرة الضوء تماما.

وأوضحت الشبكة أنه قبل أيام من حادث الغواصة، فإن غرق قارب الصيد المكتظ بالمهاجرين الذين يحاولون الوصول من ليبيا إلى إيطاليا، لم يواجه إلا الاعتقالات والاحتجاجات العنيفة والتساؤلات حول تقاعس السلطات عن التصرف أو إيجاد حل طويل الأمد لهذه القضية.

وأضافت الشبكة أن العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان أصابهم الإحباط بعد مقارنة الاهتمام الإعلامي والموارد الموجهة لإنقاذ 5 أشخاص على متن الغواصة تيتان، والذي فاق بكثير تلك الجهود وهذا الاهتمام الذي تلقته سفينة المهاجرين الغارقة.

وفي سياق آخر، أعلن خفر السواحل الأمريكي، الليلة الماضية، أنه لم يتم بعد فتح تحقيق رسمي؛ لأن القوات البحرية والأجهزة المختصة ما زالت منشغلة بالبحث في المنطقة التي انفجرت فيها الغواصة، على بُعد مئات الأمتار من حطام سفينة تايتانيك.

عملية البحث عن الغواصة تيتان كلفت جهدًا دوليًا هائلًا وملايين الدولارات

ولفتت "أسوشيتيد برس" إلى أن خفر السواحل الأمريكي قاد مهمة البحث والإنقاذ الأولى التي انطلقت في أعقاب انقطاع الاتصال باللاسلكي مع الغواصة تيتان، مشيرة إلى أن عملية البحث والإنقاذ كانت جهدًا دوليًا هائلًا وتكلفته ملايين الدولارات.

من جهة أخرى، أكد ميناء "إيفريت" الأمريكي، الليلة الماضية، أن شركة "أوشن جيت" الأمريكية، المسئولة عن رحلة استكشاف حطام سفينة تايتانك التي شهدت نهاية مأساوية بانفجار الغواصة ومقتل ركابها الخمسة، أوقفت أعمالها بالكامل وستظل مُغلقة لأجل غير مُسمى.

وذكرت صحيفة "سياتل تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، أن شركة "أوشن جيت" أوقفت العمليات في مقرها الرئيسي إلى أجل غير مسمى، ما أثار الشبهات حول احتمالية محاولة الشركة للتهرب من عدة دعاوى قضائية وشيكة تتعلق بوفاة 5 أفراد، بما فيهم الرئيس التنفيذي للشركة، خاصة بعد أن أثار بعض الخبراء مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة.

يذكر أن الغواصة "تيتان" انطلقت في الساعة التاسعة من صباح الأحد الموافق 18 يونيو لرؤية واستكشاف حطام سفينة "تايتانيك" الشهيرة، والتي تحطمت منذ 111 عاما في المحيط الأطلنطي، وكان على متن الغواصة 5 أشخاص بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت" المسئولة عن الرحلة، بالإضافة إلى 4 أشخاص آخرين دفع كل منهم 250 ألف دولار أمريكي فقط للحصول على مقعد في الرحلة المنكوبة.

وبعد مرور نحو 3 ساعات من بداية الرحلة، فقدت السفينة الأم على سطح البحر الاتصال مع الغواصة، وفي تمام الساعة 6:10 مساء لم تعد الغواصة إلى سطح المحيط وفقا لمخطط الرحلة، وبعدها بـ25 دقيقة أبلغت السفينة الأم السلطات الأمريكية المختصة بفقدان الغواصة.

وفي صباح الاثنين 19 يونيو، انطلقت عمليات البحث والإنقاذ بالتعاون بين الولايات المتحدة وكندا، وشاركت عدة دول أخرى بجهودها أو معداتها مثل فرنسا، واستمرت عمليات البحث حتى يوم الخميس الموافق 22 يونيو، حيث أعلن قائد المنطقة الأولى بخفر السواحل الأمريكي جون موجر عن انفجار السفينة والعثور على أجزاء من حطامها على بعد مئات الأمتار من حطام سفينة تايتانك على عمق 3810 أمتار تحت سطح المحيط.