الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

جوائز الدولة.. حكاية لها تاريخ

قلادة النيل
قلادة النيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اهتمت الدولة المصرية الحديثة بتكريم أبنائها النوابغ في كل المجالات العلمية والإنسانية، وتعد "قلادة النيل" من أرفع الأوسمة المصرية التي يحصل عليها من قدم خدمات جليلة للوطن.

يختص رئيس الجمهورية بمنح قلادة النيل وفقا للقانون رقم ٥٢٨ لسنة ١٩٥٣ المعدل بالقانون رقم ١٢ لسنة ١٩٧٢، حيث تهدى لرؤساء الدول ولأولياء العهود ولنواب الرؤساء، ولها المقام الأول بين الأوسمة المصرية.

كما تضمن "قلادة النيل" لحائزها على جنازة عسكرية في الممات، ويكون له أعلى تكريم من الدولة في حياته، وتُؤدى التحية العسكرية لأصحاب القلادة عند وفاتهم، وتمنح قلادة النيل لمن يقدمون خدمات جليلة للوطن أو الإنسانية، ويتسلمها أصحابها من يد رئيس الجمهورية كلما أمكن ذلك.

ويشير موقع "ذاكرة مصر المعاصرة" عن شكل قلادة النيل، إلى أنها عبارة عن سلسلة من الذهب تتعاقب فيها ثلاث وحدات مربعة الشكل من الذهب المحلى بالميناء، تحوي رموزًا فرعونية الطراز، وتتكرر الوحدات الثلاث على التوالي الأولى: ترمز إلى حماية البلاد من الشرور، أما الثانية: ترمز إلى الرخاء والسعادة التي يجلبها النيل، والثالثة: ترمز إلى الخير والدوام، وتتصل كل وحدة بالأخرى بزهرة من الذهب في شكل دائري، محلاة بأحجار الفيروز الأزرق والياقوت الأحمر، وتثبت أركانها في فرعي السلسلة، ولقلادة النيل حلية من الذهب تتصل بالسلسلة بمشبك، والحلية ذات شكل سداسي، محلاة بزهرات من الطراز الفرعوني وبالميناء وبأحجار الفيروز والياقوت، وفي وسطها رسم بارز يمثل رمز النيل موحدًا بين الشمال الذي يمثله "البردي" وبين الجنوب الذي يمثله "اللوتس"

شخصيات نالتها

مُنحت قلادة النيل لباقة من الشخصيات المرموقة والتي أثرت الحياة المصرية بأعمالها، فمنحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي: أحمد لطفي السيد، رئيس مجمع اللغة العربية سنة ١٩٥٩، وللفريق عزيز المصري أحد قادة الجيش المصري قبل الثورة، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في عام ١٩٦٥، كما مُنحت لرائد الاقتصاد المصري طلعت حرب.

فنيا كان من الحاصلين عليها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم سنة ١٩٧٥، وفي مجال الأدب فكانت من نصيب الكاتب الكبير توفيق الحكيم في العام نفسه.

كما منحت قلادة النيل لكل من حصلوا على جائزة نوبل، وهم الأديب العالمي نجيب محفوظ سنة ١٩٨٨، والعالِم الدكتور أحمد زويل سنة ١٩٩٩، فضلا عن الدكتور محمد البرادعي سنة ٢٠٠٦، الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية، وحصل عليها الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للهيئة العامة للأمم المتحدة، وجراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب، وعلى المستوى الديني حصل عليها الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

ولا يقتصر منح قلادة النيل على الشخصيات المصرية فحسب، بل من أشهر الذين حصلوا عليها من خارج البلاد الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، والملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، والإمبراطور الياباني أكيهيتو، والزعيم الإندونيسي سوهارتو، والرئيس القبرصي الأسبق مكاريوس الثالث، كما حصل عليها نور سلطان نزار باييف رئيس كازاخستان، والراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد السعودية.

وحصل عليها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ومنحها لنفسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث من حق رئيس الجمهورية أن يمنح قلادة النيل العظمي لنفسه، وقد استخدم الرئيس عبدالناصر هذا الحق القانوني في الاحتفال الرابع بعيد ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٦، ومنحها أيضا لأعضاء قيادة الثورة الثمانية الباقين وهم: عبداللطيف البغدادي، وأنور السادات، وجمال سالم، وحسن إبراهيم، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبدالحكيم عامر، وحسين الشافعي.

وجاءت جائزة فؤاد الأول، وهو الاسم الأول لـ"جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية"، أما الاسم الثاني هو فاروق الأول، رسميا في ١١ سبتمبر سنة ١٩٤٦ وذلك في عهد وزارة إسماعيل صدقي باشا، صدر المرسوم الملكي بتدشين جوائز فؤاد الأول وجوائز فاروق الأول، والتي كان وزير المعارف فيها هو محمد حسن العشماوي باشا، ونص المرسوم على:

١- تنشأ ثلاث جوائز سنوية تسمى جوائز فؤاد الأول، وتكون كل منها ١٠٠٠ جنيه مصري، وتمنح لصاحب أحسن عمل أو إنتاج في الآداب والقانون والعلوم.

٢- تنشأ ثلاث جوائز سنوية تسمى جوائز فاروق الأول قيمة كل منها ١٠٠٠ جنيه مصري تمنحها وزارة المعارف العمومية لصاحب أحسن عمل أو إنتاج في فرع من الفروع الرئيسية للعلوم.

ونصت شروط المنح على:

أن تمنح الجوائز سنويا للمصريين عن إنتاجهم الإبداعي في: الآداب، القانون، العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية، علوم الحياة (البيولوجيا)، العلوم الكيميائية، العلوم الجيولوجية.

وتشمل جائزة الآداب: الآداب البحتة مثل الأدب القصصي، الأدب التصويري، الأدب الاجتماعي، الشعر، البحوث الأدبية (النقد، البحوث اللغوية، الدراسات الإسلامية الأدبية) والتاريخ، والجغرافيا، والفلسفة والآثار.

وتشمل جائزة القانون: القانون الخاص، ويشمل القانون المدني والقانون التجاري وأوضاع التقاضي، والعلوم الجنائية، وتشمل القانون الجنائي، والإجراءات الجنائية، وعلم الإجرام. والقانون العام، ويشمل القانون الإداري، والقانون الدستوري، والقانون الدولي.

وتشمل جوائز العلوم: العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية مثل علم الطبيعة التجريبي وعلم الطبيعة النظري والعلوم الإحصائية، وعلم طبيعة الأجرام السماوية "الاستروفيزيقا" والهيدروليك والميكانيكا والكهرباء وعلوم الحياة مثل النبات والحيوان والفسيولوجيا والطفيليات والتشريح البشري والحيواني والطب وفروعه والأحياء المائية، والعلوم الكيميائية مثل الكيمياء العضوية وغير العضوية والكيمياء الحيوية والتغذية، والعلوم الجيولوجية وتشمل علم الطبيعيات الأرضية (الجيوفيزيقا).

وضمن المرسوم جاء تشكيل اللجنة الدائمة وعلى رأسها وزير المعارف رئيسا، وستة أعضاء يمثلون الفروع المختلفة، ويكون تعيينهم بمرسوم، ومدة عضويتهم ثلاث سنوات قابلة للتجديد.

حيث تختار اللجنة الدائمة من كل عام لجانًا لفحص الإنتاج المقدم في كل مادة، ويجوز أن يختار لهذه اللجان بعض أعضاء اللجنة الدائمة، ويكون تعيين أعضاء هذه اللجان بقرار يصدر من وزير المعارف، ويمنح أعضاء لجان الفحص مكافآت يحددها وزير المعارف.

وجاء القرار الأول الوزاري لتعيين أعضاء هذه اللجان سنة ١٩٤٧، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة لجوائز فؤاد الأول وجوائز فاروق الأول المؤلفة بمقتضى المرسوم الملكي الصادر في ٢٨ نوفمبر سنة ١٩٤٦، بأسماء جديرة بالتأمل:

١- لجنة الفحص لجائزة فؤاد الأول للآداب عن سنة ١٩٤٧ من:

حضرة صاحب المعالي أحمد لطفي السيد باشا

الدكتور إبراهيم بيومي مذكور

الأستاذ أحمد حسن الزيات

صاحب السعادة أنطون الجميل باشا

صاحب العزة عبد الحميد العبادي بك

الأستاذ محمد أحمد خلف الله

الأستاذ محمد توفيق دياب

صاحب السعادة الدكتور محمد حسين هيكل باشا

صاحب العزة محمد عبد الواحد خلاف بك

صاحب العزة الدكتور محمد عوض محمد بك

صاحب السعادة الدكتور منصور فهمي باشا

ويتولى سكرتيرية هذه اللجنة حضرة صاحب العزة الدكتور محمد عوض محمد بك، يعاونه حضرة الأستاذ علي أدهم.

٢- تؤلف لجنة الفحص لجائزة فؤاد الأول للقانون عن سنة ١٩٤٧:

حضرة صاحب المعالي الدكتور محمد بهي الدين بركات باشا

صاحب العزة أحمد حلمي بك

صاحب العزة جندي عبد الملك بك

الدكتور حسن أحمد بغدادي

الأستاذ حلمي بهجت بدوي

صاحب العزة سليمان حافظ بك

صاحب السعادة سيد مصطفى باشا

صاحب العزة عبد الرحيم غنيم بك

صاحب العزة عبده محرم بك

صاحب السعادة علي زكي العرابي باشا

صاحب العزة محمد الوكيل بك

صاحب السعادة محمد كامل مرسي باشا

صاحب العزة مصطفى مرعي بك

الدكتور وحيد رأفت

ويتولى سكرتيريه هذه اللجنة حضرت صاحب العزة عبده محرم بك يعاونه حضرة الدكتور حسن أحمد بغدادي.

٣- لجنة الفحص لجائز فؤاد الأول للعلوم الطبيعية والرياضية والفلكية عن سنة ١٩٤٧:

حضرة صاحب السعادة حسن صادق باشا

صاحب العزة الدكتور أحمد عبد السلام الكرادني بك

صاحب العزة سيد فهمي بك

الدكتور صادق بشارة

صاحب العزة عبد الرحمن الشناوي بك

صاحب العزة عبد العزيز أحمد بك

صاحب السعادة عبد المجيد عمر باشا

الدكتور عدنان والي

صاحب العزة الدكتور محمد رضا مدور

صاحب العزة محمد صادق جوهر بك

الدكتور محمد مرسي أحمد

الأستاذ محمود على فضلي

ويتولى سكرتيريه هذه اللجنة حضرة الدكتور محمد مرسي أحمد يعاونه حضرة الدكتور إبراهيم حلمي عبد الرحمن.

وتؤرخ مجلة "الرسالة" لهذه الجائزة في عددها (٧٢٤) بقولها:

"أثير في أول الأمر بعض الغبار حول قرار لجنة الفحص لجائزة فؤاد الأول للآداب الذي أعلنه معالي رئيسها الأستاذ الجليل أحمد لطفي السيد باشا في حفلة توزيع الجوائز بالجامعة، قال معاليه إن الوقت لم يتسع أمام اللجنة للمفاضلة فرأت تأجيل منح الجائزة إلى العام القادم.

وكاد يسكن ذلك الغبار لولا أن أثاره عالية كثيفا الأستاذ عباس محمود العقاد في مقال عنوانه (علامة الاستفهام في قرار لجنة الآداب) نشرته (أخبار اليوم) وجه فيه الأستاذ الكبير النقد إلى تصرف اللجنة لأنها قبلت العمل وأجابت الدعوة وهي

تعلم الموعد المقرر وتعلم المهمة المطلوبة، وتسأل: (ولماذا لم تتنحى عن العمل منذ اللحظة الأولى إذا كانت قد علمت أنها لا تستطيع الوصول فيه إلى نتيجة؟).

ومما قاله الأستاذ العقاد إن اللجنة تشهد على نفسها أنها لم تطلع على ثقافة وطنها اطلاعًا يكفي للفصل فيها وأن اللجان التي تقبل أمثال هذه المهام ينبغي أن تكون مرجعًا يستفاد منه العلم بحركة الثقافة الأدبية في بلادها؛ ورد على اعتذار اللجنة بتنوع الموضوعات الذي يحتاج إلى وقت أوسع للموازنة والتمييز، بأن تعدد الموضوعات هو الذي أعان لجنة العلوم على الفصل فيما عرض عليها، فاختارت لجائزة هذا العام موضوعًا خصته بالتفصيل وتركت الباب مفتوحًا للموضوعات الأخرى في الأعوام المقبلة. ولم صنعت لجنة الآداب مثل هذا الصنيع لما كان أيسر عليها من تخصيص هذه السنة بجائزة الشعر أو بجائزة القصة أو بجائزة البحوث والدراسات وما اليها، فيتسع وقتها للفصل والتمييز.

وخلص الأستاذ العقاد بعد ذلك وبعد عبارات (حريفة) وجهها إلى اللجنة، وبعد أن ذكر أنه في خلال سنوات الخمس التي قررها المرسوم أصدر ثمانية عشر كتابًا جديدًا، لا تقدر اللجنة أن تسقطها من الحساب أو تهملها في ميزان الترجيح، خلص الأستاذ بعد كل ذلك إلى (أن قرار اللجنة معناه تفسير المرسوم على معنى لا يفهم له معنى سواه: وهو أن الجائزة مشروطة في هذا التفسير بأن يعطاها صاحب الآثار الأدبية في السنوات الخمسة الأخيرة ما لم يكن شخصا يسمى عباس العقاد...).

وقد سمعت في بعض المجالس الأدبية على هذا الموضوع فوجدت الكثيرين يوافقون الأستاذ العقاد على صميم نقده، وإن كان الكثيرون لا يرون رأيه في الإعلان عن إنتاجه بنفسه مع تقديرهم له وإحلاله محله اللائق به، أما اتهامه اللجنة بالقصد على مجاوزته في منح الجائزة فهو من قبيل الحكم على النيات".

في العام التالي، نص القانون على جائزتين وكانت الجوائز المحتجبة ترحل إلى العام التالي بموجب القانون، واقتصر التنافس على الجائزتين على أربعة: أ.د. عباس محمود العقاد، د.محمد حسين هيكل باشا طه حسين بك د. ود. أحمد أمين بك. لكن العقاد كان لديه الشجاعة كعادته ليحتج على اسم طه حسين المقرر له نيل الجائزة مع العقاد ذلك هو ما نشرته مجلة "الرسالة" في عددها الصادر في ٢٦ ابريل ١٩٤٨:

"نشرت "أخبار اليوم" أن لجنة فؤاد الأول الأدبية رأت تقسيم الجائزتين المخصصتين لسنتي ١٩٤٧ و١٩٤٨ بين أربعة أدباء، هم الأساتذة عباس محمود العقاد والدكتور محمد حسين هيكل باشا والدكتور طه حسين بك والدكتور أحمد أمين بك، وعلم ذلك الأستاذ العقاد، فأرسل خطابا إلى وزير المعارف يحتج فيه على تقسيم الجائزة إلى جائزتين، وعلى مساواة مؤلف له ١٧ كتابا بمؤلف له جزء من كتاب، ويعني أنه أصدر خلال السنوات الخمس الأخيرة ١٧ كتابا بينما لم يصدر الدكتور طه خلال هذه المدة إلا الجزء الأخير من هامش السيرة، وأن هذا الجزء ليس دراسة ولكنه تصوير لفترة من التاريخ الإسلامي".

وأكملت، "كذلك أرسل الأستاذ العقاد خطابا آخر إلى رئيس ديوان جلالة الملك (مقدم الجائزة) شرح فيه تصرف اللجنة، وقال إنه يخالف الفكرة التي أنشئت من أجلها الجائزة، وقد أرسل معالي رئيس الديوان خطاب الأستاذ العقاد إلى وزير المعارف، فأحاله إلى اللجنة وطلب إليها أن تبحث وجهة نظره، وهل تقسم الجائزة؟ ويستحسن أن يحتفظ بوحدتها لتكون تتويجا مناسبًا للعمل الأدبي الذي أنتجه الفائز بها".

ثم قالت مجلة الرسالة: "والواقع أن قانون الجوائز ينص على جواز التقسيم في حالة تساوي قيمة النتاج، ولكن اللجنة رجحت فكرة التوحيد لتحقيق التتويج الأدبي المقصود من الجائزة، فرأت أن يمنح كلا من الجائزتين أديب واحد. وهي الآن بصدد النظر في ثلاثة كتب، هي (عبقرية عمر) للأستاذ العقاد، و(الصديق أبو بكر) لهيكل باشا، و(ظهر الإسلام) للدكتور أحمد أمين بك. أما كتاب الدكتور طه حسين وهو الجزء الثالث من (على هامش السيرة) فهو لا يدخل في الموضوع الذي قررت اللجنة تخصيص هاتين الجائزتين له، وهو (الدراسات الإسلامية الأدبية) على أن تكون جوائز السنين القادمة في فنون الأدب الأخرى كالشعر والقصة. الخ. ولذلك استبعدت اللجنة هذا الكتاب لأنه أقرب إلى التصوير الأدبي، والمؤلف نفسه يقول في مقدمته إنه ليس دراسة ولا تاريخًا".

وفي هذا الصدد أشارت مجلة الرسالة إلى ما قالته صحيفة "أخبار اليوم":

حيث اعتذر أ.د. المازني والأستاذ توفيق الحكيم عن عدم المشاركة في هذه المسابقة، " وقد ثبت في السابق أن جوائز فؤاد الأول ليست مسابقات بل تتويج لأنها شبيهة بجوائز نوبل). سأضيف الآن أن الأستاذين المازني وتوفيق الحكيم لم يؤلفا كتابا عن الدراسات الإسلامية الأدبية في السنوات الخمس الماضية أو قبل ذلك - وكان موضوع جائزتين - لذلك يعتذرون. كما اتضح، مُنحت الجائزة لثلاثة من أحمد أمين وعباس العقاد وهيكل باشا، بترتيب أبجدي لتجنب أي جدل حول القيمة.

وتمر السنون حتى سنة ١٩٥٢، مُنحت الجائزة لثمانية أشخاص فقط، أولهم ثلاثة هم طه حسين (١٩٤٩)، وتوفيق الحكيم، ومحمود تيمور، وعزيز أباظة، ومحمد فريد، وفي ٢٨ أبريل ١٩٥٢، كما مُنحت جائزة فؤاد الأول للفائزين في ذلك العام، عزيز أباظة (عن مسرحيته الشعرية: العباسة) ومحمد فريد أبو حديد (عن قصته المرمري).

ومن المثير للاهتمام أن ثورة ١٩٥٢ قامت بعد شهور وتزامن ذلك مع موعد جوائز الدولة التقديرية فكان الفائزون الأوائل بهذه الجائزة هم أنفسهم الفائزون بجوائز الملك فؤاد الأول ما عدا من كانوا قد ماتوا فقد توفي أحمد أمين ١٩٥٤ والدكتور هيكل باشا ١٩٥٦ وبقي ستة كانوا جميعا من السبعة الأوائل الذين حصلوا على الجائزة التقديرية ولم يدخل بينهم إلا الأستاذ أحمد حسن الزيات الذي كان رابع من حصل على الجائزة التقديرية في الآداب، فقد منحت على سنوات متتالية بالترتيب التالي: طه حسين (١٩٥٨) عباس العقاد (١٩٥٩) توفيق الحكيم (١٩٦٠) أحمد حسن الزيات (١٩٦١) محمود تيمور (١٩٦٢) محمد فريد أبو حديد (١٩٦٣) عزيز أباظة (١٩٦٤). ثم نالها بعد هذا من لم يكونوا نالوا جوائز فؤاد الأول وكانوا بترتيب نوالهم للجائزة أحمد رامي (١٩٦٥) يحيى حقي (١٩٦٧) نجيب محفوظ (١٩٦٨).