الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الأمم المتحدة: 25 مليون سوداني في حاجة للمساعدات الإنسانية

مساعدات إنسانية
مساعدات إنسانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 25 مليون سوداني بحاجة للمساعدات الإنسانية وأن السودان بحاجة لحوالي 3,03 مليار دولار للمساعدات الطارئة الضرورية، وأشارت إلى أن الفارين من القتال إلى الدول المجاورة يزيد عددهم عن المليون هذا العام، بحسب ما ذكرت قناة "العربية".

وتفاقمت الاحتياجات الإنسانية منذ بدء الصراع في السودان في 15 من الشهر الماضي، وفقا للأمم المتحدة التي راجعت خطتها من أجل الاستجابة للأزمة.

وأوضح راميش راجاسينجهام مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، في تصريحات للصحافيين: "يحتاج اليوم 25 مليون شخص، أي ما يزيد عن نصف سكان السودان، لمساعدات إنسانية وللحماية"، لافتا إلى أن هذا العدد "هو أكبر عدد" محتاجين لمساعدات إنسانية تسجله الأمم المتحدة في هذا البلد على الإطلاق.

وأفادت الأمم المتحدة بأنها تتوقع أن تحتاج إلى 2,56 مليار دولار لتقديم مساعدات للسودانيين في مقابل 1,75 مليار دولار بحسب تقديرات نهاية عام 2020.

وأسفر القتال الدائر منذ ما يزيد عن شهر في السودان عن ما يقرب من ألف قتيل وحوالي 840 ألف نازح و220 ألف لاجئ.

وستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون سوداني يعتبرون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد، وفقا لراجاسينجهام.

وبدت أحياء العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأربعاء، مقفرة وقد تصاعدت أعمدة الدخان من اثر القتال.

ونشرت الوكالة السودانية الرسمية للمرة الأولى لقطات تظهر قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان محاطا بجنود خلال تفقده مبنى متفحما تابعا للقيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية.

ونشب القتال منتصف شهر أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث أدت المعارك إلي مقتل حوالي ألف شخص أغلبهم في العاصمة السودانية ومحيطها وفي ولاية غرب دارفور، وفقا لمصادر طبية.

وجرح ما يزيد عن خمسة آلاف شخص، في حين لا يزال الملايين عالقين في منازلهم وعاجزين عن الوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، بحسب راجاسينجهام.

وأشار راجاسينجهام أيضا إلى "تقارير مقلقة حول ازدياد العنف الجنسي"، محذرا من أن "الأطفال ضعفاء بشكل خاص في هذه الفوضى التي تتكشف".

وعمقت المعارك الأزمة الإنسانية في البلاد حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية حتى قبل نشوب القتال.

وعبر راجاسينجهام عن أسفه لتعرض العاملين الإنسانيين لعدة هجمات، بينهم من قتل، بينما نهبت مكاتب ومخزونات.

وأعرب عن أمله بأن يلتزم الجانبان بقواعد إنسانية توصلا إليها الأسبوع الماضي بشأن إجلاء المدنيين من مناطق المعارك وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.

ونوه إلى أن المقاتلين انسحبوا من بعض المرافق الصحية التي كانت محتلة في السابق، لافتا إلى زيادة في تسليم المساعدات، لكنه شدد رغم ذلك على "الحاجة إلى المزيد".

وأضاف "الأزمة في السودان بدأت تتحول بسرعة إلى أزمة إقليمية".

ولفتت الأمم المتحدة في الوقت نفسه إلى حاجتها إلى مبلغ 470,4 مليون دولار إضافية لمساعدة الأشخاص الذين فروا من السودان، متابعة بأنها تستعد حاليا لتأمين احتياجات ما يصل إلى 1,1 مليون شخص يتوقع أن يفروا من البلاد خلال العام الجاري وحده.

وقبل أسبوعين فقط، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار حتى شهر أكتوبر لسد احتياجات ما يصل إلى 860 ألف شخص قد يفرون من السودان.

وأوضح مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو في تصريحات للصحافيين "حتى الآن، أسفرت الأزمة التي بدأت قبل شهر فحسب عن تدفق هائل إلى بلدان مجاورة لحوالي 220 ألف لاجئ وعائد يبحثون عن السلامة في تشاد وجنوب السودان ومصر وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا".

إضافة إلى ذلك، نزح ما يزيد عن 700 ألف شخص داخل السودان بسبب المعارك.

وتتوقع المنظمة الأممية أن يكون من بين ما يزيد عن مليون شخص يتوقع فرارهم من البلاد حوالي 640 ألف سوداني و204 آلاف شخص كانوا لاجئين في السودان وقد يعودون إلى وطنهم ربما جنوب السودان بشكل أساسي.

وكان حوالي 1,1 مليون لاجئ يعيشون في البلاد قبل بدء الصراع.

وفي سياق متصل، لا يزال الجانبان السودانيان يجريان مفاوضات في مدينة جدة السعودية حول وقف إطلاق نار "إنساني" للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.

وشدد مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا على "أهمية تمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول وإعطائهم الموارد والضمانات الأمنية لتقديم الدعم الفعال لأولئك الذين يعتمدون عليهم".

كذلك في المدينة السعودية التي تستضيف الجمعة قمة عربية، تطرق وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى مسألة الصراع في السودان.

في حين، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن "مسلحين دخلوا الثلاثاء مستودعها في الخرطوم ونهبوا" على الأقل "سيارتين مليئتين بالمواد الغذائية".

وناشد رئيس كينيا وليام روتو الأربعاء الأطراف المتنازعة بـ"وقف هذه العبثية،" علي حسب تعبيره.

وتتزايد الجهود الدبلوماسية في كل الاتجاهات، وهي متوازية بشكل واضح، في ظل عدم نجاح أحد حتى الآن في إجبار الأطراف المتنازعة على وقف القتال، وسط مخاوف في الدول المجاورة للسودان من انتقال عدوى الصراع.