الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروائية ريم أبوعيد لـ«البوابة نيوز»: القضاء أنصفني بحكم المحكمة الاقتصادية.. ومسلسل «اختفاء» مسروق من روايتي «متروبول».. والكتابة الإبداعية حالة خاصة جدًا عند كل مبدع حقيقي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عشقى للكتابة ولد من رحم عشقى للخيال، وعشقى للخيال بدأ منذ نعومة أظفاري، حين كان والدى رحمه الله يقص على حكايات كليلة ودمنة كل ليلة قبل النوم، كنت أغمض عينى وأتخيل كل ما كان يحكيه وكأنه متجسدا أمامي. وهو الذى أحببنى فى القراءة من صغري، وبعد ذلك فى المراحل العمرية التى تلت مرحلة الطفولة بدأت أقرأ فى الأدب والشعر للعديد من الكتاب والشعراء، وكلما قرأت كلما رغبت فى أن أصبح يوما ما مثلهم، أؤلف حكايات وأنظم قصائد. بدأت أكتب بعض الخواطر والخربشات فى المرحلتين الثانوية والجامعية، ولكننى لم أكتب عملا متكاملا للنشر إلا فى العام 2003، وكانت تلك هى البداية لتحقيق حلمى الذى كان يكبر بداخلى يوما بعد يوم، والذى آمنت به فتحقق.

هكذا حدثتنا الكاتبة الروائية ريم أبوعيد التى حاربت خمس سنوات كاملة لاستعادة حقها المسلوب، فحكمت لها المحكمة الاقتصادية بتاريخ 23-2-2023، ثبت للجميع أن مسلسل «اختفاء» الذى عرض فى رمضان من بطولة نيللى كريم، مأخوذ من روايتها متروبول وكتابتها لسيناريو فيلم وحلقات مسلسل متروبول كانت قد قدمتهما للرقابة على المصنفات، حول روايتها والحكم كان هذا الحوار التالي..

 

 المبدع لا يستطيع حماية عمله من السرقة.. ونحتاج إلى تعديل بعض القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية 

■ كيف يمكن أن تعرفى نفسك وعشقك للكتابة بين اكتشاف الموهبة ونضوج الإبداع وثمار المحتوى؟

ريم أبوعيد مصرية حتى النخاع من مواليد القاهرة، وأنا روائية وكاتبة وعضو عامل بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، عاشقة للقطط والكلاب وناشطة فى مجال حقوق الحيوان، شغوفة بالبحث فى مسألة الروح وعالمها البرزخي، وفى موضوعات الطاقة الكونية وطاقة الإنسان.

حاصلة على ليسانس آداب من جامعة القاهرة، دبلومة فى البرمجة والحاسب الآلى من الجامعة الأمريكية، دبلومة فى البرمجة اللغوية العصبية فى مجال التنمية البشرية، حاصلة على شهادة تقدير من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لإثراء الحياة الأدبية والثقافية، وحاصلة على شهادة اجتياز دورة السيناريو من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بتقدير امتياز.

صدر لى ما يقارب من الخمسة عشر مؤلفا ما بين دواوين وكتب وروايات، كتبت العديد من السيناريوهات.

كتبت مقالات صحفية فى العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، منها مقالات صحفية أسبوعية لمدة عامين فى جريدة الأهرام المسائى الورقية. 

■ يجتمع فى روايتك متروبول سحران، سحر ما يعرف بالزمن الجميل الإسكندرية الكوزموبوليتانية يهود وأرمن ويونان وطليان، وسحر فكرة تناسخ الأرواح. كيف نسجت هذه الخيوط وما هى مراحل كتابة العمل؟

مدينة الإسكندرية فى حد ذاتها لها سحر خاص، فكلما زرتها أشعر أن ثمة روح تسكنها تعرفنى وأعرفها، تناجينى همسا وسرا، وتبوح لى بحكايات لم تبح بها لأحد سواي، كان ذلك الشعور يتنامى بداخلى فى كل مرة أقوم بزيارتها وتحديدا فى فصل الشتاء، الذى أفضل زيارتها فيه وكأن لى معه ذكريات هناك. حاولت كثيرا أن أفهم سر ذلك الشعور ولكننى لم أكن أصل إلى تفسير منطقى أو مرضى لتساؤلاتى التى لا تنتهي، إلى أن أقمت ليلة فى فندق متروبول، وكأن مسا من سحر حقيقى قد أصابنى حين دخلت من بوابته، التى لم تكن بالنسبة لى بوابة فندق عادى كغيره من الفنادق التى أقمت فيها فى أى مكان آخر، بل كانت أيضا بوابة لزمن قديم ربما تكون روحى قد عاشت فيه، وكأن روحى مرت للحظات وجيزة عبر بوابة زمنية بين زمننا الراهن وزمن الأربعينيات الذى كتبت عنه فى الرواية. ومن سحر ذلك الحدث استقيت سحر روايتى متروبول والإسكندرية الكوزموبوليتانية. 

كذلك فكرة تناسخ الأرواح التى استخدمتها فى الرواية فهى لم تكن فقط بهدف التنقل بين الزمنين فى الرواية، ولكن لأن ذلك تحديدا هو ما شعرت به، "كأن" روحى عاشت من قبل فى ذلك الزمن، وعايشت تلك الأحداث التى كتبت عنها فى زمن الأربعينيات فى الرواية، أو ربما كانت روحى هى الروح التى عاشت تلك الحكاية هناك فى تلك المدينة وبين أروقة ذلك الفندق العتيق، ودخولى إلى الفندق وإقامتى فيه هو ما بعث ذكريات روحى من مرقدها، والخيوط فى رواية متروبول تحديدا هى التى نسجت نفسها بنفسها، وأظن مراحل كتابة العمل كانت تحضيرية من قبل أن أفكر فى كتابته، ولا أعنى أننى أنا التى كنت أقوم بالتحضير لكتابته، ولكن أقصد أن الكون هو من كان يقوم بتحضيرى أنا حتى يعدنى لكتابة هذه الرواية ذات يوم.

■ هل هناك تماس بين الواقع والخيال فى الرواية؟

أعتقد أن الإجابة الصحيحة على هذا السؤال هى (نعم)، وأعتقد أيضا أن قدرا كبيرا من الحقيقة كان يكمن فى تلك الفصول التى كتبتها عن الحكاية التى حدثت فى زمن الأربعينيات، أما الخيال فهو ما كتبته فى الفصول التى تروى حكاية فى الزمن الحاضر.

■ هل الكتابة عن يهود مصر فى أكثر من عمل روائى مؤخرا أصبحت موضة؟

عن نفسى وبوجه عام لا أتبع الموضة فى الكتابة، أولا لأننى أرى الكتابة الإبداعية تحديدا هى حالة خاصة جدا عند كل مبدع حقيقي، وهذه الحالة كالبصمة الوراثية لا يمكن أن يتقاسمها المبدعون فيما بينهم، فلكل حالته الخاصة والمتفردة. وفى روايتى متروبول لم أكتب عن اليهود بهدف الكتابة عن اليهود تحديدا. فمتروبول تحديدا من بين جميع رواياتى وأخص فيها تلك الحكاية التى وقعت أحداثها فى زمن الأربعينيات هى التى كانت تكتب نفسها بنفسها، وأنا لم أكن سوى وسيلة لنقلها على الورق. 

■ لماذا تتبنى الكاتبة التى تشاكس المجتمع طرح فكرة تناسخ الأرواح وهى فكرة صعبة ومرفوضة بشكل كبير؟

ببساطة شديدة لأننى إلى حد كبير جدا أصدق فى أن الروح تعيش أكثر من حياة، وأنها تعيش فى كل حياة لكى تتعلم وترتقى وترتفع بوعيها للوصول إلى سر الحكمة التى أودعها الله فيها. الروح أزلية ولا تفنى، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف. فكيف تتعارف الأرواح سابقا إن لم تكن تلاقت من قبل فتأتلف حين تعود وتلتقى مرة أخرى؟ النفس هى التى تموت وتبعث وليس الروح، والروح غير النفس. الإنسان جسد ونفس وروح، الروح لا تموت بل تعود إلى عالمها البرزخي، الذى جاءت منه، فما وجه الغرابة إذن أن تعود منه مرة ثانية. وأنا روائية وأديبة ما أكتبه هو أعمال أدبية وإبداعية، لم أدع أبدا أن ما أكتبه يندرج تحت مظلة العقيدة بأى شكل من الأشكال، كما أننى لا ألزم أى قارئ لقراءة رواياتي، ولا أجبر أى شخص على اعتناق أى فكرة أطرحها فى أى رواية من الروايات التى أكتبها.

■ تحولت الرواية إلى مسلسل "اختفاء"، وقد أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية حكما نهائيا يثبت ملكية العمل لك، كيف سرقت روايتك؟ وماذا تم فى مراحل التقاضى لاسترداد حقك والتى استمرت خمس سنوات؟

كتبت روايتى متروبول فى نهاية العام ٢٠١٦، وطبعتها أول طبعة فى مارس عام ٢٠١٧ برقم إيداع ٧٣٦٢/٢٠١٧ وترقيم دولى ٢-٢٥-٦٥٩٦-٩٧٧-٩٨٧ بتاريخ ١٤/٣/٢٠١٧ من دار الكتب والوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة المصرية. ونفذت الطبعة الأولى بعد حوالى ثلاثة أو أربعة أشهر من طباعتها، وقمت بطباعة الطبعة الثانية فى منتصف عام ٢٠١٧. حققت الرواية نجاحا كبيرا لدى النقاد وجمهور القراء، واقترح على أحد أصدقائى وهو مخرج شاب لتحويل الرواية إلى عمل درامي، واقترح على فى البداية أن أقوم بتحويلها إلى سيناريو مسلسل. قمت بكتابة معالجة درامية للمسلسل والشخصيات وسيناريو وحوار عشر حلقات كاملة بعنوان متروبول وهو نفس عنوان الرواية، وسجلت جميع ما سبق فى إدارة حقوق الملكية الفكرية بشهادة إيداع رقم ٧٨٧ بتاريخ ٩/١٠/٢٠١٧. بعد ذلك استطاع المخرج الشاب الاتفاق مع شركة إنتاج فنى جديدة على تنفيذ العمل الدرامي، ولكن نظرا لأن الشركة كانت فى بداية عملها فلم تكن تمتلك ميزانية كافية لإنتاج مسلسل، وتم الاتفاق على إنتاج العمل فيلم سينمائي. قمت بكتابة سيناريو الفيلم السينمائى والذى يحمل أيضا اسم متروبول، وتعاقدت مع شركة الإنتاج على تنفيذه. وتوجهت بعدها إلى الرقابة على المصنفات الفنية لتسليم ثلاث نسخ كما هو معتاد للحصول على موافقة الرقابة عليه. سلمت سيناريو فيلم متروبول بتاريخ ١٩/١١/٢٠١٧ إلى مدير إدارة الأفلام العربية بالرقابة على المصنفات الفنية فى ذلك الوقت. بعد حوالى أسبوع من تسليمى سيناريو فيلم متروبول هاتفنى مدير إدارة الأفلام العربى بالرقابة على المصنفات الفنية وأبلغنى شفاهة من خلال المكالمة التليفونية بموافقة الرقباء الثلاثة على سيناريو الفيلم، وأشاد هو شخصيا به وأخبرنى أنه من أقوى السيناريوهات التى وردت إلى الرقابة على المصنفات الفنية منذ سنوات عدة. سألته فى نفس المكالمة الهاتفية عن موعد استلامى الموافقة على السيناريو لكى تبدأ الشركة التى تعاقدت معها على تنفيذه، وأخبرنى أنه سيبلغنى لاحقا بعد عدة أيام.

بعد عدة أيام هاتفنى مرة ثانية وطلب منى سبع نسخ إضافية من سيناريو فيلم متروبول، بالإضافة إلى السيرة الذاتية الخاصة بي، وأبلغنى أنهم كرقابة على المصنفات الفنية سيعرضون السيناريو على إحدى الجهات، وبالرغم من استغرابى الشديد من الأمر، إلا أننى نفذت ما طلبه ظنا منى أن هذا هو الإجراء المتبع فى الرقابة على المصنفات الفنية، حيث إنها كانت المرة الأولى التى أتعامل فيها مع هذه الجهة.

توجهت مرة أخرى إلى مقر الرقابة على المصنفات الفنية الكائن فى قصر النيل بوسط البلد، وسلمته السبع نسخ الإضافية من سيناريو فيلم متروبول مرفقا بها سيرتى الذاتية وكان ذلك فى نهاية شهر نوفمبر ٢٠١٧.

بعدها ظللت من حين لآخر أتابع معه متى يمكننى استلام سيناريو فيلم متروبول لتنفيذه، كون الشركة الفنية التى تعاقدت معها أصبحت تلح على فى تنفيذ العقد المبرم بيننا، وفى كل مرة كنت أتصل فيها به كان يتعلل بأن الجهة المزعومة لم ترسل لهم أى رد بعد. سألته أكثر من مرة عن اسم تلك الجهة ولكنه فى كل مرة كان يراوغ ولا يجيبنى إجابة واضحة ويرفض تماما الإفصاح عن اسم تلك الجهة.

وبقيت مصدقة أكذوبة الجهة التى طلبت السيناريو حتى شهر مايو ٢٠١٨ والذى تزامن مع شهر رمضان فى ذلك العام، حين بدأ عرض الدراما الرمضانية على القنوات الفضائية المختلفة، ومن ضمنها مسلسل "اختفاء" بطولة نيللى كريم، هشام سليم، ومحمد ممدوح، من إنتاج جمال العدل (العدل جروب)، تأليف أيمن مدحت، وإخراج أحمد مدحت. أذهلنى التشابه القوى من الحلقة الأولى بين مسلسل اختفاء وبين روايتى متروبول فى جميع العناصر الفنية والدرامية. 

اتصلت آنذاك بمدير إدارة الأفلام العربية بالرقابة على المصنفات الفنية لأسأله مجددا عن سيناريو فيلم متروبول، وأبلغه بالتشابه بين مشاهد فى مسلسل اختفاء وبين مشاهد فى سيناريو فيلم متروبول الذى تسلمه منى وسألته عن سيناريو الفيلم، وكانت إجابته هى ذات الإجابة التى كنت أتلقاها منه فى جميع الشهور السابقة لعرض مسلسل اختفاء فى مايو ٢٠١٨، بأنه لا يدرى عن سيناريو الفيلم أى شيء بعد أن سلمه لإحدى الجهات الأمنية التى رفض رفضا باتا أن يفصح عن اسمها. 

بعدها قمت بالاتصال برئيس الرقابة على المصنفات الفنية، لأشكو له مدير إدارة الأفلام العربية، وأبلغه أيضا بالتشابه الفاضح والواضح بين مسلسل اختفاء وبين متروبول (رواية وسيناريو فيلم وسيناريو حلقات مسلسل)، ولكننى لمست استهانة واضحة منه بشأن شكواي، وكأنه كان يبرر الأمر بأساليب غير مباشرة.

بعد ذلك تواصلت مع د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة آنذاك، وأبلغتها بالأمر، وحددت لى موعدا فى مكتبها وطلبت منى أن أحضر لها جميع المستندات التى تدعم شكاوي. توجهت إلى مكتب وزيرة الثقافة بشارع شجرة الدر بالزمالك ومعى كل ما يثبت صحة ادعائي. وطلبت منى د. إيناس أن أمهلها بضعة أيام للاطلاع على النصوص بنفسها ومقارنة العملين متروبول واختفاء. وبعد ثلاثة أيام هاتفتنى بنفسها مؤكدة لى التشابه الذى يصل إلى حد التطابق فى بعض المشاهد، وأبلغتنى أنها ستعقد لجنة تحقيق قانونية، وتم انعقاد جلسة التحقيق فى مقر مكتب وزارة الثقافة الرئيسى فى الزمالك وكانت الجلسة برئاسة الأستاذ محمد فاروق مدير الشئون القانونية بمكتب وزيرة الثقافة، وبحضور بعض أعضاء مكتب الشئون القانونية بالوزارة وحضورى الشخصي، أيضا كل من المشكو فى حقهما مدير إدارة الأفلام العربى بالرقابة على المصنفات الفنية، ومدير الشئون الأمنية وذلك للتحقيق معهما.

تبين فى جلسة التحقيق أنه بالفعل تم تعطيل سيناريو فيلم متروبول عمدا، كما تبين أيضا أن منتج مسلسل اختفاء ومؤلف المسلسل لم يسلما للرقابة على المصنفات الفنية سوى عشرين حلقة فقط وقامت الشركة المنتجة بتصوير مشاهد عشر حلقات كاملة دون سيناريو، حتى يتسنى لهم التغيير بعدما اتخذت إجراءات ضدهم عن تعديهم على مصنفى الأدبى والفنى المعنون متروبول. وبمواجهة مدير الشئون الأمنية فى ذات الجلسة عن عدم إرسال أى نسخ من سيناريو فيلم متروبول لأى جهة أمنية لم يستطع إثبات غير ذلك.

بعدها تم تحويل مدير إدارة الأفلام العربية إلى النيابة الإدارية، بقضية رقم ٤٤٤ لسنة ٢٠١٨، بناء على ذلك صدر ضد قراره لجنة تأديبية برقم ١١٤ لسنة ٢٠١٩ بتاريخ ١٩/٣/٢٠١٩. وبعد ذلك تمت إقالته من وظيفته بالرقابة على المصنفات الفنية.

بعد ذلك تقدمت بشكوى لنقابة المهن السينمائية برقم ٩٣٠ بتاريخ ١٠/٦/٢٠١٨، وبناء عليها تم تشكيل لجنة فنية لفحص سيناريو حلقات مسلسل اختفاء ورواية متروبول وسيناريو الفيلم وحلقات المسلسل اللذين كتبتهما عن الرواية. وبعد فحص اللجنة الفنية للعملين تم تسليم التقارير فى مظروفات مغلقة لنقيب المهن السينمائية الذى شكل لجنة تحقيق برئاسة مستشار مجلس الدولة بالنقابة المستشار محمد عواض فرج وبحضور أعضاء الشئون القانونية بالنقابة وبعض أعضاء النقابة، وحضورى شخصيا وحضور محاميى الخصوم جمال العدل وأيمن مدحت. وتم فتح مظروفات التقارير الفنية فى أول جلسة من الجلسات، وأثبتت التقارير الفنية لكل من د. وليد سيف رئيس قسم النقد الفنى بأكاديمية الفنون، والأستاذ عمر عبدالعزيز المخرج أن مسلسل اختفاء مأخوذ ومنقول من رواية متروبول ومن سيناريو فيلم متروبول وسيناريو حلقات متروبول. وبعد عدة جلسات تم تسجيل أقوالى وأقوال الخصوم بها فى محاضرها، أصدر المستشار محمد عواض فرج تقريره بأحقيتى فى التعويضين المادى والأدبى وكان ذلك بتاريخ ٢١/١٠/٢٠١٨.

بموجب التقرير الصادر من مستشار مجلس الدولة محمد عواض فرج بنقابة المهن السينمائية، أقام وكيلى د. أحمد عثمان شهاب الدين دعوى قضائية فى محكمة القاهرة الاقتصادية، ضد كل من أيمن مدحت مؤلف مسلسل اختفاء وجمال العدل منتج مسلسل اختفاء، تمت إقامة الدعوى أولا أمام درجة الاستئناف، وعينت المحكمة خبيرا فنيا لفحص مدى التشابه بين العملين وتقديم تقرير فنى بنتيجة الفحص. وبعد جلسات الخبير وفحص العملين، أصدر الخبير تقريره بتشابه مسلسل اختفاء مع روايتى متروبول ومع كل من سيناريو فيلم وسيناريو حلقات متروبول اللذين كتبتهما عن الرواية وقدر تعويضا ماديا لي. وأصدرت المحكمة حكمها الأول لصالحى ورفعت قيمة التعويض المادى عن ذلك الذى قدره الخبير الفني، ولكن نظرا لتغيير قيمة النصاب المالى للتعويضات أثناء نظر القضية، تمت إحالتها بحالتها أى بحالة الحكم الصادر لصالحى إلى الدرجة الابتدائية. وبعد نظر القضية فى الدرجة الابتدائية تم تأييد الحكم لصالحي. بعدها قام وكيلى برفع دعوى استئنافية لرفع قيمة التعويض المادى وقام الخصوم بالطعن فى الأحكام الصادرة وإقامة دعاوى فرعية، وعينت الدرجة الاستئنافية والنهائية لجنة خبراء فنيين مكونة من ثلاثة أعضاء. وبعد جلسات عدة للجنة الخبراء الفنيين الثلاثية قدمت اللجنة لهيئة المحكمة الموقرة تقريرين يفيدا بوجود تشابه بين اختفاء وبين رواية متروبول وسيناريو فيلم وسيناريو حلقات متروبول، وصدر الحكم النهائى من استئناف محكمة القاهرة الاقتصادية بتاريخ ٢٣-٢-٢٠٢٣ ليثبت التعدى على مصنفى الأدبى متروبول والمصنفات الفنية المتمثلة فى سيناريو الفيلم وسيناريو حلقات المسلسل اللذين كتبتهما عن الرواية ورفض الطعون والدعاوى الفرعية التى تقدم بها الخصوم. 

■ كيف يمكن للمبدع أن يحمى عمله من السرقة؟

قد تكون إجابتى صادمة إلى حد كبير، ولكنها واقعية إلى حد أكبر، فالمبدع وللأسف ليس باستطاعته حماية عمله من السرقة إذا كنت تعنى بسؤالك منع تعرض العمل للسرقة من الأساس، فكل عمل إبداعى معرض للسرقة للأسف الشديد. ولكن يمكننا القول إذا أردنا الدقة فى التعبير، هل يمكن للمبدع استرداد حقه إذا ما تعرض عمله للسرقة؟ والإجابة على هذا السؤال، هى نعم يمكنه ذلك فى حال ما إذا كان العمل مسجلا فى الجهات المعنية بتسجيل الأعمال الأدبية والفكرية والإبداعية، مثل دار الكتب والوثائق المصرية، وإدارة حقوق الملكية الفكرية. فتسجيل العمل بصورة رسمية يسهل لصاحبه إثبات ملكيته الفكرية له فى حال ما إذا تعرض هذا العمل للسطو من لصوص الإبداع والفكر. ونظرا لانتشار هذه النوعية من السرقات بكثرة وبصورة فجة، ربما نحن بحاجة إلى تعديل بعض القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف لتكون أكثر ردعا لكل من تسول له نفسه اقتراف هذا العمل الآثم، بالإضافة إلى وضع آليات فى إجراءات التقاضى فى مثل هذه الحالات من شأنها عدم إطالة أمد التقاضى حتى تتحقق العدالة الناجزة التى يمكنها رد الحق لصاحبه سريعا.

■ بعد الحكم النهائى ما الذى يعيق التنفيذ حتى الآن؟

استلمت الحكم النهائى بصيغته التنفيذية قبل شهر رمضان المنصرم بيوم أو يومين، وبعدها تواصل د. أحمد شهاب الدين وكيلي، مع جمال العدل ليطلب منه التنفيذ أولا بصورة ودية، وعده جمال العدل بالتنفيذ بعد شهر رمضان كونه كان منشغلا بتصوير مسلسل عملة نادرة، وبعد انتهاء رمضان تواصل د. أحمد شهاب الدين مع جمال العدل مرة أخرى ليحدد موعدا لتنفيذ الحكم كما وعد، ولكن جمال العدل حتى الآن لم يلتزم بكلمته، والتنفيذ الجبرى لا يعيقه أى شيء، فالحكم سيتم تنفيذه بقوة القانون لأنه نهائيا وملزم لجمال العدل وأيمن مدحت، المسألة مسألة وقت لا أكثر. وإذا استنفذنا الطرق الودية مع الخصم بالتأكيد سننفذ الحكم بالطرق الجبرية.

346110704_741272811017096_7007314893160168209_n
346110704_741272811017096_7007314893160168209_n
346103051_1260088441591144_8021602864979114910_n
346103051_1260088441591144_8021602864979114910_n
345937846_535583005218077_4027988153818599027_n
345937846_535583005218077_4027988153818599027_n