رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دولة التلاوة| عبدالفتاح الشعشاعي.. صوت من السماء

صاحب مدرسة خاصة في التلاوة وأجاد القراءات وأنشد التواشيح

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى
الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان القدر في مارس من عام ١٨٩٠ يزف الخير لقرية شعشاع بالمنوفية، هي الآن على موعد أن يتصل اسمها بأهل السماء، بينما لا ينقطع ترديدها عن ألسنة أهل الأرض، حان الآن وصول صوت من السماء يسمي عبدالفتاح محمود إبراهيم، والذي اشتهر بعد ذلك بالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي نسبة إلى قريته.
سرعان ما حفظ الشيخ عبدالفتاح القرآن كاملا، وكيف لا يحفظه، وهو ابن الشيخ محمود الشعشاعي الذي عرف عنه التقى والورع والتعلق بكتاب الله.
انتقل الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ليزداد علما إلى طنطا، حيث المسجد الأحمدي أحد أشهر مساجد تلقي العلوم الدينية في مصر.
كان الشيخ سريع التعلم، وأكثر أبناء جيله على الحفظ والتطبيق، فتعلم القراءات باختلاف الروايات، فما من مشايخه في المسجد الأحمدي إلا أن ينصحوه للسفر إلى المحروسة لاستكمال تلقي علوم القرآن.
وصل الشيخ إلى الدرب الأحمر وهو يبلغ من العمر ٢٤ عاما، وهناك ذاع صيته سريعا، فدرس العلوم الدينية على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع، فأتقن القراءات وشرب العلوم الدينية.
كان الإمام الحسين، عليه السلام، صاحب الفضل على الشيخ الشعشاعي في شهرته التي كانت من المحيط حتى وصلت الخليج، عندما كانت كرامات الإمام تجعل الشاب الصغير الذي لا يعرفه الناس جيدا، أن يبدأ تلاوته في وسط عمالقة القرآن الكريم في ذلك الوقت في الليلة الأخيرة من مولد الحسين، ومن هنا كانت البداية.
أسس الشيخ الشعشاعي مدرسة خاصة به في التلاوة، كان من أهم تلاميذ المدرسة الشيخ ابوالعنين شعيشع، والشيخ محمود علي البنا.
ولم تكن بدايات الشيخ عبدالفتاح قراءة القرآن فقط بل كان منشدا للتوشيح، وأسس فرقة للتواشيح كان من أهم أعضائها الشيخ زكريا أحمد، وفي عام ١٩٣٠ تفرغ لتلاوة القرآن الكريم، ثم عرض عليه التلاوة في الإذاعة فرفض، حتى أصدر شيخ الأزهر فتوى تقول أن قراءة القرآن في الإذاعة المصرية ليس حراما، فكان ثاني المشايخ المصرية التي تقرأ القرآن الكريم في الإذاعة بعد الشيخ محمد رفعت، وتقاضى الشعشاعي وقتها ٥٠٠ جنيه مقابل التلاوة.
سافر الشيخ عشرات البلدان لقراءة القرآن، وكان أول قاريء يقرأ كتاب الله في الحرم المكي من خلال مكبرات الصوت، وبعد رحلة دامت ٧٢ عاما في خدمة كتاب الله رحل الشيخ عبدالفتاح عن عالمنا في عام ١٩٦٢، تاركا خلفه مكتبه تسجيلات تخطت ٤٠٠ تسجيل بصوته.