السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مخرجة مسلسل "كليوباترا" تكشف سبب اختيار ممثلة سمراء

من وثائقى قصير بعنوان
من وثائقى قصير بعنوان "الملكة كليوباترا"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


لطالما أثارت أعمال منصة نتفليكس الكثير من الجدل فى الوطن العربى طوال السنوات الماضية، وكانت البداية عندما طرحت أول مسلسل أصلى ناطق بالعربية من إنتاجها وهو المسلسل الأردنى "جن"، تلاه فيلم "أصحاب ولا أعز"، ثم أعادت الجدل مجدداً بعد الإعلان عن وثائقى قصير بعنوان "الملكة كليوباترا"، ضمن سلسلة وثائقيات لاستكشاف حياة الملكات الأفريقيات البارزات والمبدعات، تحت اسم "ملكات أفريقية"، تبدأها بمسلسل "كليوبترا"، إذ "ستخصص الموسم الأول لأشهر امرأة فى العالم وأكثرها قوة.
الإعلان الترويجى للمسلسل، المزمع طرحه عبر نتفليكس فى ١٠ مايو المقبل، هو ما أثار حفيظة وغضب المصريين بعدما تم الكشف عن هوية بطلة العمل الممثلة البريطانية ذات البشرة السمراء أديل جيمس، ما يتنافى مع ما هو سائد حول أصول الملكة المصرية المقدونية. كما تضمن الإعلان الترويجى للوثائقى الحديث أن تراث "كليوباترا كان موضع الكثير من الجدل الأكاديمى ثم يتبعه تأكيد على لسان أحد المعلقين فى الوثائقى أن كليوباترا كانت ذات بشرة سمراء على عكس الشائع.
هذا الأمر دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى استنكار تصوير الملكة كليوباترا كصاحبة بشرة سمراء، وأكدوا أنها كانت من أصول مقدونية وليست صاحبة بشرة داكنة كما تحاول نيتفليكس تصويرها، ووصفوا أن ما يحدث ليس سرقة تاريخ ولكنه قلب للحقائق التاريخية الثابتة، كما رأى قطاع كبير من المتابعين أن نتفليكس تريد الترسيخ أن الحضارة المصرية سمراء دعماً لأفكار الأفارقة الأمريكيين أو "الأفروسنتريك" الذين يتبنون هذه النظرية.
وفى أول ردة فعل لمخرجة المسلسل؛ قالت تينا غرافى فى حوارها مع مجلة فارايتى الأمريكية: "أتذكر عندما كنت طفلة كنت مفتونة برؤية إليزابيث تايلور تلعب دور كليوباترا. لكن حتى ذلك الحين، شعرت أن الصورة لم تكن صحيحة. هل كانت بشرتها بيضاء حقًا؟ مع هذا الإنتاج الجديد، هل يمكننى العثور على إجابات حول تراث كليوباترا وإطلاق سراحها من القبضة الخانقة التى فرضتها هوليوود على صورتها؟".
وأشارت المخرجة ذات الأصول الإيرانية، إلى أن نسب تراث كليوباترا فى وقت أو آخر إلى الإغريق والمقدونيين والفرس. الحقائق المعروفة هى أن عائلتها اليونانية المقدونية - النسب البطلمى - تزاوجت مع السلالة السلوقية فى غرب آسيا وكانت فى مصر لمدة ٣٠٠ عام. وذكرت أن كليوباترا كانت على بعد ثمانية أجيال من أسلاف البطالمة، مما جعل فرصة أن تكون بيضاء إلى حد ما بعد ٣٠٠ عام مستبعدة. مضيفة: "بالتأكيد، يمكننا القول بأمان أن كليوباترا كانت مصرية، لم تكن يونانية أو مقدونية".
وتساءلت غرافي: "لماذا لا يجب أن تكون كليوباترا سوداء؟ ولماذا يحتاج بعض الناس أن تكون كليوباترا بيضاء؟"، وأجابت وفقا لرؤيتها: "يبدو أن قربها من البياض يعطيها قيمة، ويبدو أن هذا مهم حقًا لبعض المصريين".
وعن اختيار الممثلة أديل جيمس للعب الدور، كشفت: "بعد الكثير من الاختبارات والتجارب التى لا تعد ولا تحصى، وجدنا فى أديل جيمس ممثلة لا يمكنها نقل جمال كليوباترا فحسب بل قوتها أيضًا". 

ووفقا لرؤيتها، فإن “ما يمكن أن يؤكده المؤرخون هو أنه من المرجح أن تبدو كليوباترا مثل أديل أكثر مما فعلت إليزابيث تايلور، التى لعبت دور كليوباترا فى عمل فنى سابق".
وأشارت غرافى إلى أنه مع اقتراب الإنتاج "أدركت حجم هذه الوظيفة وطبيعتها السياسية. كان من المهم تصحيح الأمور وإيجاد طريقة لرواية القصة بإنسانية ودقة. 

وأضافت: "آخر شيء كنا بحاجة إليه هو كليوباترا أخرى يتم تصويرها بشكل أنثوى وجنسى فقط. وقد أشارت خلال حديثها إلى سلسلة اتش بى او "Roma" التى صورت واحدة من أكثر النساء ذكاءً وتطوراً وقوة فى العالم على أنها مدمنة مخدرة ومتهالكة؛ مشيرة إلى أن المسلسل لم يحصل على نفس رد الفعل الغاضب من المصريين وقتها.
وتساءلت غرافى فى نهاية حديثها: “هل كانت كليوباترا سمراء؟ وتابعت: “لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت سمراء من عدمه، لكن يمكننا التأكد من أنها لم تكن بيضاء مثل إليزابيث تايلور. نحن بحاجة إلى إجراء محادثة مع أنفسنا حول لوننا، والتفوق الأبيض الداخلى الذى قامت هوليوود بتلقينه لنا، الأهم من ذلك كله ، علينا أن ندرك أن قصة كليوباترا لا تتعلق بها بقدر ما تدور حول هويتنا”.