السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أسئلة القرن الحادى والعشرين.. الكونية والأصولية وما بعد الحداثة

السيد ياسين
السيد ياسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعاد المفكر السيد ياسين نشرد دراسة أساسية سبق أن نشرها كمقدمة تحليلية للتقرير الاستراتيجى العربى عام ١٩٩٢ بعنوان «الثورة الكونية وبداية الصراع حول المجتمع العالمي.. تحليل ثقافي»، وذلك فى الجزء الأول من كتابه المعروف باسم «أسئلة القرن الحاى والعشرين.. نقد العقل التقليدي»، الصادر عن المكتبة الأكاديمية عام ١٩٩٦.

سيرة السيد ياسين الذاتية

فى حين أشار ياسين إلى مقدمة عن سيرته الذاتية التى نشرت قبل سابق فى مجلة الهلال عدد مارس ١٩٩٤ بشكل مختصر، حتى نشرت كاملة بعد ذلك فى مجلة القاهرة، فى عدد أبريل ١٩٩٤، هذا بالإضافة إلى بعض النماذج من التعليقات النقدية على بعض الأوراق الثقافية، وأيضا ردود الدكتور كمال أبو المجد، والشيخ يوسف القرضاوي، نظرا للأهمية الفكرية للحوار الذى أثرته مع ممثلى تيار الإسلام السياسي.
العقل المصرى فى مواجهة الأزمة الفكرية
خاض السيد ياسين تجربة الكتابة الاسبوعية المنتظمة على صفحات مجلة «الأهرام الاقتصادي» لمدة عامين، وكان توجيهه الأساسى فى هذا الوقت أن مصر تقف على الخط المشدود بين الأزمة والنهضة، وفتح حوار مستمر يدور حول القضايا الأساسية التى تواجه مصر والوطن العربى والعالم.
هموم مصر وأزمة العقول الشابة
لقد أصبح البحث العلمى عنصرا أساسيا من عناصر الإنتاج ومن أهم ضروريات الحياة فى أى مجتمع معاصر، فهناك مداخل متعددة لدراسة القضايا المعقدة التى تثيرها ممارسة البحث العلمى فى المجتمع، ومن الأنسب أن نبدأ بالتفرقة التقليدية بين مشكلات الأبحاث العلمية فى مجال ما يسمى بـ«العلوم المنضبطة»، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، فالانضباط إذا كان سمة مميزة للطبيعة والكيمياء البيولوجية، فمعنى ذلك أنه بالنسبة لغير هذه العلوم من علوم اجتماعية كعلم السياسة، والاجتماع، والاقتصاد، فإنها تفتقر لوسائل الضبط والقياس التى تعرفها العلوم العريقة.
وتختلف مشكلات البحث العلمى فى العلوم الطبيعية عنها فى الاجتماعية، بعدة جوانب، وتثار من حين لآخر عدة تساؤلات نحو ممارسة البحث العلمى فى المجتمع سواء فى شقه الطبيعى أو الاجتماعي، ولعل أول مدخل لإثارة المشكلة هوالتكلفة والعائد، الذى قد يبدو فى البداية بسيطا مع أنه فى غاية التعقيد، فإذا كان قياس الانفاق أمرا ميسورا إلا أن العائد مسألة فى غاية التعقيد، فقد يكون إحدى هذه الغايات الأساسية تقدم «المعرفة الإنسانية» وزيادة معلوماتنا الموثقة عن البيئة التى نعيش فيها، وهى غاية مطلوبة من البحث العلمى فى كل زمان ومكان، وقد يكون الهدف نفعيا بحتا، وهنا تتعقد مسألة قياس العائد لأنه ليست هناك أدوات قياس مقننة تستطيع أن تقيم الصلة المباشرة بين ما ننفق على البحث العلمى وبين ما نكسبه كمجتمع.
البحوث الاجتماعية وفهم المشكلات
والبحوث الاجتماعية العلمية فتجدر الاشارة إلى عدة حقائق يشير إليها المؤلف أهمها: أن تقدم المعرفة العلمية فى فهم المشكلات، والذى يهدف إلى فهم الظواهر تفسيرها يعد فى حد ذاته مكسبا للمجتمع، حتى ولو لم يترتب على هذا الفهم تغيير مطلوب فى مسار ظاهرة ما؛ وعادة ما تحدث فجوة زمنية بين نشر النتائج الموثقة لبحث علمى ما وتأثير نتائجة فى مجال التطبيق، سواء فى شكل تشريعات جديدة أو اجراءات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
فقد يكون صانع القرار أمامه نتائج بحوث علمية محققة عن ظاهرة ما غير أنه قد يعجز أيضا عن اتخاذ القرار المناسب على ضوئها أو لا يريد أو لا يستطيع، خضوعا لضغوط جماعات ضاغطة هنا وهناك أو جماعات مصالح أو قوى سياسية داخلية أو خارجية، فكل هذه الأمور تدخل فى اطار التحليل السياسى لبيئة صنع القرار ولا علاقة للباحثين العلميين الذين يجرون البحوث بها.
لذا فقضية البحث العلمى فى المجتمع العربى تحتاج إلى مداخل مختلفة لدراستها دراسة متعمقة، قد يكون مدخل سوسيولوجيا العلم هو أنسب هذه المداخل، لأنه ينظر للعلم باعتباره نسقا اجتماعيا، وبالتالى يضعه فى اطار أنماط إنتاج المعرفة فى المجتمع، ويحاول تحليل القيم الثقافية والاجتماعية السائدة، وتحليل المجتمع العلمى وما تحكمه من أيديولوجيات ولا ينظر للباحث العلمى كفرد، وإنما باعتباره عنصرا فى منظومة اجتماعية متكاملة.