السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فرنسا لن تغلق قواعدها في إفريقيا.. وماكرون في المنطقة لمواجهة تراجع النفوذ الفرنسي

الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طالب وجهاء السياسة في فرنسا الرئيس إيمانويل ماكرون، باتخاذ قرار بشأن إغلاق القواعد العسكرية في إفريقيا وفي الوقت الذي كثف فيه سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة، خلال جولته في غرب إفريقيا، المناقشات حول "إعادة تشكيل" النظام العسكري الفرنسي،  لكن في باريس، الجنود والدبلوماسيون ليسوا على نفس الخط حيث يرفضون البقاء بعدما واجهت القوات الفرنسية عدة هجمات أسفرت عن سقوط عدد كبير من رجالها في صحاري وغابات القارة السمراء. 

ومن المقرر أن ينهي وزير دفاعه زيارته التى استغرقت يومين إلى كوت ديفوار ثم إلى السنغال مساء الثلاثاء، بمقابلة مع الرئيس ماكي سال في القصر الرئاسي في داكار.  

وقد زار العناصر الفرنسية في السنغال وحدة (EFS) واجتمع في الصباح مع نظيره صديقي كابا،  كما التقى بنظيره في اليوم السابق، بأبيدجان، وركزت المناقشات على إعادة تنظيم النظام العسكري الفرنسي في إفريقيا، والتي تعد داكار إحدى قواعد العمليات الرئيسية فيها.

هل ستغلق القواعد العسكرية الفرنسية في أبيدجان وداكار؟  

صرح مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية: "نحن نواصل المشاورات بشأن إعادة تنظيم النظام في غرب أفريقيا"، وهذا ما يتحدث به الوزير سيباستيان ليكورنو، خلال لقائه بنظرائه في وزارة الدفاع والرئيسين الحسن واتارا وماكي سال. 

وتابع مسؤول الدفاع: وفقًا لمعلوماتنا، لم يتم الانتهاء من أي شيء حتى الآن، لكن ترغب أبيدجان وداكار  في الحفاظ على تعاون عسكري كبير مع فرنسا،  كما ضاعف إيمانويل ماكرون المقابلات مع أقرانه  بين 25 يناير و16 فبراير، حيث استقبل في قصر الإليزيه الحسن واتارا وماكي سال ومحمد ديبي (تشاد) ومحمد بازوم (النيجر)، فالكثير من القادة الأفارقة يؤيدون استمرار هذه الشراكة.

وأضاف: ولهذا كان من المفيد أن يعلن الرئيس ماكرون موقفه مساء اليوم  الإثنين عشية رحلة إلى أربع دول أفريقية، وفي النهاية فإن الجنود هم الذين ينتصرون كالعادة في أي حوار مع القصر الرئاسي، سينتهي ملف إغلاق محتمل لقواعد عسكرية فرنسية في إفريقيا هذا المساء، بخطاب للرئيس ماكرون، في اليوم السابق لرحلة إلى أربع دول (الجابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية).

وبحسب مصادر عسكرية فرنسية، فإن رئيس الدولة لن يعلن عن أي إغلاق لأي قاعدة، كما رغب بعض الفاعلين في الملف، حتى الإليزيه تمنى إغلاق هذه القواعد وسعى الى ذلك،  لكن عارضه كوكبة القادة والجنود الفرنسيون، المرتبطون بشدة بأفريقيا والذين يفضلون بقائهم هناك وبشدة،  لقد أقنعوا ماكرون بالتخلي عن قراره الجريء، كان من شأنه أن يستفز قطاعات كبيرة من الرأي العام الأفريقي، وخاصة الشباب ضد فرنسا كما حدث مؤخرًا، فمازالت هذه البلدان لا تقوى على محاربة الإرهاب وتحتاج إلى حماية فرنسا رغم استقبالها.

وسيتم "إعادة صياغة النظام" مع تقليل حجم القوة العاملة على أرض الميدان، فباريس تود أن تجعل وجودها العسكري "أقل بروزا" وأن تضعه في إطار "التعاون" مع الدول المعنية، بفضل “الشراكات العسكرية العملياتية”، الفكرة ليست جديدة، إنها مجرد نسخة محدثة من مفهوم Recamp (تعزيز قدرات حفظ السلام الأفريقية) المعمول به منذ عام 1997.

وتمتلك فرنسا أربع قواعد دائمة في إفريقيا، بالإضافة إلى عدد قليل من القواعد الأخرى، وهي قاعدة داكار (السنغال) وأبيدجان (ساحل العاج) وليبرفيل (الجابون) وجيبوتي، والأخيرة، التي تقع داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ليست معنية بل يمكن تعزيز أصولها الجوية،  بالإضافة إلى هذه القواعد التقليدية، هناك أخرى في تشاد (نجامينا) والنيجر (نيامي)، أما النيجر فهي الآن نقطة الدعم الفرنسية الرئيسية في منطقة الساحل، منذ طرد الجيش الفرنسي من مالي، وكذلك القوات الخاصة في بوركينا فاسو، ففي ديسمبر الماضي، اضطر الجيش الفرنسي بالفعل إلى حزم أمتعته من بانجي (جمهورية إفريقيا الوسطى)، إعادة التفكير ليست طوعية حقًا.

ماكرون: على فرنسا التحلي بـ"التواضع" تجاه أفريقيا في "نموذج شراكة جديد"

قبيل جولة في أربع دول أفريقية ووسط تفاقم المشاعر المعادية لباريس في القارة السمراء، ألقى الرئيس الفرنسي من قصر الإيليزيه خطابا أوضح فيه الخطوط العريضة لاستراتيجية بلاده الدبلوماسية والعسكرية في أفريقيا، ويأتي ذلك في إطار "تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية" وفق الرئاسة الفرنسية. 

ففي كلمة ألقاها قبل بداية جولة سيقوم بها بعد غد الأربعاء عبر عدة بلدان أفريقية، قال الرئيس ماكرون، إن على بلاده التحلي "بالتواضع" تجاه أفريقيا وإنها ستنهي نهجها استضافة قواعد عسكرية منتظمة في أفريقيا. 

وأضاف أن فرنسا ستقيم بدلا من ذلك قواعد أو "أكاديميات" يشترك في إدارتها الجيش الفرنسي والجيوش الأفريقية، كما أعلن عن "خفض ملحوظ" في عدد الجنود الفرنسيين ولكن ستكون هناك زيادة في الجهود المبذولة لتوفير التدريب والمعدات. 

وتابع أنه لن يسمح بأن تصبح فرنسا "كبش الفداء المثالي" في أفريقيا، وجاء ذلك بعد انتقاد بعض الدول الأفريقية باريس لتقاعسها عن كبح جماح التشدد الإسلاماوي في منطقة الساحل بشكل خاص.

كما قال ماكرون أيضا إنه رفض الانجرار إلى تنافس عفا عليه الزمن بين الدول للسيطرة على أفريقيا، وشدد على علاقة "متوازنة".

ووصف ماكرون مجموعة المرتزقة الروسية (فاجنر) بأنها "تأمين على الحياة للأنظمة الفاشلة في أفريقيا". وقال إن الدول الأفريقية ستتوقف في النهاية عن اللجوء إلى المجموعة لأنهم سيرون أنها تزرع البؤس فقط.

وستأخذ هذه الجولة الأفريقية الرئيس الفرنسي إلى كل من الجابون وأنجولا وجمهورية الكونجو وجمهورية الكونجو الديمقراطية.