الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

إلى أين تسير الحرب؟.. زيلينسكي في واشنطن.. وبوتين يتحدث عن «الردع النووي»

 الرئيس الأوكرانى
الرئيس الأوكرانى "فلاديمير زيلينسكي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا بشأن زيارة الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي" للولايات المتحدة الأمريكية، فى أول زيارة له خارج بلاده منذ بدء الحرب.
 

فى الوقت نفسه؛ كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ملامح خطط بلاده العسكرية والردعية للعام المقبل؛ مؤكدا أن قوات بلاده النووية جاهزة بـ ٩١ بالمئة.
 

وتصف الصحيفة زيارة زيلينسكي بأنها تهدف إلى توفير المزيد من الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لبلاده لمواجهة القوات الروسية فى أوكرانيا.
 

فيما شدد بوتين على "الاستعداد القتالى للقوات النووية"، معتبرًا ذلك بمثابة ضمان لسيادة روسيا ووحدة أراضيها"، فيما كانت تقارير غربية قد تحدثت مرارًا عن احتمال لجوء موسكو إلى شن هجوم نووي.
 

وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة هى الأولى من نوعها منذ بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وأنه من المتوقع أن يقوم زيلينسكي بزيارة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى وإجراء محادثات مع أعضاء لجنة الدفاع الوطني من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
 

وتُشير الصحيفة إلى أن تلك الزيارة تأتى فى وقت يستعد فيه الكونجرس الأمريكى للتصديق على مساعدات جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى ٤٥ مليار دولار، بينما تُعلن واشنطن عن نيتها تقديم صواريخ باتريوت (أرض-جو) المتطورة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية فى مواجهة القوات الروسية، موضحة أن تلك الحزمة الجديدة من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تتجاوز مطالب الرئيس بايدن بالموافقة على مساعدات بقيمة ٣٧ مليار دولار. وتضيف الصحيفة أن زيارة زيلينسكى للولايات المتحدة سوف تأتى فى الأيام الأخيرة من سيطرة الحزب الديمقراطى على مجلس النواب بالكونجرس، وقبل تولى الحزب الجمهوري، موضحة أن هناك انقسامات داخل الحزب الجمهورى حول تكلفة المساعدات التى تقدمها واشنطن لأوكرانيا.
 

مرحلة التحول واستعراض العضلات
 

ويرى خبراء عسكريون أن هذا التزامن بين زيارة زيلينسكي لواشنطن، وإعلان بوتين تزويد القوات النووية بالمنظومات فرط الصوتية والصواريخ العابرة للقارات الجديدة "ليس لها مثيل فى العالم"، وما قابله من إعلان أمريكى بمنح كييف منظومات الدفاع الجوى من طراز باتريوت، والتى يتوقع أن تشكل سلاحا ردعيا فعالا ضد الهجمات الروسية، مؤشر واضح على أن هذه الزيارة ستشكل مرحلة تحول فى مجريات الصراع وتوازناته ميدانيا وسياسيا.
 

ويرى محللون آخرون أن استعراض العضلات وتبادل الرسائل التصعيدية بين موسكو وواشنطن فى الملعب الأوكراني، ردعى بالدرجة الأولى، من باب إيصال التصعيد للذروة تمهيدا لتنفيسه، وهو ما قد يفتح كوة في جدار الانسداد فى الأزمة الأوكرانية، فى ظل المعطيات الميدانية التى لا تشير لإمكانية الحسم العسكري للحرب لدى طرفيها.
 

ويقول الخبير الاستراتيجي والباحث غير المقيم بمعهد ستيمسون الأميركي للأبحاث، عامر السبايلة، في حديث مع موقع "سكاى نيوز عربية": زيارة زيلينسكي لواشنطن مؤشر على أن الحرب دخلت مرحلة تخفيض عملياتي، لدرجة أن يتاح له السفر خارج بلاده فى ظل ظروف قاهرة، وهذا يعنى أننا أمام أحد سيناريوهين:
 

الأول: التعايش مع حرب طويلة الأمد، حتى وإن كانت مضبوطة الإيقاع وذات طابع دفاعي أوكراني لاستنزاف موسكو.
 

الثاني: بداية الانتقال للدبلوماسية وبلوغ مرحلة طرح أفكار الحل السياسى السلمى وآلياته التفاوضية.
 

حسابات الداخل الأمريكي
 

هذه الزيارة تنطوى كذلك على حسابات داخلية أمريكية تتعلق بتعزيز موقف إدارة بايدن من الأزمة الأوكرانية على صعيد الرأى العام الأمريكي.
 

لكن الزيارة تعكس أيضا أن الأزمة قد تكون فى طريقها نحو الحل والانفراج، كون الزيارة رغم ما تخللها من تقديم مساعدات عسكرية ومالية سخية لكييف، لكنها فى الأصل زيارة تنطوى على محاولات تلمس طرق تحقيق حل دبلوماسى وسط بعد نحو عام من حرب مكلفة ومستنزفة للعالم ككل".
 

حسابات القوة والتفاوض
 

من جهته؛ يقول أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات، حسن المومني، فى حديث مع موقع "سكاى نيوز عربية": اعتمد الروس فى الأسابيع الماضية تكتيكات مغايرة فى الحرب تعتمد على القصف بعيد المدى وعبر المسيرات، وتكثيف ضرب البنى التحتية الأوكرانية، وبالمقابل هناك حديث عن ضرورة تفعيل المفاوضات والبدء بالحوار.
 

تلويح بوتين بالترسانة النووية فيما كان زيلينسكى على متن الطائرة التى تقله للولايات المتحدة، كان يسعى لممارسة الضغط ودفع الطرف الأوكراني والغرب الداعم له إلى التفاوض.
 

الاحتمالات كافة مفتوحة للتصعيد العسكري ولتخفيضه، وهذا ما سيدفع الطرفين على الأرجح إلى الرضوخ لخيار الدبلوماسية والعقلانية فى ظل توازن الردع النووي بين روسيا وحلفاء أوكرانيا الأطلسيين، وفى ظل تكافؤ فى الجبهة بين الروس والأوكرانيين فى الميدان.