السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ملجأ أوكرانى يحمى أمهات وأولادهن نجوا من الحرب

أمهات أوكرانيات
أمهات أوكرانيات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نساء وأطفال وجدوا الأمل والأمان والحياة فى ملجأ "الأمهات غير المنكسرات" فى مدينة لفيف الأوكرانية، الذى أنشأه الصليب الأحمر الأوكرانى وذلك بعد معاناة الحرب فى بلادهم وتساقط الصواريخ على مستشفيات الولادة فى منطقة النزاع.
وحسبما ذكر موقع the sun فإن الملجأ يضم حاليًا ١٢ أمًا و ٢١ طفلاً ، ويقع على مشارف لفيف، على بعد ٤٤ ميلاً شرق الحدود البولندية.
فذاك طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر يمسك بإصبع والدته والتى تدعى "أنيا" بيده الصغيرة، هذه الصورة التى تعبر عن الوئام تبدو وكأنها عالم بعيد عن الأهوال التى تعصف بوطنه الأوكراني.
تقول "أنيا" صاحبة الثلاثين عاماً إن لديها ستة أطفال، وكانت تعيش فى دوبروبيليا بمنطقة دونيتسك؛ مردفة: "ولدت طفلى الصغير تحت نيران القذائف، فعندما كنت فى المستشفى وقع انفجار ضخم فى مكان قريب أدى إلى تطاير كل زجاج النوافذ، وكنت أخشى من أن يتأذى طفلي.
وأضافت "أنيا"، أنه قبل مجيئى إلى الملجأ جاءت الشرطة إلى منزلى لكى أتركه حفاظا على سلامتي، وأخذت معى طفلى الصغير وابنتى الكبرى صوفيا ١٢ عامًا، ورحلت بالحافلة ثم القطار، إلى مركز السكك الحديدية لفيف، فى أقصى غرب أوكرانيا.
أما زوجها جيمجين والبالغ من العمر ٣٣ عامًا، كان يعمل سائق توصيل فى وقت السلم، والآن يقاتل مع القوات الأوكرانية فى خط المواجهة، وظل أطفالها الآخرون فى دوبروبيليا مع جدتهم.
وأضافت "أنيا" وهى جالسة على أريكة مزينة بالألعاب المحبوبة: "إنه مكان جميل للعيش فيه، تتحدث الأمهات معًا ويلعب الأطفال معًا"، ويضم الملجأ مطابخ فخمة ومكعبات للاستحمام وغرف غسيل وأماكن نوم مريحة.
وتابعت: "لقد وجدت مكانًا آمنًا لأعيش فيه مع طفلي، الآن أريد أن أحضر جميع أطفالى إلى لفيف حتى نجتمع معًا مرة أخرى ".
أما "أولها كرافشينكو"، والتى تبلغ من العمر ٣٢ عامًا وتجلس فى غرفة نومها الأنيقة، تربت على بطنها منتظرة فى لهفة قدوم طفلها بالرغم أن لديها طفلتين وهما، آلا البالغة من العمر ١٢ عامًا وفولوديمير البالغة من العمر عشر سنوات.
وتقول "أولها": "هذا مكان رائع ومن المناسب جدًا أن يُطلق على هذا الملجأ اسم الأمهات غير المنكسرات"، موضحة أنها من قرية روغان فى منطقة خاركيف فى شمال شرق أوكرانيا ، وأنها فرت مع أطفالها بعد أن تحول منزل أحد الجيران إلى خشب عود ثقاب فى ضربة صاروخية.
وأضافت أولها: "قُتل جيراننا، أم وابنتها، فى القصف، كانت القذائف تسقط فى كل مكان، واختبأنا فى قبو، كان الأمر مخيفًا للغاية ".
وقالت ليليا كيلشيتسكا المديرة فى أمهات غير قابلة للكسر، ٣٤ عامًا: "لدينا علماء نفس وأخصائيون اجتماعيون يتحدثون مع الأطفال لمساعدتهم على التأقلم مع تجاربهم ولكل شخص قصة مختلفة ليرويها ولكن النساء يدعمن بعضهن البعض".
على الجانب الآخر؛ نجد تانيا كونداكوفا، حامل، وعمرها ٣٨ سنة، تحكى عن عيشها تحت القصف فى مدينة باخموت فى منطقة دونيتسك فبعد تناول الإفطار مع أطفالها، أنيا، ١٥ عامًا، وأنطون، ٩ أعوام، كشفت الأم: "كان منزلنا يرتجف حرفياً بسبب سقوط القنابل فى كل مكان، وكان أطفالى فى حالة من الذعر والبكاء".
وأضافت تانيا: "الأطفال سعداء للغاية هنا ويمكنهم الدراسة عبر الإنترنت مع زملائهم السابقين الذين ذهبوا إلى بريطانيا وألمانيا وبلجيكا".
وتلك أولها شيفيتشينكو، أم لأربعة أطفال، ٣٢ عامًا، من ليسيتشانسك فى منطقة لوهانسك وتبدأ حديثها قائلة: "أصيب مدنيون بالصواريخ وقذائف الدبابات كانت المدينة كلها تحت القصف وكان علينا أن نحتمى فى قبو منزلنا لمدة أسبوعين وكان الأطفال خائفين للغاية لدرجة أنهم قاموا بتبليل أنفسهم.
وتابعت: "الآن يذهبون إلى المدرسة بالقرب من الملجأ ويرسمون الابتسامات على وجوههم مرة أخرى."
وأوضح موقع "the sun" أن الممرضات فى الملجأ على أهبة الاستعداد بشكل دائم لرعاية الأطفال المصابين بصدمات نفسية وتقديم المشورة للأمهات أثناء الاستعداد للولادة، فهذه الممرضة فيرا نازاريفيتش، ٢٨ عامًا، تعانق الطفل دانييل البالغ من العمر أربعة أشهر.
وتقول "فيرا": إن المساعدة المهنية وروح المجتمع فى الملجأ تصنع العجائب، مضيفة: "تساعد جميع العائلات بعضها البعض، ونقدم المشورة لمساعدة الأطفال على نسيان الأشياء الفظيعة التى رأوها.
وكشف مسعف بالملجأ: "عندما يصل الأطفال إلى هنا، عادة ما يكونون فى حالة نفسية سيئة فهى صدمة أن يتم إطلاق النار عليهم أو إجبارهم على العيش فى قبو ملجأ من القنابل لأسابيع أو شهور.
وأشار” the sun” أن الصليب الأحمر ساعد أكثر من خمسة ملايين شخص بمساعدات طارئة، بما فى ذلك توزيع ٥٦ مليون جنيه إسترلينى كمساعدات مالية.
وقال مايك أدامسون، الرئيس التنفيذى للصليب الأحمر البريطاني: "لقد عانى الناس مشقة لا يمكن تصورها وكانت فرق الصليب الأحمر على الأرض فى أوكرانيا، تعمل على مدار الساعة منذ البداية.
وأضاف أدامسون، الذى وصف مشروع ملجأ الأمهات غير المنكسرات بأنه "مذهل"؛ قائلا: "للأسف، من المتوقع أن تستمر هذه الأزمة لأشهر وسنوات قادمة.
وتابع أدامسون: أى شيء يمكنكم تقديمه والمساعدة به يُحدث فرقًا وسيساعدنا على توفير الأشياء الضرورية المنقذة للحياة، مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية للأشخاص المحاصرين فى هذه الأزمة."
كما وزع الصليب الأحمر أيضًا مليونى جنيه إسترلينى فى شكل دعم مالى لمساعدة حوالى ١٣٠٠٠ لاجئ من أوكرانيا فروا إلى المملكة المتحدة.

s1
s2
s3
s4