الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حرب أكتوبر.. واشنطن ولندن صُدمتا بجرأة العرب على حظر النفط بعد تدفق الأسلحة الأمريكية على إسرائيل

حرب اكتوبر
حرب اكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحيل غدا ذكرى حرب السادس من أكتوبر، بين إسرائيل ومصر بمساندة دول عربية، وتستدعي الذاكرة بعض المواقف التاريخية الحاسمة.
أعادت شبكة "بي بي سي"، نشر بعض وثائق الخارجية البريطانية، التي تشير إلى أن دخول سلاح النفط للمعركة فاجأ الدول الغربية، التي كان المسؤولون فيها، لا يأخذون تهديدات الرئيس المصري آنذاك أنور السادات على محمل الجدّ، ولا يتوقعون الإجماع العربي على مثل هذا الأمر.
الوثائق تشير إلى أن بريطانيا وأمريكا كان تقييمهما الحاسم قبل بدء الحرب أن إرادة العرب غير جادة في وقف ضخ النفط للغرب، إذا قامت الحرب مع إسرائيل لاستعادة الأراضي المحتلة في الحرب السابقة 1967.
وهكذا فوجئ البريطانيون والأمريكيون ومن يدور في فلكهم، بإعلان الدول العربية المنتجة للنفط الحد من الإمدادات للغرب، حين مرت أيام قليلة من انطلاق العمليات العسكرية.
وتعود الوثائق بالتفصيل لما قبل الحرب بأربعة أشهر وتحديدا إلى يونيو من عام 1973، وحديث لوزير الخارجية الأمريكي، لويليام روجرز، نقله أنتوني بارسونز، وكيل وزارة الخارجية البريطانية آنذاك.
ويذكر الدبلوماسي البريطاني أن الوزير الأمريكي بدا مقللا من شأن جدية التهديدات العربية باستعمال النفط سلاحا لإجبار الغرب على انسحاب إسرائيل من أراضي العرب المحتلة قبل ذلك في حرب 1967.
حديث بارسونز، الذي ورد في تقرير سري، وثق الحوار الذي جرى مع الوزير الأمريكي في مؤتمر بطهران، خلُص إلى أن رؤية الولايات المتحدة هي أن تهديدات العرب باستخدام سلاح النفط في أي حرب قادمة مع إسرائيل "كلام فارغ".
واعتمد الوزير الأمريكي فيما يبدو على لقاءات مع المسؤولين العرب، كان يؤكد لهم فيها بلغة صارمة -كما يقول- أن "لا مجال على الإطلاق لأخذ الولايات المتحدة رهينة".
وكان السادات قبل أسابيع من لقاء المسؤول البريطاني والوزير الأمريكي في طهران، قد لوح خلال خطاب عيد العمال مطلع مايو، بحظر النفط العربي على الغرب، لمساندة مصر في حربها مع إسرائيل.
وقال السادات بالحرف: "إن الدول العربية الغنية بالنفط وعلى رأسها السعودية وعدت باستخدام إمدادات النفط سلاحا بمجرد بدء مصر عمليات عسكرية".
في هذا الوقت، كانت أوروبا أكثر قلقا، من الولايات المتحدة، من احتمال استخدام العرب النفط سلاحا، بحكم أن الدول الأوروبية أقرب إلى المنطقة وأكثر اعتمادا على نفطها، ومن ثم فهي أكثر تأثرا بالإجراء العربي المحتمل.
وكشف الحوار بين باروسونز وروجرز عن أن الوزير الأمريكي "اعترف بأن أوروبا الغربية في وضع أصعب في مواجهة العرب من وضع الولايات المتحدة".
وإذا كان وزير الخارجية الأمريكي حينها قد تبادل وجهات النظر مع البريطانيين، بلغة الواثق من عدم قدرة العرب على تنفيذ التهديد بحظر النفط، فإن الأوروبيين الآخرين كانوا أكثر تخوفا من تنفيذ وقف ضخ النفط.
اذ يشير تقرير روجزر السري الذي أرسل إلى الخارجية البريطانية، أن أوروبا كانت قلقة، على عكس الولايات المتحدة، من احتمال أن يستخدم العرب سلاح النفط، بحكم قرب القارة العجوز الجغرافي من منطقة الشرق الأوسط، ومستوى اعتمادها على النفط الخليجي، لذلك ففي الضحية الأقرب لأي إجراء عربي في هذا الاتجاه.
تطمينات ويليام روجرز للبريطانيين والأوروبيين الآخرين، حملت تقديرا حاسما يفيد بأن العرب ليسوا في وارد استخدام النفط سلاحا، غير أن العرب اتحدوا بالفعل في وقف ضخ الإمدادات للدول التي تؤيد إسرائيل.
وخلال حرب أكتوبر 1973، التي استمرت من 6 إلى 25 كابوسا للاقتصاد الغربي، وارتفع سعر النفط وقتها إلى 17%، مع توافق العرب على خفض الإنتاج، ووقف ضخه إلى الأسواق الأمريكية والبريطانية.