آمن بموهبته رغم اعتراض الجميع وتنمرهم عليه، واستهانتهم من تعليمه، فرغم ظروفه القاسية التى كانت بمنزلة دافع له لأن يتحدى ظروفه ويخطو ساتر الفقر والألم والعجز وقلة الحيلة، ولأنه لم يستسلم فقد حلم بأن يكمل دراسته، لكن ظروفه القاسية أحالت بينه وبين تحقيق حلمه، وبرغم ذلك الحاجز الذى منعه من تحقيق حلمه إلا أنه اختار لنفسه مكانا بين العباقرة والمبدعين، ونقش اسمه بلون الألم والإصرار على تحقيق حلمه.
محمد حسين أبو المجد، حاصل على دبلوم تجارة، ويعمل فنى سقالات، ومقيم بالقاهرة بعزبة النخل، ولم يطلب الكسب وإنما أراد فحسب أن يعبر عن حلمه الذى حبسته ظروف الفقر والعجز وقلة الحيلة.
وفى حواره مع «البوابة» يقول «أبو المجد»: لقد تربيت فى ظروف قاسية، وقد توفى أبى، وكنت متفوقا فى دراستي، وحلمت بأن أكمل دراستى بالفن، وأنمى موهبتى على نحو أكاديمي، ولكن بسبب الظروف آثرت أن أتوقف عند دبلوم التجارة، وأعمل حتى أنفق على أسرتى وأخواتي، وعلى ذلك آثرت مصلحة إخواتي.
وأضاف: قررت أن أترك التعليم واكتفى بالدبلوم حتى أساعد أسرتى وعملت كفنى سقالات وانخرطت بالعمل حتى تفوقت به وتزوجت ولكنى بعد فترة راودنى الحنين إلى معشوقى الرسم، وخاصة موهبتى فى التصميم، وبدأت بتصميم إحدى السقالات، معتمدا على كم التدريبات التى ساعدتنى لأن أصل لدرجة الاحترافية، وأن أبدع بذلك المجال.
وعن بدايته يقول: «بدأت منذ سنتين وذلك بانخراطى فى السقالات كفنى حتى راودنى الحنين لتصميم إحدى السقالات وعنها تدربت لدرجة الاحتراف وعندما أبدعت أول تصميم للسقالة وبرغم التنمر الذى لحق بى إلا أننى انتصرت بموهبتى وتصميمى على التدريب على التصميمات.
عن سعادته يوضح «أبو المجد»: كان أول تصميم لى السقالة ثم صممت المسجد المجاور لبيتى على إثر إعجاب من حولى من الأصدقاء والمعارف، وقد صممته من ٨ آلاف قطعة من أعواد الكبريت والخشب وخلة الأسنان وعصا شيش طاووق وعصا آيس كريم.
وعن الوقت الذى يستغرقه قال «أبو المجد»: استغرق تصميم المسجد بعدما صورت نواحيه وكل ما يتعلق به ١٣ شهرا، وذلك لأن عدد القطع المستخدمة حوالى ١٨ ألف قطعة متنوعة ويوميا ٤ ساعات.
