الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قصة امرأة اخترعت سما خطيرا وقتلت أكثر من 600 رجل

المرأة والسم
المرأة والسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من ضمن القصص الغريبة في العالم قصة تعود لسيدة قتلت أكثر من 600 رجل ليس لحبها في القتل بل من أجل مساعدة الزوجات التعيسات اللواتي عانيت من الظلم وتسلط الأزواج، فقد قامت باختراع السم الأكثر عبقرية وكيداً واستطاعت الإفلات بفعلتها لسنوات طويلة، هذه القصة في مدينة باليرمو الإيطالية التي عاشت  فيها القاتلة “جوليا توفانا” والتي وصفت بأنها كانت تجمع بين الجمال والذكاء، واهتمت منذ صغرها بصنع عقاقير وتركيب الأدوية، لكنها كانت تعيسة الحظ ، فقد كان والدها عنيفاً وأساء معاملة والدتها. 

وفي عام 1633 تم إعدام والدتها ثوفانيا دادامو بتهمة قتل زوجها فرانسيس بالسم، ولم تكن توفانا أوفر حظاً من والدتها في الزواج، فقد تزوجت هي الأخري من رجل يسئ معاملتها لكنها كانت أكثر علماً وإطلاعاً من والدتها فاستطاعت تطوير سم لا لون له ولا طعم ولا رائحة، والأهم من ذلك لا يمكن لأحد إكتشاف أثره وهكذا قتلت توفانا زوجها وانتقلت مع إبنتها جيرولاما سبارا إلي نابولي ثم إلي روما، وتوفانا صديقة النساء المعذبات في إيطاليا في القرن السابع عشر ولم يكن للنساء أي سلطات مادية أو إجتماعية وكان يجبرن على الزواج في سن مبكر من رجال غالباً ما يسيئون معاملتهن. 

وكانت استطاعت جوليا توفانا أن تؤسس شبكة علاقات قوية وسرعان ما باتت تعرف بأنها صديقة النساء المستضعفات، ولم تكتف توفانا بالدعم المعنوي لأولئك النساء اللواتي يتعرضن للتعنيف الجسدي من قبل أزواجهن بل قدمت لهن ما هو أكثر من ذلك بكثير "إكسير الخلاص"، واستقرت توفانا في روما حيث افتتحت متجراً لمستحضرات التجميل وبمساعدة إبنتها ومجموعة من النساء الموثوق بهن بدأت ببيع منتج خاص للنساء المعنفات حصرياً تحت إسم "أكوا توفانا" . 

كانت تركيبة هذا السم عبقرية للغاية في 4 إلي 6 قطرات منه كفيلة بأن تقتل رجلاً  ولا يمكن تمييزه في حال وضع في طعام أو شراب إذ لا يمتلك ذلك السم لوناً أو طعماً أو رائحة، والأهم من ذلك فقد كانت أعراضه تحاكي أعراض مرض شائع فقد كانت النساء يعطين أزواجهن السم علي دفعات خلال الدفعة الأولي سيشعر الرجل بالضعف والإرهاق فقط، وعند تناول الجرعة الثانية ستبدأ أعراض أخرى بالظهور مثل آلام المعدة والعطش الشديد والقئ. 

ولحد الآن لا يعلم أحد الوصفة الدقيقة لهذا السم لكن يعتقد أن توفانا إستخدمت خليطاً من الزرنيخ والرصاص والبلادونا والذي كان شائعاً في مستحضرات التجميل طوال القرن السابع عشر، ولم يكن "أكوا توفانا" يقضي علي ضحيته علي الفور، بل يعطي فرصة للزوجة القاتلة كي تظهر اهتمامها واعتناءها بزوجها المسكين قبل أن تعطيه الجرعة الثالثة ويفارق الحياة، وقد ذهبت بعض النساء إلي أبعد من ذلك وطالبن الشرطة بتشريح جثة أزواجهن بعد الموت والنتيجة لا أثر للسم والوفاة كانت بسبب المرض. 

ويقال إن نهاية توفانا كانت علي يد واحدة من عميلاتها، فكانت تلك المرأة تشتكي من ظلم زوجها وتعنيفه المستمر لها وبعد تشجيع من توفانا قررت التخلص منه إلي الأبد ووضعت له قطرتين من "أكوا توفانا" في وعاء الحساء، لكن قبل أن يضع الرجل الملعقة الأولى في فمه باغتته زوجته وأبعدت الملعقة من يده وتوسلت إليه ألا يتناول هذا الحساء، وأثار ذلك شكوك الرجل الذي ثار علي زوجته و استمر في ضربها حتى إعترفت بتسميم الطعام. 

فما كان من الزوج إلا أن قام على الفور بتسليم زوجته إلي السلطات وبعد أن تعرضت للضغط إعترفت بأنها اشترت السم من جوليا توفانا، وطالبت السلطات البابوية بعد تلك الحادثة بالقبض علي جوليا توفانا لكن شعبيتها الكبيرة في روما جعلتها تنجو في البداية إذ قام السكان المحليون بحمايتها ومنحوها ملاذاً في الكنيسة لكن سرعان ما تعالت الأصوات التي تتهم توفانا بالقتل العمد وتسميم مياه روما الأمر الذي دفع الشرطة إلي إختراق الكنيسة واعتقالها.

وتحت التعذيب إعترفت توفانا بقتل 600 رجل بسمومها في روما وحدها بين عامي 1633 و 1651، وعلى آثر التهم والاعتراف تم إعدامها في نهاية المطاف مع إبنتها جيرولاما سيبرا وثلاثة من مساعدين آخرين في يوليو 1659.