السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تنظيم الإخوان يحاول تدارك الانقسامات الداخلية للجماعة.. هل يصلح السقاف ما أفسده الريسوني؟ خبراء: لن يكون محل خلاف وسيكون محايدا بين الأطراف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد إطاحة الإخوان "مجبرين" بأحمد الريسوني رئيس ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي أسسه الإخواني يوسف القرضاوي، منذ أقل من شهر تم تكليف حبيب سالم السقاف برئاسة الاتحاد حتى نهاية  الدورة الحالية، خلفا الريسوني الذي أثار موجة غضب بتصريحات ضد الجزائر وموريتانيا.

وجاء الاجتماع بعد سقوط الريسوني، وتطبيقا لما نص عليه النظام الأساسي لاتحاد ما يعرف بـ"مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وتفعيل المادة (31) منه التي تنص على أنه: "إذا شغر منصب الرئيس، أو حدث مانع يحول دون أداء مهامه، فإن مجلس الأمناء يختار أحد نواب الرئيس رئيساً للاتحاد إلى حين انعقاد الجمعية العمومية، وانتخاب رئيس للاتحاد في أول اجتماع تعقده".

والإطاحة بالريسوني من رئاسة "اتحاد القرضاوي"، جاءت على خلفية تصريحات مستفزة له أغضبت الجزائريين والموريتانيين، وأحدثت غضبا واسعا في البلدين، بعدما اعتبر أن "استقلال موريتانيا عن المغرب خطأ"، ودعا لـ"الجهاد ضدّ الجزائر" و"الزحف نحو ولاية تندوف الجزائرية الحدودية، وضمها للتراب المغربي".

وقال اتحاد القرضاوي في بيان، في وقت سابق، إن "مجلس الأمناء للاتحاد توافق على الاستجابة لرغبة الريسوني بالاستقالة من رئاسته".

وجاءت الموافقة "تغليباً للمصلحة وبناءً على ما نصّ عليه النظام الأساسي للاتحاد فقد أحالها للجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر"، وفق البيان.

من جانبه قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن أثر ما جرى داخل اتحاد القرضاوي سيظل موجودا لفترة طويلة نظرا لما حدث من انقسامات وانشقاقات وتجميد عضوية لأعضاء بالاتحاد من موريتانيا والجزائر، وهي بمثابة أزمة مضافة لأزمات التنظيم الدولي للإخوان في عقر داره.

وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تلك الخلافات عمقت حالة الانقسام القائمة أصلا، ونظرا لعوامل عديدة منها سقوط مشروع الاخوان في الحكم وتراجع نفوذ رعاته وداعميه وبروز فعالية وحضور القوى العربية التقليدية وتقليص الدعم المادي للتنظيم الدولي وفروعه.

وتابع بأن الخلافات والانقسامات ستظل هي سيدة المشهد لفترة طويلة، حيث إن الأزمة ليست خاصة وفردية ومتعلقة فقط بحالة الريسوني وقضية الصحراء، إنما عامة على خلفية المستجدات على مجمل الساحة وفي كل منطقة وكل بلد ما يدفع للخلاف حوله والانقسام بشأنه خاصة بعد سقوط مشاريع كبرى وصعود فاعلين جدد.

بينما قال محمود أبوحوش، الباحث في الشأن الدولي، إن التنظيم الدولي للإخوان يحاول تدارك أزمة جديدة داخله على خلفية تصريحات الريسوني الأخيرة التي تسببت في حدوث انقسام جديد داخل الجماعة.

وأضاف"ابوحوش"، أن استقالة الريسوني من ما يسمي "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، يعتبر دفع لفاتورة الخلافات الداخلية الصامتة داخل الاتحاد بسبب اختلاف جنسيات وأصول العلماء الأعضاء خاصة بين المغاربة والجزائريين فضلا عن الجنسيات الأخرى، يضاف  اليها انقساماتها الفعلية نتيجة أزمة الجماعة الأصلية والعامة التي تعيشها منذ ثورة يونيو 2013"، معتبرا "الاستقالة محاولة لتدارك حدوث أزمة جديدة من شأنها أن تستنزف الجماعة داخليا وتعمق انقساماتها وضعفها".

وأشار "ابوحوش" الي أن السقاف لن يكون محل خلاف وسيكون محايدا تماما بين الأطراف الثلاثة للأزمة؛ المغرب والجزائر وموريتانيا، لأن الريسوني تسبب في عديد من الأزمات داخل الاتحاد، وباستقالته تخلصوا من جزء كبير من تلك الضغوطات حتى ولو بشكل مؤقت.

وفي نفس السياق  قال طارق أبوالسعد، باحث في شئون الحركات الاسلامية، إن اتحاد ما يسمى علماء المسلمين أسسه القرضاوي ليكون بديلا عالميا عن الأزهر ولم يؤد الاتحاد هذا الهدف لأن الأزهر دين الوسطية عكس مايدعو اليه الاتحاد، وأيضا ليكون الاتحاد تنظيما موازيا للتنظيم الدولي، وتحكى دوره الأهداف المعلنة واشتبك في عالم السياسة من بوابة مناصرة جماعة الإخوان المسلمين وتشويه الحكومات المعارضة والمناهضة والرافضة للمشروع السياسي الاخواني.

وأضاف أبوالسعد في تصريحات لـ"البوابة"، أن حبيب السقاف كان وزيرا في إندونيسيا وهو هادئ ومنضبط، واختياره جاء تفعيلا للائحة الداخلية التي تنص في المادة 31 منه  على أنه "إذا شغر منصب الرئيس، أو حدث مانع يحول دون أداء مهامه، فإن مجلس الأمناء يختار أحد نواب الرئيس رئيساً للاتحاد إلى حين انعقاد الجمعية العمومية، وانتخاب رئيس للاتحاد في أول اجتماع تعقده". وهذا الاختيار يأتي تهدئة سياسية وترضية وتخفيف من مواقف الاتحاد السلبية الفترة الماضية

وأشار، الي أن الاختيار مؤقت إلا أن من الواضح أن هناك تيارات داخل الاتحاد ترفض التورط والاشتباك السياسي، والسقاف أحد إلنواب التوافقيين وغير المشهورين إعلاميا وسيكون دوره داخل الاتحاد في الفترة القادمة التهدئة والابتعاد عن الأضواء والشغب السياسي

وأكد"ابوالسعد"،  أن قبول استقالة الريسوني واختيار السقاف في هذا الوقت تعني  أن "الجماعة تحاول طي هذه الصفحة وإرضاء الجزائر وموريتانيا، حيث إنها تنهي اللغط الدائر حول موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو دار إفتاء التنظيم الدولي للإخوان من التصريحات التي أثارت جدلا واسعا وسببت غضبا كبيرا خاصة في الجزائر وموريتانيا.

وحبيب سالم سقاف الجفري من مواليد، سولو بمقاطعة جاوة الوسطى في إندونيسيا في ١٧ يوليو عام ١٩٥٤، وحصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة من الجامعة الإسلامية ١٩٨٦.

وتولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية في إندونيسيا، وعمل محاضرا في الدراسات العليا بجامعة "شريف هداية الله" الإسلامية الحكومية بجاكرتا، ومحاضرا بكلية الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وعمل مديرا للمركز الاستشاري للشريعة بجاكرتا، ورئيس الهيئة الاستشارية لبيت المال "معاملات"، وعضو الهيئة الشرعية للتأمين الإسلامي "تكافل"، وعضو الهيئة الشرعية للبنك الوطني جاكرتا.

ولم يُعرف حتي الآن  ما  إذا كان الجفري ينتمي هو الآخر لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، من عدمه، ولا سيّما أن مؤسس الاتحاد هو يوسف القرضاوي، المنظّر الأول للجماعة.