الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المجمع العلمي بالقاهرة.. شيده نابليون وطالته نيران «التخريب»

المجمع العلمي بالقاهرة
المجمع العلمي بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد المجمع العلمي بالقاهرة من أعرق المؤسسات العلمية في مصر والوطن العربي، فقد مرَّ على إنشائه حوالي 224 عامًا، ففي الـ 20 من أغسطس عام 1798 أصدر نابليون بونابارت قرارًا بإنشاء المجمع العلمي بالقاهرة، وكان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859 وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري ثم عاد للقاهرة عام 1880، وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي، ونشر العلم والمعرفة.
وعلى مدار تاريخه احتوى المجمع العلمي الذي كان يُعد منارة للعلم، وسجل تاريخي لأهم الوثائق الوطنية، والكتب النادرة حيث ضمت مكتبته قرابة الـ 200 ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق، وضم المجمع أربع شعب هي: الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. 
كل تلك الكنوز العظيمة والوثائق النادرة جعلت بعض المتخصصين الدوليين في الشأن المتحفي والوثائقي يصفون مكتبة المجمع العلمي المصري، بأنها الأعظم والأكثر قيمة من مكتبة الكونجرس الأميركي. 
وكان الفضل الكبير للمجمع العلمي في مصر هو وجود خرائط نادرة استندت عليها مصر في التحكيم الدولي لحسم الخلافات الحدودية لكل من حلايب وشلاتين وطابا.

وفي عام 2011، وبالتحديد يوم 16 ديسمبر، أعقاب يناير وما يسمي بـ «أحداث مجلس الوزراء» عقب فك اعتصام لبعض المتظاهرين الذين كانوا يعتصمون بجوار مبني مجلس الشعب، حيث أدت الاشتباكات إلى احترق مبنى المجمع الأثري والكائن بشارع القصر العينى وتسبب الحريق في إتلاف نحو 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع.
كان المجمع العلمي صرحًا كبيرًا للفنون والعلوم في شتى المجالات وهو الأمر الذي جع ل العديد من الرموز السياسية والعلمية في مصر ودول العالم العربي والغربي ينالون عضويته ومنهم الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والأمير خالد الفيصل، وأصبح عدد أعضائه من الأوروبيين محدودًا وخاصة الفرنسيين ومنهم الدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار يعيش في مصر منذ أربعين عامًا، ودكتور جورج سكانلون وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنر كايزر وهو ألماني ويتبادل المجمع مجلته السنوية ومطبوعاته مع مائة وأربعين مؤسسة علمية دولية، ولدكتور علي باشا إبراهيم، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والدكتور أحمد عيسى، والدكتور طه حسين، وأحمد لطفي السيد، والدكتور منصور فهمي، والدكتور محمد خليل عبد الخالق، والدكتور علي مصطفى مشرفة، وتوفيق الحكيم، والدكتور محمد ناجى المحلاوى، والدكتور صوفى أبو طالب، والدكتور جيرارد هينى رئيس معهد الأثار السويسرى في القاهرة. 
وفي صباح السبت الموافق 17 ديسمبر من العام 2011 اندلعت الحرائق بمبنى المجمع العلمي، وتجددت الحرائق صباح الأحد 18 ديسمبر، وبعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل، فقٌضي على أغلب محتويات المجمع. لم ينجُ من محتويات المجمع، البالغ عددها 200 ألف وثيقة تضم مخطوطات وكتبًا أثرية وخرائط نادرة، سوى قرابة 25000 فقط من الكتب والوثائق، كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798، وكانت تشتمل على إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر، التي احترقت فيما احترق من كنوز هذا الصرح العتيد.

إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، وتضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم، كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخًا للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920.