الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بكين: مبدأ صين واحدة خط أحمر.. والسماح لأمريكا بفعل ما تريد يعيد العالم لـ«قانون الغاب»

نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي، أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، مجرد مهزلة سياسية، واستفزاز خطير وخبيث.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: “هذه الزيارة الاستفزازية انتهكت سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، وانتهكت مبدأ صين واحدة والبنود الواردة في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وأثرت على الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، وقوضت السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. وهذا أمر غير مقبول للشعب الصيني”.

وأكد: "لدى الصين كل الأسباب للرد بإجراءات مضادة. كما أن الحادث درس، حيث يكشف للعالم عن دوافع الولايات المتحدة لاحتواء الصين من خلال تايوان، وعزم سلطات تايوان على السعي للحصول على دعم أمريكي من أجل ما يسمى الاستقلال. وفي أعقاب الزيارة، بدا إجماع المجتمع الدولي على مبدأ صين واحدة أقوى، وأثبتت محاولة الولايات المتحدة للعب بـ"ورقة تايوان" واحتواء الصين أنها مكروهة وغير مجدية".

وردا على سؤال “تزعم الولايات المتحدة أنه لا يوجد أي تغيير في سياسة صين واحدة وأن زيارة بيلوسي لا تنتهك سياسة صين واحدة. كيف ترد على ذلك؟، أجاب نائب وزير الخارجية الصيني: ”مبدأ صين واحدة هو إجماع المجتمع الدولي، كما أنه الأساس السياسي الذي تقوم الصين عليه بتطوير العلاقات مع الدول الأخرى. إنه خط أحمر لا يجب تجاوزه".

وأكمل: “ماذا تعني صين واحدة؟ هناك إجابة واحدة فقط، وهي أنه لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء من الصين، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. هذا هو العرف الأساسي الحاكم للعلاقات الدولية الذي أكده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758. إنه التزام تعهدت به الولايات المتحدة في البيانات المشتركة الثلاث بين الصين والولايات المتحدة. المبدأ، المدون بالتفصيل، واضح تماما. لا مجال للغموض أو التفسير التعسفي”.
وتابع: تزعم الولايات المتحدة أنه لا يوجد تغيير في سياسة صين واحدة. لكنها في الواقع كانت تقوض مبدأ صين واحدة على مر السنين. وقد وضعت في تصورها الخاص لسياسة صين واحدة بعض الأشياء أحادية الجانب، من بينها "قانون العلاقات مع تايوان" و"التأكيدات الستة". هذا مخالف للقانون الدولي، والصين لا تقبله أبدا، ودائما تعارضه.
وأشار نائب وزير الخارجية الصيني، إلى أن الولايات المتحدة تدعي أن زيارة بيلوسي لا تنتهك سياسة صين واحدة. وتنص البيانات الثلاثة المشتركة على أن الولايات المتحدة يمكنها فقط الحفاظ على العلاقات الثقافية والتجارية وغيرها من العلاقات غير الرسمية مع تايوان. والهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية كلها جزء من حكومة الولايات المتحدة، وتأتي بيلوسي في الترتيب الثالث بين مسؤولي الحكومة الأمريكية. ولكن خلال إقامتها في تايوان، كانت تتحدث نيابة عن الولايات المتحدة من البداية إلى النهاية. حتى هي نفسها تعترف بأن زيارتها رسمية. إذا لم يكن هذا تفاعلا رسميا فما عساه يكون إذن؟
وأضاف: "إذن ما هو الوضع الراهن لمضيق تايوان؟ الوضع الراهن هو أن جانبي المضيق كليهما ينتميان إلى صين واحدة، وتايوان جزء من الصين، ولا تنقسم سيادة الصين ولا وحدة وسلامة أراضيها على الإطلاق. ليست الصين هي التي تغير الوضع الراهن، ولكن الولايات المتحدة والقوى الانفصالية لما يسمى "استقلال تايوان".
وتابع: على مر السنين، تتواطأ الولايات المتحدة مع سلطات تايوان، وترتقي بعلاقاتها الجوهرية مع تايوان. لقد باعت كميات كبيرة من الأسلحة لتايوان، وساعدتها على تطوير ما يسمى بـ"القدرات غير المتكافئة"، وشجعت القوى الانفصالية لما يسمى "استقلال تايوان". إذا كانت هذه الأفعال لا تغير الوضع الراهن، فبأي شيء آخر نصفها؟، وفي رفضها الاعتراف بتوافق عام 1992، أصرت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي على الضغط من أجل ما يسمى "الاستقلال التدريجي"، وضاعفت الجهود لإزالة الهوية الصينية لتايوان. إذا كانت هذه الأفعال لا تغير الوضع الراهن، فبأي شيء آخر نصفها ؟
الإجراءات الصينية المضادة هي رد ضروري ومشروع على استفزازات الولايات المتحدة والقوى الانفصالية لما يسمى "استقلال تايوان". إنها عادلة وشرعية.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول ما قالته الولايات المتحدة إنها لن تسعى إلى أزمة ولا تريدها، ويجب على الصين أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي للتوترات في مضيق تايوان ؟، أكد نائب وزير الخارجية الصيني، أن هذا خلط للأمور وتزييف للحقائق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أثارت الأزمة من جانب أحادي. على الرغم من احتجاجات الصين العديدة، وسمحت الولايات المتحدة لبيلوسي بزيارة تايوان. وفي مواجهة ذلك، ليس أمام الصين خيار سوى المقاومة والدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها. ويجب أن تتحمل الولايات المتحدة والقوى الانفصالية لما يسمى "استقلال تايوان" المسؤولية عن التوترات الحالية ونتائجها.
وأضاف: “الولايات المتحدة هي التي تهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان. تايوان جزء من أراضي الصين. لا يوجد شيء اسمه الخط الوسيط في المضيق. وتجري القوات المسلحة الصينية مناورات عسكرية في المياه قبالة جزيرة تايوان الصينية لحماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها. وإجراءاتنا منفتحة ومتناسبة، وتتماشى مع كل من القانون المحلي والقانون الدولي والممارسات الدولية، مؤكدا: ”إنها فوق الشبهات".
وقال نائب وزير الخارجية الصيني: “غالبا ما تأتي الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى المياه المجاورة للصين، لاستعراض العضلات وإثارة المشاكل. يجرون ما يصل إلى مئة مناورة عسكرية كل عام، إنهم، وليس أي طرف آخر، من يبالغون في رد الفعل ويصعدون الموقف”.
وتابع: “لا يمكن للولايات المتحدة أن تمثل العالم بأسره. حذرت الصين الولايات المتحدة مسبقا من أنه إذا قامت بيلوسي بزيارة تايوان، فسوف يتسبب ذلك في أزمة واضطرابات كبيرة للتبادل والتعاون بين الصين والولايات المتحدة. للأسف، تجاهل الجانب الأمريكي ذلك ومضى قدما في الزيارة. تقع مسألة تايوان في صميم مصالح الصين الجوهرية. بينما تقوض الولايات المتحدة المصالح الجوهرية للصين، فإنها تطلب تعاون الصين حيثما تحتاج إليه. أي نوع من المنطق هذا؟ إن قرار الصين إلغاء أو تعليق التعاون في بعض المجالات لا يأتي دون سابق إنذار. نقول ما نعنيه ونعني ما نقوله. لا يوجد سبب يدعو الولايات المتحدة إلى الشعور بالدهشة أو الانزعاج”.
وأكمل: “اسمحوا لي أن أشدد على هذا: بصفتها دولة كبيرة مسؤولة، ستشارك الصين، كعادتها دائما، بنشاط في التعاون الدولي بشأن تغير المناخ وقضايا أخرى. نحن نقدم مساهمتنا في مواجهة التحديات العالمية. ما يجب على الولايات المتحدة فعله هو الوفاء بمسؤولياتها والتزاماتها الدولية. يجب أن تتوقف عن تقديم الأعذار لأخطائها”.
وردا على مقارنة البعض بين التدريبات العسكرية الصينية في مضيق تايوان بـما يسمى "الغزو الروسي لأوكرانيا"، قال نائب وزير الخارجية الروسي: "هذا الادعاء مشوب بسوء النية، إن مسألة تايوان شأن داخلي صيني خالص. إنها مختلفة عن قضية أوكرانيا. الولايات المتحدة تثير التوتر وتثير المشاكل دائما. تشير الأرقام الأولية إلى أنه بين نهاية الحرب العالمية الثانية وعام 2001، كان هناك 248 نزاعا مسلحا في 153 منطقة في جميع أنحاء العالم، من بينها 201 صراع بدأتها الولايات المتحدة. ومنذ عام 2001، أدت الحروب والعمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة إلى مقتل أكثر من 800000 شخص وتشريد عشرات الملايين من ديارهم. بعد شن العديد من الحروب وقتل الكثيرين جدا من المدنيين للحفاظ على هيمنتها، تخلق الولايات المتحدة الآن مشاكل في مضيق تايوان. كيف يمكننا السماح بحدوث هذا؟.

وأضاف: أعلنت أكثر من 170 دولة والعديد من المنظمات الدولية دعمها للصواب، وجددت تأكيد التزامها بمبدأ صين واحدة، وأعربت عن دعمها للصين في الدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وصرح كل من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بأن الأمم المتحدة ستستمر في الالتزام بقرار الجمعية العامة للمنظمة رقم 2758، الذي يتمثل محوره في مبدأ صين واحدة، بالمقارنة مع أكثر من 170 دولة، ماذا تظن نفسها مجموعة السبع؟ من يكترث لما يقولون؟.
وحول ما صرحت به الولايات المتحدة على إجراء عقوبات على الصين في حال استمر الوضع، قال نائب وزير الخارجية الصيني: لقد ثبت مرارا وتكرارا أن الولايات المتحدة هي أكبر مسبب للمشاكل للسلام عبر المضيق والاستقرار الإقليمي. إذا سمح المجتمع الدولي للولايات المتحدة أن تفعل ما تريد، فسيكون ميثاق الأمم المتحدة مجرد ورقة، وسيسود قانون الغابة، وفي النهاية، ستكون البلدان النامية هي من ستعاني.
وختم قائلا: “لن ينخدع الشعب الصيني بالمغالطات ولن تخيفه الشرور، ولن يتردد أبدا في الدفاع عن مصالحنا الجوهرية. نريد أن نؤكد للولايات المتحدة: لا تتصرفي بتهور، وتوقفي عن مواصلة السير في الطريق المهلِك. كُفي عن محاولة استخدام تايوان لاحتواء الصين، ولا تمارسي أي لعبة وعودي إلى مبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة، وافعلي ما هو صائب واتخذي خطوات ملموسة لتسهيل التنمية المطردة للعلاقات الصينية-الأمريكية”.