الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

يسرى حسان: الشعر كائن حي.. وشعراء الحفلات مجرد خواء.. بدأت الكتابة بالصف الثانى الإعدادي.. ابن فنان الشعب سيد درويش لعب دورا مهما فى حياتى

الشاعر والناقد المسرحي
الشاعر والناقد المسرحي يسري حسان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يسرى حسان شاعر وناقد مسرحي، ينتمى إلى جيل الثمانينيات، أصدر عدة دواوين، منها: قبل نهاية المشهد، سبع خطايا، دنيا قديمة، قبل يناير، عن نفسي، زى ماتيجي، فضلا عن عدة كتب منها: خلطة شبرا، هتاف المنسيين، نزهة فى أرض المسرح، وله مسرحيتان: خلطة شبرا، مدد ياشيخ سلامة

نال جائزة أفضل ديوان شعر بمعرض الكتاب 2016، عن ديوانه «عن نفسي»، والجائزة الأولى فى الشعر بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية عن عرض» حلم ليلة صيف»، التقته البوابة نيوز وكان الحوار التالى:

■ ماذا عن بدايات تكوينك الثقافى ؟

- لم يتفتح وعيى على مكتبة الوالد أو الجد، بيتنا لم يكن به سوى كتاب الله، وقد التحقت بكتاب الشيخ عبدالحفيظ بحى روض الفرج، قبل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية، أمضيت فى الكتاب أسبوعا واحدا، وقال الشيخ عبدالحفيظ «مااشوفش وشك هنا تاني»، لم أكن ملتزما بحفظ آيات القرآن الكريم، وكنت أميل أكثر إلى مشاهدة الأفلام فى دور السينما القريبة من البيت، أو لعب الكرة مع أقرانى فى الحارة، ولم أكن كثير التأمل أو السرحان، كما يذكر دائمًا أغلب الشعراء، بداية يراها البعض بائسة لايمكن أن تؤهل صاحبها ليصبح شاعرا أو كاتبا.

■ ما أبرز المؤثرات فى وجدانك الأدبي؟

- هناك أشياء كثيرة تتسرب إلى الوعى دون أن تدري، علاقتى بالسينما، منذ الصغر، وطوافى بموالد أولياء الله الصالحين، واهتمامى بسماع الأغانى والمنشدين الدينيين والشعبيين، كان لدينا اسطوانات لهم، ومنهم الشاعر الراحل فتحى سليمان راوى السيرة الهلالية، وهو من أهم رواة السيرة فى وجه بحرى، وأعتبره الشاعر الكبير الراحل عفيفى مطر أستاذه الأول، وكذلك محمد طه، ويوسف شتا القليوبى، وأنور العسكري، وحفنى أحمد حسنى، وغيرهم، كل هذه الأجواء جذبتنى- دون أن أدرى- لعالم الشعر والكتابة وشكلت جزءا كبيرا ومهما من وعيي

■ كيف بدأ اهتمامك بالكتابة والشعر؟

- بدأت الكتابة، فى الصف الثانى الإعدادي، متأثرا بما حولى وما اكتسبته من ثقافة سمعية وبصرية، ولعبت الإذاعة دورا مهما فى ذلك، كنت من عشاق أم كلثوم، كانت إذاعة الأغانى تبدأ فى الخامسة عصرا بأغنية لأم كلثوم، وكنت أحدد مواعيدى مع أصدقائى بعد انتهاء الأغنية الأولى لأم كلثوم، سواء استغرقت ساعة أو أكثر، بعد انتهاء الأغنية نلتقى، وكنت كذلك حريصا على سماع القرآن الكريم بأصوات الشيخ رفعت، ومصطفى اسماعيل، وكامل يوسف البهتيمي، ومحمود صديق المنشاوى، وعبدالعظيم زاهر، وعبدالباسط عبدالصمد، وشعبان عبدالعزيز الصياد، وجارنا عبدالعزيز على فرج، وأبوالعينين شعيشع، ومنصور الشامى الدمنهورى، وغيرهم من أساطين التلاوة، ما شكل وعيى باللغة، وبدأت الكتابة بالفصحى أولا ثم بعدها اتجهت للعامية.

■ وكيف اكتشفت أنك شاعر؟

- من الأشياء المهمة فى حياتى أن مدرس الموسيقى فى مدرسة مكارم الأخلاق الإعدادية التى التحقت بها، كان الحاج حسن سيد درويش، ابن فنان الشعب سيد درويش، هذا الرجل لعب دورا مهما فى حياتى، إذ كان حريصا على تلحين كل النصوص المقررة علينا وتحفيظها لنا مغناة، وفى إحد السنوات كان هناك نص مقرر علينا للشاعر أحمد رامى وهو نص عن أم كلثوم، ولأننى كنت محبا لأم كلثوم، كتبت نصا شبيها بنص رامى، وأخبرت زملائى أننى اكتشفت نصا آخر لأحمد رامى عن أم كلثوم، فأبدوا إعجابهم به، وساعتها أخبرتهم بالحقيقة وبأننى كاتب النص وليس أحمد رامى، فاعترفوا بى شاعرا، وبدأت فى كتابة نصوص أخرى وعرضها عليهم، ولأن خبرتهم بالشعر لم تكن قوية بالطبع، فقد كان كل ما أكتبه ينال إعجابهم، وأنا صدقت نفسى وواصلت.

■ ماذا عن الشعراء وأبرز القصائد التى شكلت وعيك ؟

- فى المرحلة الثانوية بدأت رحلة القراءة المنظمة، قبلها كنت أقرأ بشكل عشوائى، ومرحلة الثانوية كانت الفترة الذهبية للقراءة بالنسبة لى، أحيانا كنت أقرأ لعشر ساعات يوميا، ومن الشعراء الذين قرأت لهم فى البداية أحمد شوقى، وصلاح عبدالصبور، ومحمود حسن اسماعيل، وفؤاد حداد، وبيرم التونسي، وصلاح جاهين، وفؤاد قاعود، وفى مراحل لاحقة المتنبى، وبشار، وعنترة، وفرننادو بيسو، وكفافيس، ورامبو، ومالارميه، وريتسوس، وأدونيس، وسعدى يوسف، وكانت ندوة المساء التى يقيمها أستاذى الروائى الكبير محمد جبريل كل أربعاء، نقطة تحول بالنسبة لى، وتعرفت من خلالها على أدباء جيلى، الذى يطلق عليه جيل الثمانينيات، وهذه الندوة هى التى فتحت وعيى على كتابات جديدة ومختلفة وأسهمت فى وجودى كشاعر وصحفى، فمن خلالها رأى أستاذى جبريل أننى أصلح للعمل الصحفى وألحقنى معه بالقسم الأدبى بالجريدة، ولا أنسى أيضا ندوة الفجر التى كان يديرها الشاعر الراحل يسرى العزب، الذى رغم اختلافى معه شعريا لا أنسى فضله وتشجيعه لى.

■ من أبرز الشعراء الذين تحرص على متابعة أعمالهم على الساحة الآن؟

- هناك عشرات الشعراء المهمين على الساحة الآن، فى الفصحى والعامية، ومن سأذكرهم مجرد نماذج حتى لا يغضب منى أحد، فهناك على سبيل المثال لا الحصر مسعود شومان، إيمان مرسال، عماد أبو صالح، محمود قرني، عزمى عبدالوهاب، جمال القصاص، شعبان يوسف، خالد حسان، مدحت منير، فتحى عبدالسميع، أشرف البولاقي، وعشرات من الشعراء الجدد، أذكر أننى فى الفترة الماضية كنت عضوا فى لجنة تحكيم جوائز الدولة التشجيعية، وجائزة أحمد فؤاد نجم، وجائزة معرض الكتاب، وقد قرأت نماذج شعرية مدهشة ومبشرة بكل خير، وأعتذر لأننى بالتأكيد لو ذكرت كل الشعراء المهمين الذين أحرص على متابعتهم لأستغرق ذلك مساحة كبيرة جدا، ثم إن الذاكرة خوانة.

■ ما النصائح التى تقدمها لجمهور الشعر الآن؟

- لست فى موقع الناصح، ولاأحب أن أكون، لكن ما أستطيع الإشارة إليه هو ضرورة الاهتمام بالجوهر، وعدم الانسياق وراء حفلات الفيس بوك التى يقيمها بعض المواطنين للترويج لأصدقائهم الشعراء، هناك أسماء كثيرة على السطح وهى الأكثر شهرة، لكنها ليست الأكثر موهبة أو قيمة، هى مجرد استنساخ لشعراء كبار آخرين، ويتم الترويج لها والإلحاح على وجودها سواء على مواقع التواصل الاجتماعى، أو بعض القنوات الإعلامية، لأن القائمين عليها لاعلاقة لهم بالشعر، أغلب شعراء الحفلات الشعرية لاعلاقة لهم بالشعر، وجمهورهم سماعى يتأثر بالإلقاء والموسيقى المصاحبة، ولكنه إذا قرأ شعرهم مكتوبا فسوف يكتشف خواءه وتفاهته.

■ كيف ترى حال الشعر ؟

- الشعر كائن حى ينمو ويتطور بتطور الزمن، ولا أفضل شكل شعرى على آخر، بمعنى أن قصيدة التفعيلة لايمكن أن تلغى قصيدة العمود، وكذلك قصيدة النثر لا يمكن أن تلغى ما قبلها، المهم أين يكمن الشعر، وعلى مدى التاريخ هناك شعراء لا يمكن أن تسقط أعمالهم بالتقادم، مازلنا حتى الآن وسوف نظل بالتأكيد - نعجب بقصائد المتنبى، وبشار، وعنترة، وشوقى، ومحمود حسن اسماعيل، وأمل دنقل، ونزار قبانى، بقدر إعجابنا بأحدث شاعر حقيقى وموهوب، ظنى أن الشعر بخير على مستوى الإبداع، أما على مستوى التلقى فهذا شأن آخر، تتحكم فيه عوامل لاعلاقة لها بالشعر، وإن كان التاريخ لايرحم، ولديه قدرة غير محدودة على الفرز والغربلة.

■ ما أقرب ديوان شعرى لك إلى قلبك وما قصيدتك المفضلة ؟

- الإجابة المعروفة عن هذا السؤال أن كل أعمالى مثل أبنائي، لا أفضل واحدا منها على الآخر، لكنى أصارحك بأننى حريص على وجود علاقة كراهية بينى وبين كل أعمالي، وهى كراهية بالمعنى الإيجابي، إذا ظل الشاعر أو المبدع فى أى مجال متيما بأحد أعماله، فأعلم أنه لن يتجاوزه وسيظل يدور فى إطاره دون إحراز أى تقدم، علاقة الكراهية هذه تجعلك تشعر بشكل دائم أن هناك شيئا ما ينقصك ولابد من استكماله، وكلما ظننت أنك استكملته سوف تكتشف أن هناك شيئا جديدا ناقصا، وهكذا يمكنك أن تتطور بحثا عن الاكتمال، والاكتمال لن يتحقق سوى بموتك، المبدع إذا شعر بالاكتمال مات.

289760529_400631915420478_2184076993967806973_n
289760529_400631915420478_2184076993967806973_n
289954991_5428415383868666_1468876420571134641_n
289954991_5428415383868666_1468876420571134641_n