السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

بركة الشقيانين.. حكاية أبطال المهن اليدوية في محاربة الحداثة

المهن اليدوية
المهن اليدوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أحد الشوارع الضيقة بحي الدرب الأحمر بمصر القديمة وأسفل عمارة قديمة متهالكة، يجلس مجموعة من الرجال يعملون في صمت تام، لا صوت يعلو في وصوت الست أم كلثوم وهي تغني دارت الأيام، فتلك المهنة اليدوية صارت أحوالها غير مقبولة لدى هؤلاء الرجال الذين لعبت علامات الشيب على ملامح وجوههم.
منذ أكثر من ثلاثون عامًا بدأوا العمل جميعا في هذه الورشة الصغيرة، جاءوا من نواحي متفرقة ليجمعهم هذا المكان الصغير من أجل لقمة العيش، حيث يصنعون جميع أنواع الأحذية اليدوية، ويتفننون في استخراج اشكال جديدة تناسب الوقت الذي يمر به السوق في هذه الأيام.
ابراهيم محمد البالغ من العمر 50 ربيعا، يعمل منذ 35 عامًا في هذه المهنة، استطاع أن يعرف كل خباياها ويتأقلم معها من أجل لقمة العيش التي تحقق حياة سعيدة إلى أسرته، حيث يعمل الرجل الخمسيني في هذه المهنة منذ أن كان العمل فيها بالجلود الطبيعية فقط، ولكن مع تطور الأيام أصبح يعمل بما يتطلبه السوق بمواد مختلفة، يقول إبراهيم: “إن الأحذية والشباشب من الأشياء الأساسية التي لا غنى عنها بعكس الساعات مثلا والسلع الترفيهية، لذلك فإننا نواصل العمل طوال الوقت من أجل انتاج أكبر”.
وأضاف الرجل الخمسيني، أنهم يعملون على صناعة جميع أنواع الأحذية وهذه تتم من خلال عدة مراحل فكل صنايعي يجلس بهذا المكان له مرحلة معينة ينفذها حتى نصل في النهاية إلى استخراج المنتج، وعن كمية الانتاج التي يفعلها هؤلاء الأشخاص في الورشة الصغيرة تتوقف على مدى متطلبات السوق: "احنا بنشتغل على حسب الطلب، الدنيا مريحة الفترة دي بسبب الاسعار والسوق العالمي ولكن بنحاول نمشي الدنيا". 
وتابع إبراهيم أن هناك العديد من الفنيات التي لا يعلمها الكثير عن هذه المهنة، من تحديد مقاسات واستخراج اشكال جديدة من الاحذية، وعن العمل منذ 20 عامًا مضت يقول الرجل الخمسيني أن تلك الأيام الماضية كانت أفضل من الوقت الحالي في العمل حيث كانت الخامات أسعارها جيده لذا فكان هناك حركة في العمل، فحينها كانت مصر تصدر هذه المنتجات إلى روسيا ودول أجنبيه، أصبحنا اليوم نعاني من المنتجات الخارجية التي يستقبلها السوق المصري".