السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب: صفات بوتين النفسية والحرب الأوكرانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من المعروف عن كل أجهزة المخابرات أن بها وحدات خاصة في التحليل النفسي للزعماء الكبار وكل رؤساء الدول المؤثرة والمهمة وكبار الساسه في العالم بحيث تتوفر التقارير النفسية عن هذه الشخصيات مما يجعل من السهل توقع تصرفاتها وسلوكها في المواقف المختلفة.
وقد طورت بعض أجهزة المخابرات مثل المخابرات المركزية الأمريكية استخدام هذه التقارير عن السمات النفسية لدي بعض  الساسة أوالقادة في دفعهم دفعا نفسيًا بطرق معينة يستخدم فيها الإعلام والدبلوماسية والتسريبات المقصودة وغيرها دون أن يدري هذا الزعيم أو ذاك فيندفع للقيام في سلوك معين يبدو انه اتخذه بإرادته الحرة ولكن في الحقيقة أنه دفع اليها دفعًا، وهذا كما حدث مع الرئيس العراقي صدام حسين عند دخوله الكويت.
والان أعتقد ان الرئيس بوتين قد تم دفعه إلي دخول أوكرانيا مثلما تم دفع صدام لدخول الكويت.
علي العموم الغرب منذ عشر سنوات لم  يقبل دخول أوكرانيا في الناتو ولن يقبل ذلك فما هي المشكلة في ان يعلن عن رفض دخول أوكرانيا الناتو من ثم يمنع قيام  هذه الحرب المجنونة. لكن اصرارهم على مناقشة الامر والتلميح بالموافقة لاوكرانيا على دخول الناتو من أجل توفير زريعة للرئيس الروسي لغزو أوكرانيا وبالتالي يقوم بحصاره وفرض عقوبات عليه واستنزاف موارده في حرب طويلة مؤلمة.
ورغم ان بوتين يبدو مستعدا لهذه العقوبات وقادر على استيعابها الا انها مؤثرة لا محالة على المدى البعيد على الاقتصد الروسي والعالمى فماذا نحن فاعلين ؟
اذا تناولنا الجانب النفسي للأزمة نجد ان الغرب حرص علي تصدير صورة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر وسائل الاعلام خلال العقدين الماضيين بأنه الرياضي لاعب الجودو السباح الصياد زير النساء وانه ظهر فجاه للمشهد السياسي الروسي في نهاية التسعينات ولكن لم يذكر ابدا في وسائل الإعلام الا للمتخصصين أانه حاصل علي درجات علمية عالية مثل الدكتوراه في مجال التخطيط الاستراتيجي والنمو الاقتصادي ودراسات عليا في الحقوق وغيرها من الشهادات التي اهلته للوصول ليكون رئيسا لدولة كبري مثل روسيا.
لكن غير الشهادات هناك مجموعة اخري من السمات تتوفر في شخصية بوتين مثل الانضباط العالي مع المرونة الشديدة التي تساعد علي التكيف مع الظروف المختلفة كما ان لديه قدر كبير من الثقة بالنفس ظهرت في تعامله مع عدد من الشخصيات الهامة عبر وسائل الاعلام كما اثر  عمله في الـ KGB  تأثيرا كبيرا وترك لديه صفات مثل القدرة علي المناورة وفهم لغة الجسد والتحكم في لغة الجسد وعدم الانجرار إلي طريق لا يرغب به بسهولة.
لكن رغم الصفات السابقة من الشائع وجودها عند كبار زعماء ورؤساء في التاريخ الإنساني وخاصة الحديث مع بعض الاختلافات الا ان التقدم في السن له تأثيره الكبير علي الشخصيات، والبقاء لفترة طويلة في السلطة أيضا له تأثيره علي الشخصية كما اثبتت العديد من الدراسات المعتبرة ان بعض القادة والزعماء يتحولون إلي انصاف الهة وهو تعبير مجازي يقصد به رفض النقد وعدم قبول المناقشة فيما يطرحونه من اراء وأفكار ويتخذونه  من قرارات، وهنا تكمن خطورة الموقف الراهن حيث انه من الصعب ان يتراجع عن موقفه العسكري في أوكرانيا دون انتصار واضح لا بسبب التفاوض ولا زيادة عدد القتلة وهو الخطأ الذي وقع فيه رئيس أمريكا اثناء الحرب في فيتنام وصدام حسين بعد غزوه للكويت حيث كانوا وغيرهم يقعون تحت نفس التاثير الا وهو الاعتقاد بأنهم أنصاف آلهة وانهم علي الطريق الصواب وان العالم من حولهم هو الذي يحيك المؤامرات ضدهم وانهم في النهاية منتصرون والحق حليفهم وهذا ما يفهمه الغرب جيدا ولعبت عليه أجهزة المخابرات الغربية فمع تقدم السن تنخفض نسبة المرونة الشخصية وبالتالي قد يدخل بسبب ذلك في نفق مظلم كما حدث سابقا في أفغانستان في حرب طويلة تقضى على الاتحاد الروسي الذى نعرفه في النهاية بل وتغير شكل العالم كله ان بقي العالم أصلا.