الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ثروة مع وقف التنفيذ.. «الشعاب المرجانية» الخاسر الأكبر في مواجهة التغيرات المناخية.. توقعات بخسارة 70 إلى 90% بنهاية القرن.. خبراء يطالبون بوضعها على أولويات أجندة COP27

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ثروة مع وقف التنفيذ.. «الشعاب المرجانية» الخاسر الأكبر في مواجهة التغيرات المناخية.. توقعات بخسارة 70 إلى 90% بنهاية القرن.. خبراء يطالبون بوضعها على أولويات أجندة COP27 

البيئة: الاحتباس الحرارى والصيد الجائر والتلوث الساحلى مشكلات تهدد التنوع البيولوجى 

دراسة حديثة: الغطاء المرجانى الصلب انخفض بـ 13.6% ما بين 2005- 2019.. و7 مليارات دولار عائداتها فى السياحة 2019

الاتحاد النوعى للبيئة: الشعاب المرجانية هى حيوانات لا فقارية مكونة من طبقتين «خارجى وداخلى» بها.. تحتوى كائنات نباتية وتعيش بالمناطق الدافئة و«الشالو» ذات الأعماق البسيطة بالقرب من الضوء

وحيد إمام: نحتاج لدعم مالى وفنى لزيادة أشجار المانجروف والإكثار من الشعاب المرجانية

مجدى علام: ارتفاع معدلات التلوث يهدد التنوع البيولوجى.. ولابد من التطبيق الصارم للقوانين البيئية 

 

تعد سياحة الشعاب المرجانية فى مصر هى الأكبر من نوعها على مستوى العالم، حيث حققت عائدات تقدر بنحو 7 مليارات دولار فى عام 2019 قبل انتشار جائحة كورونا بحسب تقرير اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام، الذى حذر من فقدان مصر لهذه الثروة العظمية؛ حيث يرى الخبراء أن التغيرات المناخية والتنمية السياحية غير المنظمة والتلوث الساحلى أبرز المشكلات التى تؤدى لتبييض الشعاب المرجانية وفقدان قرابة 70% على مستوى العالم بنهاية القرن، وأوصوا بأن تكون على أولويات أجندة المؤتمر القادم للمؤتمر العالمى للمناخ بشرم الشيخ COP27، مطالبين بتشديد الرقابة على المنشآت الساحلية بالقرى الساحلية وأن تتم تحت إشراف وزارة البيئة، وأضافوا لا بد من توفير التمويلات اللازمة لزراعة أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والإكثار من إخصاب وتزاوج «الشعاب المرجانية» حتى لا نفقد هذا الجمال وضرورة تنظيم عدد مرات الغطس بالنحو الذى لا يضر الشعاب المرجانية.

بحسب تقرير وزارة البيئة حول استراتيجية التنوع البيولوجى لعام ٢٠١٦؛ فإن التهديدات الرئيسية للنظم الإيكولوجية البحرية هى السياحة غير المنظمة، واستغلال الموارد البحرية، والصيد الجائر، وصيد الأسماك فى المناطق المحظورة والتلوث الساحلى أبرز المشكلات التى تواجه الشعاب المرجانية التى تغطى نحو ٤٠٠ كيلومتر مربع قبالة سواحلنا الشرقية بالبحر الأحمر، وهى موطن لأكثر من ٢٠٠ نوع من الشعاب المرجانية الصلبة. 

يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعى للبيئة: فى البداية أتفق مع تقرير وزارة البيئة فى ٢٠١٦ وأن كل المعلومات صحيحة لأنه حتى الآن ما زال التعدى على الشعاب المرجانية فى كافة الأشكال سواء أكان بالتلوث أو باستنزاف صيد الأسماك أو نتيجة السياحة غير المنضبطة أو التغيرات المناخية فكلها تؤثر على الشعاب المرجانية التى تتواجد فى المناطق الدافئة أو فى حزام معين أو المناطق الشبه استوائية «الحارة» بدليل انتشارها بشكل كبير فى البحر الأحمر بخلاف عدم تواجدها فى البحر المتوسط، كما يحدد خط العرض توزيع الشعاب المرجانية بمحافظة البحر الأحمر الواقعة على الحدود الجغرافية لتوزيعها علاوة على أن أعماقها «شالو» بمعنى أعماق بسيطة لا تصل إلى لأكثر من ٦٠ إلى ٧٠ مترا لأن الشعاب المرجانية تتواجد ناحية المناطق التى بها الضوء لاحتوائها على نوع من الكائنات النباتية.

ويضيف إمام لـ«البوابة»: الشعاب المرجانية تنتمى لأنواع الحيوانات اللا فقارية شعبة الجوف معويات ويتكون جسمها من طبقتين رئيسيتين، الخارجية منها طبقة «الإيتودرم» تحتوى بداخلها على خلايا نباتية وتعتمد على نمط التعايش بين طبقتيها «الخارجية والداخلية» بمعنى أن حيوان الشعاب المرجانية من خلال طبقته الخارجية حماية للخلايا النباتية التى توجد بداخلها بالمقابل توفر لها الغذاء من خلال امتصاص النبات لضوء الشمس ويحولها لغذاء من مواد كربوهيدراتية أو بروتين عن طريق التمثيل الضوئى، وفى حالة التعدى على الشعاب المرجانية يموت الاثنان معًا سواء الكائن الحى النباتى الموجود، خاصة أن عمليات التلوث البترولى تتسبب فى حجب ضوء الشمس ثم تموت الشعاب المرجانية ويفقد الهيكل الخارجى ألوانه وبريقه أو يصاب بالابيضاض.

ويواصل «إمام»: الكائن عبارة عن جسم مكون من طبقتين ويفرز طبقة من كربونات الكالسيوم هى التى تعمل الشعاب ويمكن أن تعيش فى منطقة بمفردها أو فى مستعمرة مكونة من مجموعة حيوانات، وهنا تكون كربونات الكالسيوم لأشكال الشعاب المختلفة سواء المخ أو الشجرة أو التفرعات، وطالما الحيوان حيا بداخل الهيكل الخاص به يفرز ألوانه المختلفة ويتزين بالألوان الخاصة به، وفى حالة موته يتعرض للابيضاض ويتحول الهيكل لشكل صخرى.

انخفاض الشعاب المرجانية لـ٧٠-٩٠٪ بنهاية القرن

الجدير بالذكر أن تغير المناخ يهدد الشعاب المرجانية فى جميع أنحاء العالم ويمكن أن يؤدى تبييض الشعاب المرجانية إلى زوالها للأبد، بينما يجعل ارتفاع نسبة الحموضة فى المحيطات الظروف غير مواتية للنمو. فى ظل السيناريو الأكثر تفاؤلا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة - مع احتواء الاحتباس الحرارى العالمى عند ١.٥ درجة مئوية - لا يزال من المتوقع أن تنخفض الشعاب المرجانية بنسبة ٧٠-٩٠٪ أخرى بحلول نهاية هذا القرن، مع حدوث خسائر تزداد إلى ٩٩٪ عند ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، وفقا لتقرير وزارة البيئة حول استراتيجية التنوع البيولوجى لعام ٢٠١٦.

ارتفاع درجات الحرارة والحموضة أساس موت الشعاب المرجانية

وفى نفس السياق يواصل «إمام»: تقليل معدلات التلوث من البترول أو الصرف الصحى من المنتجعات السياحية المقامة على أن تصرف مباشرة دون علاج على السواحل ما يؤثر بالسلب على الشعاب المرجانية التى تحتاج لدرجات حرارة معينة لا تقل ١٧ ولا تزيد على ٣٠ درجة مئوية وهى حدود الإجهاد الحرارى، ودرجات الحرارى عوامل طبعية لا يد لنا فيها سوى معالجة أسباب التغيرات المناخية، ومع ارتفاع درجة حرارة المياه تتحول إلى حمضية أى يقل الأوس الهيدروجينى الـ PH تبقى فى الدرجة المعادلة ٧ إلى ٨ ولكن التغيرات المناخية سبب زيادة حموضة المياه وقلت الدرجات لأقل من ٧ درجات وذلك بفعل زيادة غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يتم تصريفه عن طريق بابين هما «الأشجار والبحار والمحيطات» وتصل نسبة البحار والمحيطات لـ٣٠٪ من ثانى أكسيد الكربون ما يزيد نسبة الحموضة ويسبب موت الكائن الحى.

علاوة على أن درجة الملوحة بالبحر الأحمر تتراوح ما بين ٣٨ وPPT٤٠، وهى درجة ملوحة مناسبة لنمو الشعاب المرجانية ويسبب الصرف الصحى عبارة عن مياه عذبة ذات ملوحة منعدمة تقلل درجات الملوحة لـ ٢٥-٢٦PPT وهذا يقتل أيضًا الشعاب المرجانية.

التنمية الفندقية غير المخططة

وذكر تقرير صادر مؤخرًا حول المزيد من الفنادق ما يعنى المزيد من الأشخاص، الأمر الذى يمثل تهديدا فى حد ذاته حيث شهد ساحل البحر الأحمر تطويرا كبيرا على صعيد قطاع الضيافة فى العقود الثلاثة الماضية، مع توفر نحو ٨٨ ألف غرفة فندقية الآن فى الغردقة وحدها، وفقا لتقرير حديث أصدرته شركة كوليرز إنترناشيونال حول الفنادق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتابع «إمام»: السبب الثالث عن طريق السياحة غير الرشيدة وزيادة أعداد الغطس التى تسبب حالات التعدى وكسورا فى الكائن المكون للشعاب المرجانية «كائن حيوانى بداخله كائن نباتى» البوليب وهو ضعيف سهل الكسر وهنا يفقد الكائن قدرته على التعايش داخل الماء وبالتالى تأتى أهمية ترشيد السياحة وزيادة التوعية أثناء عمليات الغطس أو لمس الشعاب المرجانية والحفاظ على الأسماك الملونة خاصة أنها تتواجد بشكل خاص فى الشعاب المرجانية ويتغذى على الكائنات الموجودة وبقايا غذاء الشعاب المرجانية كما تحتمى بها وتختبأ بين أذرع الشعاب المرجانية وتفرز نوعا مخاطيا يمنع مهاجمة الكائنات الأخرى لها وهنا موت الشعاب المرجانية يعنى اندثار هذه الأنواع من الأسماك.

أولويات COP٢٧ فى شرم الشيخ

وأردف «إمام»: السائح يأتى لعملية الغطس ويكون بحاجة لرؤية الشعاب المرجانية ذات الألوان الجميلة وأنواع أسماك بألوان مميزة وهنا تنتعش حركة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية وفى حالة حدوث أى خلل ستضرب السياحة فى مقتل وتدفع بالذهاب لأماكن أخرى مثل استراليا وماليزيا بها الشعاب المرجانية، كما نحتاج لدعم مالى وفنى لنقطتين مهمتين زيادة المانجروف والإكثار من الشعاب المرجانية عن طريق زراعة كميات ضخمة من أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والإكثار من الشعاب المرجانية عن طريق استخدام أجزاء منها وتربيتها وإعادة زراعتها أو إجراء إخصاب «تزاوج بين الشعاب المرجانية» ومن المفترض توفير ١٠٠ مليار دولار فى صندوق المناخ الأخضر لدعم كل الأنشطة فى مختلف دول العالم بشكل سنوى لنصل إلى الحياد الكربونى ولكن ما تم إيداعه حتى الآن لم يتجاوز ٨٠ مليار دولار خلال ٦ سنوات.

تقلص الشعاب المرجانية لدينا

وانخفض الغطاء المرجانى الصلب بنسبة ١٣.٦٪ فى المتوسط بين عامى ٢٠٠٥ و٢٠١٩ فى المواقع العشرة الأكثر تضررا، وفقا لتقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية. ومع ذلك، من الصعب تقييم صحة الشعاب المرجانية بدقة بسبب عدم وجود بيانات أساسية جمعت قبل عمليات التطوير العمرانى الضخمة، مما يعنى أن الباحثين يجب أن يعتمدوا على التقديرات، وفق ما قاله محمود حنفى، أستاذ الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمى لجمعية حماية البيئة والإنقاذ بالغردقة.

بدوره يقول خبير البيئة الدولى مجدى علام: ارتفاع معدلات التلوث والتغيرات المناخية تهدد التنوع البيولوجى بصفة عامة خاصة أن من المفترض أن تزيد درجة حرارة الأرض كل ١٠٠ عام درجة واحدة مئوية ولكن فى نهاية القرن الماضى وصلت لـ٠.٩ درجة مئوية فتوقعنا خلال ٢٠٥٠ نصل لـ ١.٥ درجة مئوية ولكن المؤشرات خلال الـ١٠ سنوات هناك تزايد بشكل كبير لنصل لـ٢.٥ درجة مئوية.

ويضيف علام لـ«البوابة»: كل الجهود العالمية لمجابهة التغيرات المناخية وصولًا للمؤتمر القادم فيCOP٢٧ تهدف لخفض درجة الحرارة وألا تزيد ١.٥ قبل ٢٠٤٠ درءًا لعدم حدوث النظم البيئية والأيكولوجية والتنوع البيولوجى وزيادة نسبة التصحر والجفاف، علاوة على زيادة الحرائق التى تحدث فى الغابات سواء فى إسبانيا أو تركيا أو الصين أو كندا قضت على جزء كبير من المسطحات الخضراء مصانع للأكسجين النقى وهذه الحرائق ينتج عنها تساقط أوراق الأشجار الكثيف ووجود رطوبة وتخمر ما ينتج غاز الميثان الذى يشعل الحرائق.

ويواصل «علام»: التسرب النفطى وبقع الزيت تسببت فى موت الكثير من الكائنات البحرية الخضراء التى كانت تعمل كفلاتر للمياه وظهرت الطحالب الزرقاء الأقل فائدة وذلك مع الجفاف والتصحر وتأثر البيئة البحرية وارتفاع درجة حرارة المحيطات وأدت وزيادة الأعاصير فى الأمريكتين «الشمالية والجنوبية»، على المحيطات، بالإضافة على التزاحم العمرانى على المساحات الخضراء نتيجة تضاعف عدد السكان، وبات لا بديل عن التطبيق الصارم لكل القوانين البيئية والالتزام بها واستمرار عمل الدوريات البحرية على طول ساحل البحر الأحمر للحفاظ على الشعاب المرجانية وزيادة الحملات الرقابية والاستعانة بالقوات الجوية لإبداء الملاحظات سواء بقع زيت أو تعديات على الشعاب المرجانية وأعتقد أن جهود مكافحة التلوث باتت تجنى ثمارها بدليل إعادة ظهورها مرة أخرى كادت أن تنقرض.

سياحة الشعاب المرجانية فى مصر هى الأكبر عالميًا

وحققت صناعة سياحة الشعاب المرجانية فى مصر عائدات تقدر بنحو ٧ مليارات دولار فى عام ٢٠١٩، قبل انتشار الجائحة، وفقا لتقرير اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام، أكثر من أى دولة أخرى فى العالم، وأكثر من ضعف الإيرادات المحققة لدى الدولة الوصيف فى القائمة إندونيسيا. وساهمت زيارات الشعاب المرجانية بشكل مباشر فى نحو نصف السياحة الساحلية لدينا فى عام ٢٠١٧ وشكلت الزيارات الساحلية نحو ٤٤٪ من إجمالى النشاط السياحى فى مصر.

كما يتحمل المطورون على طول الغالبية العظمى من ساحل البحر الأحمر مسئولية الخسائر التى لا يمكن تعويضها فى غطاء الشعاب المرجانية، بحسب الدراسة المنشورة. وأضاف أن بعض المؤسسات دمرت أو شيدت فوق الشعاب المرجانية واستبدلتها بمراسى وسواحل رملية. واتخذت وزارة البيئة إجراءات للحد من تلك الظاهرة، ولكن فى حالات نادرة. 

غوص يفوق الأرقام المسموحة

الجدير بالذكر أن هناك قدرات محدودة لعدد الغواصين والسباحين الذين يتحملهم كل موقع من مواقع الغوص، وبحسب حنفى «معد الدراسة»، الذى أشار إلى أننا نتجاوز هذا الحد بكثير. وأضاف أنه من الممكن لمواقع الغوص فى البحر الأحمر أن تستضيف على نحو مستدام ما بين ٥ و٢٠ ألف زائر سنويا، ولكن بعض مواقعنا الأكثر شهرة تستقبل أكثر من ٢٠٠ ألف غواص سنويا.

هنا يعلق الدكتور محمد كامل، مدير مركز الاستشارات البيئية بكلية البيئة بجامعة عين شمس: الشعاب المرجانية ثروة هائلة ولها مردود على الدخل القومى فى السياحة ويجب اتخاذ كل السبل للحفاظ عليها ومن أبرزها تقليل معدلات التلوث الساحلى سواء ملوثات مصانع أو تسرب غازات.

ويضيف كامل لـ«البوابة»: أن مخلفات المراكب وعمليات الغوص من مواد بلاستيكية وزجاجات والمواد الكيميائية من صابون وبواقى الأكل من مواد كيماوية والأحماض والكاتشب تفقد الشعاب المرجانية حيويتها وتعمل ضغط عليها كما يجب الالتزام بتطبيق التنمية الساحلية المنتظمة تحت إشراف من وزارة البيئة فبسبب التغيرات المناخية وزيادة المد والجزر تم فقدان «المشيّات الثابتة» والتى يكون تأثيرها أقل على الاحتكاك بالشعاب المرجانية ولكن مؤخرًا لجأت القرى السياحية لمد المشيّات المتحركة بأعماق طويلة فى الشواطئ ما يؤثر على الاصطدام بالشعاب المرجانية وفقدان أجزاء كبيرة منها بشكل مستمر.

ويواصل «كامل»: كانت هناك تجارب بين المشيات الثابتة والمتحركة للبحث فى الأقلها ضررا عزز مع ذلك تضارب القوانين وعدم مرونة المستثمرين فى عمل التعديلات البيئية وقد يتسبب الغواصون والسباحون محدودى الخبرة فى إحداث ضرر دون قصد.

والأسوأ من السياحة هو الصيد الجائر، وهو أكبر تهديد محلى للنظم البيئية للشعاب المرجانية، وفقا لحنفى، الذى كشف أننا نصطاد بمعدل ١٠ أضعاف ما يسمح لمخزون الأسماك بالتعافى والحفاظ على الحياة البحرية مستقرة. وقال: «ما نراه حاليا هو ما يزيد على ٢٠ ألف طن يتم استخراجها سنويا، ٦٠٪ منها يأتى مباشرة من النظم البيئية للشعاب المرجانية».

ويذكر أن عينات المرجان المأخوذة من شمال البحر الأحمر أثبتت أنها قادرة بشكل خاص على مقاومة ارتفاع درجات حرارة البحر، وفقا لدراسة أجريت عام ٢٠٢٠. كانت العينات قادرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى ٦ درجات مئوية أعلى من المعتاد دون التبييض - «درجة تبييض عالية بشكل استثنائي»، وفقا لمؤلفى الدراسة. تفتح النتائج الباب أمام دراسة مستقبلية لهذه الشعاب المرجانية المعنية، والتى قد تستخدم للمساعدة فى إعادة تأهيل الشعاب المرجانية المتضررة فى أماكن أخرى.

التأثير الاقتصادى لفقدان الشعاب المرجانية 

توقعت اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام أن تخسر مصر نحو ٥.٦ مليار دولار من ٧ مليارات دولار تولدها من سياحة الشعاب المرجانية سنويا بحلول نهاية القرن. وستشكل الخسائر بهذا الحجم ضربة كبيرة للناتج المحلى الإجمالى للبلاد، إذ تم ربط ٣.٥٪ منها بالسياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية، وفقا لتقرير الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية.

حوافز

وأخيرًا، ذكرت وزارة البيئة فى تقرير لها أن عدم كفاية الحوافز الاقتصادية، وضعف التنظيم البحرى، ومحدودية البيانات المتوفرة، هى الأسباب نسبيا، وأرجع التقرير هذا الأمر جزئيا إلى أن نحو ٤٠٪ من النشاط الصناعى فى مصر يحدث فى المناطق الساحلية. وفى الوقت نفسه، غالبا ما يواجه الصيادون المحليون الذين اعتمدوا منذ فترة طويلة على البحر الأحمر لكسب عيشهم، بدائل محدودة للدخل، مما يزيل تأثير تنظيم الصيد التجارى.