السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حوارات ثقافية|محمد عبدالعزيز : برنامج علمى لمواجهة الجواسيس

محمد عبد العزيز دكتور
محمد عبد العزيز دكتور علم الحياة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مائدة «البوابة» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. 

موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الكاتب الدكتور محمد عبد العزيز الاستاذ بجامعة عين شمس .

نص الحوار 

 

■ ما ذكرياتك عن رمضان خاصة أن نشأتك كانت فى منطقة شعبية؟ 

- أنا من مواليد حى الضاهر، تنوعت دراستى عبر المراحل المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية فى ثلاث مدارس هى على الترتيب «الشرفا» و«باب الشعرية» و«خليل أغا»، طقوس رمضان الآن ليس مثل زمان، كنا نشعر بالفرحة الغامرة من ليلة الرؤية بقدوم شهر رمضان، ونفرح بالفوانيس. كان لدينا طقوس خاصة باستقبال شهر رمضان فى حى الضاهر، حيث يتم تعليق الزينة وإقامة الملاهى، وكنا ونحن أطفال نصوم، وكان ذلك الأمر مقترن بوجود تعليم حقيقى فى مصر، حيث كانت حصة الدين حصة مقدسة فعليا، وكانوا يغرسون فينا قيما حقيقية، التربية الدينية وقتها لها وضع حقيقى. 

■ لماذا يفتقد الجيل الحالى مفهوم المواطنة؟

 - خلال فترة نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات كانت فترة حروب وكان الحس الوطنى والانتماء عاليا جدا لدى الشباب وقتها، لكن شباب الجيل الحالى يفتقد فكرة المواطنة، عايشت فترة العدو الإسرائيلى، وكان المناخ مختلفا عن الآن.

 ■ هل أثر الانفتاح الاقتصادى على قيم المجتمع؟ 

- فترة الانفتاح الاقتصادى التى حدثت نهاية السبعينيات اسميها «انقلاب مجتمعي»، المجتمع المصرى تغير وقتها ١٨٠ درجة، المناخ الأسرى الحميمى بدأ يقل مع الانفتاح الاقتصادى، وأصبح الجميع يجرى وراء المال، وانهارت منظومة القيم، وأدى ذلك بالطبع إلى الانهيار التعليمى التربوى أيضا وتحديدا عام ١٩٧٤، وذلك الأمر يحتاج إلى دراسة لمعرفة الأسباب التى أدت إلى ذلك، والتى اعتقد أنها بسبب «الانفتاح الاقتصادي»، وسفر المصريين إلى دول الخليج العربى، وإعلان مصر معاهدة السلام مع إسرائيل وعدم خوضها حروب أخرى معها.

 ■ متى بدأت ظاهرة التحرش ومتى انتشرت المخدرات ؟ 

- خلال نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات كانت البنات لا ترتدى الحجاب ولا تتعرض للتحرش مثلا، وكان رمضان له رائحة مختلفة. ومع صعود التيارات الدينية نهاية السبعينيات ظهرت حالات التحرش وانتشرت المخدرات بين الشباب، ورفعت الدولة يدها عن كل شيء خلال تلك الفترة، وأصبحت الأمور خارج السيطرة تماما، وبدأ التجار فى بيع السلع المغشوشة والفاسدة دون رقابة. فتصعيد الدولة لدور التيارات الدينية فى المجتمع أفرزت لنا العديد من المشاكل منها أيضا ظهور فكرة التفرقة الدينية بين المسلم والمسيحى، والتى لم تكن موجودة من قبل، على الرغم من وجود الأزهر الذى لم يكن له دور، وأصبح غالبية الأزهريين فكرهم تابع للتيارات الدينية المتطرفة. 

■ كيف كانت نشأتك العلمية؟

 - فى أوائل أيام حياتى كنت أميل إلى القراءة فى الدين كثيرا، وكنت أميل أيضا إلى العلم، ثم دخلت جامعة عين شمس تخرجت أولا من كلية تربية قسم بيولوجى ثم تخرجت فى كلية العلوم قسم بيولوجى أيضا عام ١٩٨٣. البيولوجى هو علم الحياة، هو العلم الذى يدرس حياة جميع المخلوقات الحية، وأنت تدرس بيولوجى تدرس معه كافة العلوم الأخرى مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء. وكنت غاوى قراءة كتب الدكتور عبد المحسن صالح، وكان متخصص فى البيولوجى أيضا كلية العلوم، وكانت له كتابات كثيرة جدا فى العلاقة بين العلم والدين، كنت شابا مهتم وقتها بالعلم والدين. وقرأت أيضا كتب العالم الأمريكى الجنسية اليهودى الديانة إسحاق أزيموف، له مؤلفات رهيبة جدا فى أساسيات العلم والخيال العلمى، وكان يميل دائما إلى تفسير النتائج والرؤى العلمية التى يوصل إليها إلى آيات الأسفار اليهودية، حيث كان يربط بين العلم والتوراة. 

■ وما أمنيتك العلمية والثقافية؟ 

- أتمنى أن تهتم الدولة بالبرامج العلمية والثقافية، وعرضت فكرة برنامجى على جميع القنوات الخاصة ورفضوا إنتاجه معللين ذلك الأمر بأنه لا يوجد توجه فى الدولة حاليا لذلك الأمر. عندما تتبنى الدولة البرامج العليمة والثقافية نستطيع وقتها مواجهة الحروب العلمية الذكية فى مجالات التجسس عن طريق أنواع من الاجهزة والأسلحة، فالحرب الآن حرب علمية ثقافية. يجب أن تنمى الدولة حب العلم لدى الشباب وإنتاج برامج علمية فى ذلك الاتجاة.