الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مستوطنون يدعون لهجمات انتقامية على الفلسطينيين في الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون
مستوطنون إسرائيليون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت مُحافظات في الضفة الغربية المُحتلة، اليوم الإثنين، دعوات من مُستوطنين مُتطرفين، لشن هجمات انتقامية على الفلسطينيين، بعد هجوم الخضيرة الذي راح ضحيته عنصري شرطة إسرائيليين الليلة الماضية، بعد أقل من أسبوع على عملية مُماثلة في بئر السبع بجنوب إسرائيل، أسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين.

وقبل أن تبزغ شمس يوم الإثنين، كان مُستوطنون إسرائيليون قد هاجموا مُمتلكات المواطنين الفلسطينيين في بلدة "ترمسعيا" شمال مدينة رام الله، وأتلفوا إطارات السيارات ورسموا شعارات عنصرية وتحريضية على جدران المنازل، فيما أحرق آخرون أربع سيارات تمامًا في قرية جالود بجنوب نابلس.

ونشر مواطنون فلسطينيون من بلدة "ترمسعيا" صورًا لرسومات خطها المستوطنون على جدران المنازل في القرية النائية، ويدعون خلالها إلى الانتقام من الفلسطينيين، على خلفية الهجوم الذي وقع بالأمس.

وكتب المستوطنون على الجدران "لن نسكت على قتل إخواتنا" في إشارة إلى هجومي الخضيرة وبئر السبع.

وأصيب مُسن فلسطيني في اعتداء من قبل مستوطنين آخرين، فيما يبدو ردًا على هجوم الخضيرة، ونفذ الهجوم على المُسن مستوطنون من مُستوطنة "يتسهار" بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس. ومُستوطنو "يتسهار" تحديدًا معروفون بعنفهم المُفرط.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها المستوطنون عنصريتهم تجاه الفلسطينيون في الضفة الغربية، فمع كل هجوم يُرتكب داخل إسرائيل، يُصعد المُستوطنون من عنفهم وعنصريتهم تجاه المواطنين الفلسطينينن العزل بالضفة الغربية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، عندما وقع حادث إطلاق النار في بئر السبع الأسبوع الماضي، نشر حاخام مُستوطنة "بيت إيل" وتعني "بيت الرب" بالعبرية، قرارًا بغلق مدخل رام الله الشمالي احتجاجًا على عملية بئر السبع، وقال "لسنا مُستعدين لمنحهم حرية الحركة في أرض إسرائيل.. والدم اليهودي ليس مُباحًا، ممنوع على اليهودي الخوف.. سنغلق المداخل.. لن ندع أعداءنا يتجولون هنا بحرية".

ولم يكتف المُستوطنون بالانصياع لرغبة الحاخام بغلق الطريق فقط، بل حطموا زجاج السيارات المارة واعتدوا على بعض قادة السيارات ونكلوا بهم.

ولم يكن التصعيد على مستوى المُستوطنين فحسب، بل إن عضو الكنيست ورئيس بلدية القدس السابق، نير بركات، المُنتمي لحزب "الليكود" اليميني، دعا أمس المستوطنين في القدس المُحتلة إلى حمل السلاح.

وأعرب بركات عن قلقه من نسبة التسلح الضئيلة في القدس لمن هم خارج التجنيد في الجيش الإسرائيلي، والتي بلغت 3% مُطالبًا الحكومة الحالية برفعها إلى 15% ليتمكن المستوطنون من حماية أنفسهم حال اشتداد العمليات في الفترة المقبلة، على حد تعبيره.

وما يعكس حالة الاحتقان الداخلي الشديدة في إسرائيل، اشتبك أمس كذلك عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن جفير مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف لدى تفقده لموقع هجوم الخُضيرة الليلة الماضية.

ويقود بن جفير اقتحامات مُتتالية شبه يومية لحي الشيخ جراح في القدس المحتلة والذي يواجه سكانه تهديدًا بالتهجير القسري مقابل إحلال المستوطنين محلهم.

ويتوقع مُحللون إسرائيليون وفلسطينيون أن يتم التصعيد في الهجمات وفي عنف المستوطنين بالتوازي مع اقتراب حلول شهر رمضان في أول أبريل. وكان حي الشيخ جراح هو النقطة الساخنة في المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين في شهر رمضان الماضي.

وقال حسين حمايل، المتحدث باسم حركة "فتح"، إن مؤشرات التصعيد باتت واضحة من قبل حكومة الاحتلال والمستوطنين في شهر رمضان.

وأشار حمايل - في بيان صادر عن الحركة - إلى أن التصريحات الصادرة عن عصابات المستوطنين تنذر بتصعيد خطير وعربدة في المسجد الأقصى في الوقت الذي يتواجد عشرات الآلالف من المصلين في المسجد الأقصى، مما سيجعل الأمور تخرج عن السيطرة وستجر فيه دولة الاحتلال المنطقة برمتها نحو دوامة من العنف لن تنتهي ببساطة.