الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

واقعة عروس الإسماعيلية تشعل الرأي العام.. فرويز: العريس شخصية متسلطة.. والقومي للمرأة: هناك 8 ملايين سيدة يتعرضن للعنف.. والبرلمان يُدين الواقعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة مؤسفة وصادمة بشارع السلطان حسين، حيث أقدم شاب يوم زفافه على ضرب عروسه بطريقة وحشية أمام المارة، عقب انتهائها من وضع مكياج الزفاف بأحد صالونات التجميل. 

وبحسب مقاطع الفيديو التي كان لـ"البوابة نيوز" السبق في نشرها، ظهر خلاله العريس يوجه لعروسه اللكمات والصفعات دون النظر إلى أي اعتبارات أخلاقية.

وبحسب المعلومات، فإن  تفاصيل الواقعة كشفت أنه حين توجه العريس لأخذ عروسه من أحد مراكز التجميل وفوجئ بشقيقته تبلغه أن العروس تحدثت معها بصوت مرتفع أمام الناس، ما جعله يستشيط غضبًا ويعتدى بالضرب على العروس، ويحاول حملها داخل سيارة الزفاف عنوة. 

شخصية الزوج انفجارية 

وعلق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قائلًا: إنه يتضح من فيديو واقعة الضرب أن العريس شخصية انفجارية متسلطة، وبالتالي هذه الشخصية عنيفة وردود فعلها عصبية ومتسرعة، موضحًا أن هذه الشخصية طالما وجدت شخصًا مستضعف فإنها تضربه.

فرويز 

وأضاف للبوابة نيوز، أن واقعة الضرب هذه ربما لا تكون المرة الأولى التي يقوم فيها هذا العريس بضرب زوجته قبل زواجهم، مشيرًا إلى شخصية العروسة تبدو ضعيفة ومستسلمة للغاية، وهذا يُضفي على شخصية الزوج العنيفة الكثير من القسوة. 

وأشار فرويز إلى أنه يجب أن نأخذ في الحسبان احتمالية تعاطي المخدرات، لافتًا إلى أن انفعال الزوج تكرر كثيرًا، ولن تكون المرة الأخيرة التي يحدث فيها، وأن ما سيحدث هو أن الأهالي "هيلموا الموضوع وكأنه مفيش حاجة، على الرغم من خطورته سواء على الزوجة أو حتى على المجتمع. 

وقال استشار الطب النفسي، أنه يناشد محافظ الإسماعيلية وجهاز الأمن بالإسماعيلية بالتوجه لمنزل الزوج والزوجة، وذلك لمخاطبة البنت، إذ من المحتمل أن تكون قد تعرضت لضغوطات كثيرة من جانب أهلها. 

ولفت إلى أن ضرب الزوج لزوجته يسبب أذى نفسي ينعكس سلبًا على الأسرة والأطفال، مما يؤدي إلى دمار العائلة، وزيادة الفجوة بين الزوجين وكسر كبرياء المرأة يجعل الأطفال يقومون بتقليد والدهم كما نرى الحوادث المأساوية التي تحدث هذه الأيام.

ونوه فرويز إلى ضعف العقوبة بالقانون سبب رئيسي في استمرار العنف الأسري، وأن خوف المرأة من رفع قضية على زوجها من الأسباب أيضا، لذلك لابد من تغير الفكر وتغليظ العقوبة بالقانون، مؤكدًا أن بعض الرجال يقيس أن الضرب تدين ويزيد من رجولته أمام الزوجة بأنه الأقوى، ويرون أن عقاب الزوجة في أي نوع من أنواع الخلاف هو الضرب والإهانة لها.

عريس يضرب عروسه بالإسماعيلية

وقال، إن الزواج شراكة وليس صراعًا، وحتى تنجح الشركة لابد من الحفاظ عليها، فلو نجحت ستكبر الأسرة وإذا فشلت سيخسر الطرفان ويشرد الأبناء، لذلك لابد من وجود احترام متبادل بين الطرفين، موضحًا أن تقبل المرأة للضرب المُتكرر يجعلها سببا في تكرار العنف، فلابد أن تدرك الزوجة أنه لا يجب أن تعود زوجها على ضربها، وعلى كل زوجة أن تأخذ موقفا حاسما إذا ضربها زوجها لمنع تكرار ذلك، كما يجب على المؤسسات الدينية تجديد الخطاب الديني، وتغير قناعة الرجل بأنه صاحب الحق في الاعتداء على زوجته، وأن المرأة يجب تكريمها وليس إهانتها. 

8 ملايين سيدة تتعرض للعنف 

وبحسب البيانات، فإن هناك نحو 8 ملايين سيدة مصرية تتعرضن للعنف، و86% من الزوجات يتعرضن للضرب من الأزواج، وفقًا للإحصائية الأخيرة للمجلس القومي للمرأة، وذلك على الرغم من محاولات الدولة الدائمة لوقف هذه المشكلة وسن التشريعات والقوانين. 

كما تكشف الإحصاءات الرسمية أن هناك حالة طلاق كل دقيقتين في مصر، وبلغت نسبة حالات الطلاق قرابة 50% من إجمالي حالات الزواج الجديدة، ويعد العنف الأسري وضرب الزوجات أحد أهم الأسباب التي تدفع نسبة غير قليلة من النساء إلى السعي لطلب الطلاق أو الخلع. 

البرلمان يدين الواقعة 

من جهتها، أدانت النائبة أمل سلامة عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، واقعة الإسماعيلية من قيام عريس بضرب عروسه في الشارع بطريقة وحشية وهى بفستان الزفاف.

وقالت سلامة في بيان لها اليوم الجمعة: "ليس من شيم الرجال أن يقوم شخص بضرب شريكة حياته وإهانتها وإذلالها وهدم أحلامها في أن تعيش حياة آمنة مستقرة، وأن تبنى أسرتها الصغيرة، وتربى أولادها لتحقيق مستقبل أفضل".

سلامة 

وأضافت أن تجرؤ هذا الشخص على زوجته في يوم زفافها، لأنه على يقين أنه لن يخضع لطائلة القانون، الذي لا يوجد به نص يجرم ضرب الزوجات، يؤكد أن هذا الشخص لن يصون العشرة وسيتمادى في إهانتها والاعتداء عليها أمام أولادها وأهلها، وقد يفضى هذا الضرب إلى ارتكاب جريمة القتل. 

وأعربت النائبة أمل سلامة، مقدمة مشروع قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجات، عن أسفها الشديد، لحالة السلبية التي يعانى منها المجتمع، حيث وقعت الجريمة دون تدخل من المواطنين في الشارع لإنقاذها.

و تابعت أنها تقدمت بمشروع قانون لتغليظ عقوبة ضرب الزوجات، بعدما أصبح إهانة المرأة وإذلالها يحدث على الملأ داخل جدران المنازل وفى الشوارع والأماكن العامة، دون مراعاة لحقوق المرأة والحفاظ على القيم الاجتماعية، مادام لا يوجد قانون يردع هؤلاء الذين يتجرأون على المرأة.

وقالت: "آن الأوان لإقرار قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجات، ليكون رادعا لمثل هؤلاء الأشخاص"، مؤكدة أنه الفترة المقبلة ستشهد تحركات واسعة لسرعة إقرار القانون من مجلس النواب، ليحافظ على حقوق المرأة ولتحقيق الاستقرار المجتمعي.