الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مبادرة جديدة للقضاء على الأمراض الوراثية.. فحص 75 ألف طفل حديث الولادة مجانا.. وخبراء: تعزز الصحة العامة وتقلل من فرص حدوث الإعاقة

مالتي ميديا
مالتي ميديا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تولي الدولة اهتماماً كبيراً بقطاع الصحة، منذ تولي الرئيس السيسي حقبة الرئاسة، وقد وضح ذلك في الفترة الأخيرة من خلال تدشين المبادرات الرئاسية ١٠٠ مليون صحة، ومن ثم جاء الدور الأكبر للقضاء على الأمراض الوراثية لدى حديثي الولادة التي هم بناة المستقبل تحت عنوان "أطفال مصر.. صحة مصر" في يوليو الماضي، حيث أعلنت وزارة الصحة مؤخرا أنه تم فحص 75 ألف طفل حديث الولادة ضمن تلك مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية وتقديم العلاج بالمجان.

وتهدف هذه المبادرة إلى الوصول لجيل صحي وخالِ من مسببات الإعاقة، ويتضمن الكشف عن ١٩ مرضا وراثيا للأطفال الميسورين بحضانات مستشفيات وزارة الصحة في المرحلة الأولى، ويشمل (قصور الغدة الدرقية الخلقي، تضخم الغدة الكظرية الخلقي، أنيميا الفول، التليف الكيسي، فرط شحميات الدم الوراثي، الفينيل كيتونوريا، نقص رباعي هيدروبيترين، حموضة الدم العضوية، ارتفاع حمض أيزوفاليريك بالدم، ارتفاع الحمض البروبيوني/الميثيل مالوني بالدم، مرض البول القيقبي، ارتفاع التيروزين في الدم – النوع الأول، ارتفاع الجالاكتوز في الدم، ارتفاع هوموسيستين بالبول، ارتفاع الأرجينين بالدم، ارتفاع السيترولين بالدم، نقص الأورنيثين ناقل الكربامويل، أكسدة الأحماض الدهنية، نقص إنزيم البيوتينيداز)، حسبما أفاد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان.

ومن ثم تأتي المرحلة الثانية من المبادرة وتتضمن إجراء المسح الطبي لجميع الأطفال حديثي الولادة بكافة الوحدات الصحية بالجمهورية، ويتم الفحص عن طريق أخذ عينة دم من كعب الطفل، وتحليلها بمركز المصري للتحكم والسيطرة على الأمراض "Egyptian CDC".

وقد أكد الدكتور وائل عبدالرازق رئيس قطاع الرعاية الصحية والتمريض، أنه إذا ثبت إيجابية العينة يتم إحالة الطفل لإجراء اختبار تأكيدي للمرض، وبدء تلقي العلاج وفقًا للبروتوكولات المقررة من اللجنة العلمية للمبادرة، وبالفعل تم إحالة 5010 طفلاً لإجراء الفحوصات التأكيدية منذ إطلاق المبادرة.

وخصصت المبادرة ٢٥ مركزا لعلاج الأمراض الوراثية لحديثي الولادة وهم (مركز طبي المحكمة، مركز طبي روض الفرج، مركز طبي عين حلوان، مركز طبي مصر القديمة) بمحافظة القاهرة، و(عيادة الإرشاد الوراثي بمستشفى أطفال الرمد، مركز بمستشفى الطلبة) بمحافظ الإسكندرية، و(المركز الطبي العام، مركز رعاية الطفل) بمحافظة البحيرة، و(مركز بمجمع الإسماعيلية الطبي) بمحافظة الإسماعيلية، و(مركز طبي منية سندوب) بمحافظة الدقهلية، و(مركز بمستشفى مصر الحرة) بمحافظة المنيا، و(مركز طبي شبين الكوم) بمحافظة المنوفية، و(مركز طبي شرشيمة) بمحافظة الشرقية، و(مركز الإرشاد الوراثي) بمحافظة بورسعيد، و(مركز طبي كيمان فارس) بمحافظة الفيوم، و(مركز بمستشفى قوس المركزي، مركز الإرشاد الوراثي بمديرية الشؤون الصحية) بمحافظة قنا، و(مركز الإرشاد الوراثي، مركز بمستشفى الإيمان) بمحافظة أسيوط، و(مركز طبي سعيد بطنطا) بمحافظة الغربية، و(مركز طبي شرق النيل) بمحافظة بني سويف، و(مركز فاكسيرا للمصل واللقاح، مركز طبي الشيخ زايد) بمحافظة الجيزة، و(مركز طبي حي ثالث) بمحافظة دمياط، و(مركز بمستشفى دراو) بمحافظة أسوان، وجارِ التوسع تباعًا في تلك المراكز لتشمل محافظات مصر، حيث تقدم تلك المراكز خدمات العلاج والمتابعة الدورية بالمجان، حتى يتمتعون بحياة طبيعية، حسبما أفادت الدكتورة دينا عبدالسلام، منسق مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية.

 

وفي ذات السياق قالت الدكتورة مكارم محمد، استشاري الاطفال والتقزم والغدد الصماء بمستشفى اطفال مصر، أن المبادرة تتضمن الاكتشاف المبكر لبعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الإعاقة عندما ينضج الطفل، وقد تمت تلك المبادرة بالفعل وتم فحص 75 ألف هنا حديث الولادة للكشف المبكر عن هذه الأمراض الوراثية.

وتابعت في تصريحات خاصة ل'البوابة نيوز"، ترجع أهمية المبادرة إلى أن الأطفال المصابين بالأمراض الوراثية في الأيام الأولى من العمر لا يظهر عليهم اي أعراض وعند الكبر تتفاقم الأمور والعلاج والتشخيص ليس له قيمة مثلما في مقتبل العمر للطفل حديث الولادة.

واضافت هذه المنظومة والاكتشاف المبكر للأمراض الوراثية تدل على الوعي الصحي في مصر تلك الأيام، وأن هذه المنظومة تؤدي إلى تحسن شديد في الصحة ومستقبلية الأطفال حيث ينشأ جيل جديد من اولاد مصر بصحة جيدة وصالحين للمجتمع.

واكملت من اوائل المبادرات التي تمت هي مبادرة الاكتشاف المبكر لهرمون الغدة الدرقية وتمت بنجاح وتم فحص الاطفال في الأسبوع الأول من العمر من اليوم الثالث إلى اليوم السابع، والأطفال المصابون يتحولون مباشرة لتشخيص وزارة الصحة وإرسالهم إلى المراكز الطبية المتخصصة لعلاجهم بالقطاعات المختلفة بوزارة الصحة والتأمين الصحي.

وأشارت إلى أن هذه الاطفال إذا لم يكتشف مرضهم في الأيام الأولى من العمر يصابون بنوع من الإعاقة الذهنية وذلك يؤثر على نمو المجتمع، حيث اهتمت الدولة بهذه الظاهرة وستقوم بعمل مبادرات أخرى في أمراض أخرى بنفس الدرجة من الخطورة واستحالة علاجها إذا لم تخصص في الأيام الأولى من العمر، هذه الأمراض الوراثية تنبه العائلات بالفحص ما قبل الزواج لاكتشاف مثل هذه الأمراض خاصة إذا وجدت في أفراد آخرين من العائلات.

واضافت أن الاكتشاف المبكر لهرمون الغدة الدرقية لنقص هرمونها تمت بنجاح وعلاجه متوفر وبأسعار جيدة في جميع الجمهورية والتشخيص والعلاج والمتابعة متاحين في مراكز طبية متخصصة، هذه الجزئية لا يستهان بها لأن إصابة الأطفال حديث الولادة بنقص الهرمون معدلاتنا في مصر تخرج من المعدلات العالمية وهي أن لكل ٣٠٠ طفل حديث الولادة هناك طفل معرض او مصاب بنقص الهرمون، ولكن تم القضاء على هذه القصة في مصر وتشخص في الوقت المناسب وتعالج وتتابع في أماكن متخصصة.

واكملت من المبادرات الهامة التي قامت بها الدولة هي الفيناك كيتينيوريا حيث يولد الطفل لونه اصفر، ولكن مع الوعي والتصنيف الصحي خصوصاً في مراكز رعاية الأمومة والطفولة ومراكز رعاية الأسرة لاكتشاف وتشخيص هذه الأمراض، ويأتي نظام الاكتشاف تابع للمبادرة الحالية لوزارة الصحة لتشخيص هؤلاء الأطفال في الأيام الأولى من العمر.

واعلنت أن هؤلاء الأطفال بمجرد أعطاهم اللبن المناسب ثم الغذاء المناسب يصبحون اطفال اسوياء وليس لديهم أي إعاقة ويفيدون الدولة والمجتمع، لذلك اهتمت الدولة بإنشاء مراكز متخصصة للأمراض الوراثية والاكتشاف المبكر والعلاج في أنحاء الجمهورية وتبلغ أكثر من ٢٥ مركز متفرقة وتقدم الخدمات بصفة متوازية وجميعها بالمجان للتشخيص والعلاج.

 

ومن جانبها أشادت الدكتورة رانيا حجازي ، مدير مستشفى أبو الريش الياباني للأطفال سابقا، بالمبادرة قائلة "مبادرة رائعة حيث يتم البحث عن امراض لها علاج والتدخل المبكر يفرق كثيرا في المستوى العقلي ومستوى التطور الذي له المريض لأن اكتشاف تلك الأمراض في أعمار متأخره يكون أثرها السيء على الطفل حدث بالفعل، ويكون ذلك الحين علاج الآثار صعب، لكن تلك المبادرة من اروع المبادرات التي حدثت.

واردفت في تصريحات خاصة ل'البوابة نيوز"، فخورة بأن مصر أصبح لديها تلك المبادرات للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، والتي من المؤكد أنها ستنقذ الكثير من الأرواح كما ستعمل على تحسين مستوى المعيشة وقدرات الاطفال وأنها تصل إلى الامان.