الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فى موسم الشتاء.. الطيور المهاجرة تعود إلى سماء الفيوم بعد اختفاء 5 أعوام

الطيور المهاجرة
الطيور المهاجرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في رحلة تجاوزت آلاف الأميال وصلت أسراب الطيور المهاجرة إلى موطنها الثاني حيث بحيرة قارون شمال غرب مدينة الفيوم، وفي هذا الفصل من السنة يعيش بها نحو ٨٨ نوعا على البحيرة تحديدا حيث البيئة المثالية والمناخ المعتدل لقضاء موسم الشتاء، ففي مثل هذه الأيام تبدأ الطيور المهاجرة بالتوافد نحو المسطحات المائية في الفيوم.

آلاف الطيور المهاجرة تأتي هنا في شتاء كل عام تتلاقى فوق البحيرة ومحميتى وادي الريان والحيتان يعبر منها من يعبر ومنها من يقضى الشتاء في مصر فيدعم الإنسان في كفاحه ضد الآفات الضارة بالزراعة ويواجه الحشرات والقوارض كالفئران وغيرها، فلا يفلت طائر من أيدي الخبراء حتى يتم حصره ورصد هواه.

بين الحضارة والجمال تقع واحدة من أعمق البحرات في العالم وهى بحيرة قارون والتي تكمن أهميتها في كونها مزارا سياحيا لمحبي الطبيعة والأماكن التاريخية العريقة فهي أحد المناطق المهمة الدورية للطيور حيث يتواجد في البحيرة أكثر من ٢٥٠ نوعا من الطيور البرية ما بين مهاجر ومقيم، فتستضيف هذه البحيرة المالحة أسرابا هائلة من مختلف أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة.

ومع بداية موسم الشتاء رصد أحمد منصور مرشد سياحي متخصص في رصد حركة الطيور أول ظهور هذا العام لبط. الشهرمان أو «shelduck» في الفيوم بعد غياب خمس سنوات وهو أشبه بالبط البلدي فهو أبيض من الجانبين ولديه عرف في مقدمة رأسه ومنقاره حيث وصل إلى الفيوم حتى الآن نحو ١٣ في منطقة واحدة وأخرى لم يحدد بها العدد وذلك بعد غياب ٥ أعوام فهو يأتي من شمال أوروبا وآسيا، وهذا النوع لا يستقر إلا في المستقعات المياه العذبة ويتغذى على الطحالب والأعشاب، ويهرب من الرياح الشديدة ناحية المياه الراكدة ولا يخاطر بنفسه ويهرب من التجمعات والصيد الجائر ويعود مرة أخرى للمياه الراكدة، وعندما يتحسس الهدوء يتجه نحو المياه للعوم ويستهوي مصبات المياه التي تصب على البحيرة ليقف تحتها لتصطدم المياه بوجه ويتحصل على غذائه من الطحالب.

وهناك ٣ مواسم في الفيوم المعروفين لدى هواة الصيد هو صيد البط في فصل الشتاء ويمام أمري في بداية الربيع والسمان يظهر في نهاية شهر يناير حتى مارس ويتمركز نحو حقول القمح والمزارع وهذا موسم ظهور البط، فطائر الفلامنجو هو أول ضيف حل على بحيرة قارون ومعه مجموعة من أصناف الطيور الأخرى أبرزها البط وكروان الماء ودجاج الماء والسمان والبجع والفرخة السلطاني. الفرخة الأرجواني وأصناف أخرى من الطيور المهاجرة وتأتي هذه الطيور من قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا فمنها من يبني أعشاشها وتتكاثر هنا في البيئة المصرية التي تعد مثالية بالنسبة لها.

واكتشف «منصور» الوز الرمادي والذي يظهر لأول مرة في الفيوم وهو من نفس فصيل الوز الريفي المصري والفرق بأنه يطير لمسافات طويلة ويهاجر، وكذلك البطة الرخماء وهو بط أبيض الرأس والتي تم اكتشافها منذ عام ١٩٢٥ منذ حوالي ١٠٠ عام، وهي بطة واحدة نوعها أنثى وظهرت ناحية قرية تونس في فبراير الماضي وتم تسجيلها في موسوعة الطيور المصرية. وأكدت وزارة البيئية على حماية هذه الأنواع من الصيد الجائر الذي يهدد هذا التنوع، فما زال هناك عمليات الصيد الجائر التي تمارس بوحشية في تلك المنطقة تهدد بالتنوع بالأحياء الموجود. ويطالب «منصور» أهالي الفيوم ومحبي السياحة بتفعيل القوانين البيئية وتعاون الجهات المحلية المعنية الموجودة في المحافظة للحد من هذه الظاهرة، فتحويل هذا المكان إلى محمية طبيعية سيوفر بيئة ملائمة لعودة أنواع الطيور النادرة التي غادرت البيئة في الفيوم بسبب عوامل التغيرات المناخية والصيد الجائر.