الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في الذكرى السادسة لرحيل الطفلة المعجزة.. قصة رفض فاتن حمامة التمثيل مع فيروز

فيروز
فيروز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فيروز أشهر الأطفال في تاريخ السينما المصرية التي قدمت أعمال فنية رائعة عرفت بموهبتها وخفة ظلها وقدرتها على التمثيل والغناء وشكلت ثنائي راحل مع الفنان الكبير أنور وجدي ولقبت بسبب موهبتها بـ"الطفلة المعجزة" وبرغم اعتزالها الفن مبكرًا ظلت ثابتة في أذهان الجمهور، وتحل اليوم الذكرى السادسة لرحيلها حيث توفيت في مثل هذا اليوم 30 يناير عام 2016 وبمناسبة ذكرى رحيلها تبرز “البوابة نيوز” أهم المحطات والأسرار في حياتها.

إسمها الحقيقي “بيروز آرتين كالفايان”، وولدت في 15 مارس عام 1943 في القاهرة، لأسرة أرمينية وتعود أصولها إلى حلب في ​سوريا​، وهي الشقيقة الكبرى للممثلة نيللي، كما أنها إبنة عم ​الممثلة لبلبة​، تميزت في صغرها بحبها للإستعراض والغناء، وفي إحدى المرات عندما كان الممثل الكوميدي إلياس مؤدب في منزلهم يعزف على الكمان، وكانت ترقص على الموسيقى التي يعزفها، لفتت إنتباهه ولاحظ بأنها موهوبة، فقام بتأليف وتلحين مونولوج خاص بها، وبعدها أدخلها مسابقة مواهب في ملهى الأوبرا، لتقدم المولونوج الذي أبهر الجميع، وكان من بين الموجودين ​الملك فاروق​.
كان الفنان أنور وجدي من بين الحضور، وإنبهر بها ووقع عقد إحتكار مع والدها، على أن تتقاضى ألف جنيه عن كل فيلم، وقام أنور وجدي بالإستعانة بمدرب الرقص إيزاك ديكسون، والذي عمل في العديد من الأفلام المصرية، من أجل تدريب "فيروز"، وقد قام بتغيير حرف من إسمها ليصبح فيروز بدلا من بيروز، وكان من المفترض أن يكون الفيلم الأول من إنتاج مشترك بين أنور وجدي والموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي خشي من أن يخوض التجربة ويراهن على طفلة صغيرة لا تتقن سوى الغناء في نظره، فقرر أنور وجدي أن يخوض المغامرة وحده، وعاشت فيروز فترة مع أنور وجدي في منزل الممثلة ليلى مراد، زوجته في ذلك الوقت.

 عام 1950 كانت فيروز قد قدمت أول أفلامها "ياسمين"، وكانت البطلة الرئيسية بالرغم من مشاركة ​مديحة يسري​ و​زكي رستم​ وأنور وجدي، وقد راحت بطولة العمل لمديحة يسري، بعد رفض فاتن حمامة، التي لم تشارك في الفيلم، بعد أن وجدت البطولة الرئيسية لفيروز، التي كانت تبلغ من العمر وقتها سبع سنوات، وقام أنور وجدي بدعوة الأطفال لحضور حفل العاشرة صباحاً، ووعد بتوزيع الهدايا في السينما ليحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.

ورفضت فيروز تصوير أول مشهد، وقالت إن السبب وراء ذلك أنها كانت ترتدي فستاناً "مقطوع" ممزقاً مما جعلها تنزعج، خصوصاً أن المشهد الذي تم تصويره قبله كان عن أطفال يرتدون ملابس فخمة، إلا أن أنور وجدي شرح لها السبب، وبعدها بعام قدمت ثاني أفلامها "فيروز هانم"، ثم فيلم صورة الزفاف قبل أن تقدم "دهب" في عام 1953، والذي قدمت خلاله رقصات قلدت فيها كبار النجمات وقتها، وكانت قد وصلت للعاشرة من عمرها.

لقبت فيروز في ذلك الوقت بـ"شيرلي تمبل" الأميركية، التي إشتهرت بتمثيل أفلام الأطفال في الثلاثينيات، وفي العام نفسه لفيلم "دهب" 1953، كان الإنفصال بين فيروز وأنور وجدي، بعد خلاف حدث بينهما ليقرر والدها إنتاج افلامها، وبالفعل قدم لها فيلم "الحرمان" مع شقيقتها نيللي، لكن العمل لم يحقق نجاحاتها السابقة نفسها، وبعدها قدمت أيضاً فيلم "العصافير الثلاثة"، وشاركت فيه شقيقتيها نيللي وميرفت.

توقفت فيروز بعد فيلم "عصافير الجنة"، الذي قدمته في العام 1955 لمدة 3 سنوات، قبل أن تقرر العودة بعدها، وقد أصبحت شابة مراهقة فشاركت في فيلم "أيامي السعيدة"، لكنها لم تحقق النجاح المتوقع، فقد تغيرت ملامحها بعد أن كبرت، وبعدها قدمت "​إسماعيل ياسين​ للبيع" و"إسماعيل ياسين طرزان" في عام 1958، وبعدها بعام خاضت آخر فيلم ظهرت فيه وهو "بفكر في اللي ناسيني" مع ​هند رستم​، لتقرر الإعتزال وهي في عمر السادسة عشر، وشاركت بشكل بسيط في مسلسل درامي عام 1971.

أثناء عملها مع الممثل إسماعيل ياسين، تعرفت على الممثل ​بدر الدين جمجوم​، الذي طلب منها الزواج وقبلت، وقد شجعها زوجها على الإعتزال والتركيز على الأسرة، وأنجبت منه "أيمن" و"إيمان"، وإستمر زواجهما ثلاثين عاماً، قبل أن يتوفى زوجها، وكان أخر ظهور لها في عام 2001 خلال تكريمها من ​مهرجان القاهرة السينمائي الدولي​.

وتوفيت فيروزعن عمر ناهز الـ72 عاماً، بعد معاناة مع مرضي الكلى والكبد، وعلى الرغم من أنها أرمينية إلا أن العزاء أُقيم في مسجد الحامدية الشاذلية فهى أول مسيحية يقام لها عزاء داخل مسجد، وهذا ما أثار الجدل وقتها، ولكن في تصريحات لنقابة المهن التمثيلية، فقد بررت الأمر بأن أبناءها مسلمون.

وكان زوجها الفنان الراحل بدر الدين جمجوم، وهو مصرى مسلم من أصل فلسطينى، وأحبها خلال عملهما في فرقة إسماعيل ياسين، وتزوجها دون أن يطلب منها اعتناق الإسلام، وتركها تمارس عقائدها الدينية على حريتها، وكان يصطحبها للكنيسة لأداء الصلوات وطقوس العبادة، بينما كانت ترافقه فى زيارته لمسجدى السيدة زينب والحسين.