الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دراسة أمريكية: إساءة فهم الوجوه تُصعِّد عدوانية مرضى ثنائي القطبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة طبية جديدة أن المراهقين المصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب يسيئون فهم تعبيرات الوجوه على انها عدائية، ويظهرون ردود فعل عصبية حادة لدى التركيز على الجوانب الانفعالية لوجوه حيادية.

تقدم الدراسة المؤشرات الأولى عن الاليات الأساسية لثنائيات (نوبات) الهوس والاكتئاب التي تمزق الصداقة والحياة الاسرية، وتعطل التحصيل الدراسي، لدى نحو واحد بالمائة من الأطفال.

واظهرت صور مسح الدماغ أن مركز الخوف لوزة الدماغ (اميغدالا) اليسرى وما يتصل بها من بنى، كانت أكثر نشاطا لدى المراهقين المرضى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب مقارنة بالمراهقين الاصحاء، عندما طلب من المجموعتين تصنيف عدائية وجه محايد انفعاليا، مقابل سمة غير انفعالية مثل عرض الانف.

ووجد باحثون من المعهد القومي الاميركي للصحة العقلية في برنامج "اضطرابات المزاج والقلق" التابع لمعهد الصحة العقلية أنه كلما اساء المرضى فهم الوجوه على انها عدائية، كلما اشتعلت اللوزة اليسرى شعورا بالخوف.

وربما يساعد هذا القصور في استيعاب طبيعة الوجوه على تفسير بؤس المهارات الاجتماعية، والعدوانية، وسرعة الاستثارة التي يتسم بها أطفال الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

اختلال نمو الدماغ
لاحظ الباحثون أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يكون أكثر حدة لدى الأطفال المرضى به، مما يتيح نافذة أوضح للنظر في العملية (الالية) الأساسية للمرض لدى حالات الأطفال المبكرة مقارنة بالكبار.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأطفال المرضى يتوهمون انفعالات عاطفية حيث لا يراها الاخرون.

كذلك تؤشر النتائج على أن اصل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ياتي غالبا من اختلال نمو بعض دوائر معينة في الدماغ، كما هو متصور حدوثه في حالة الفصام (شيزوفرانيا)، وغيره من الأمراض العقلية.

وقد بينت دراسات تستخدم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي أنه -خلافا لحالات الكبار المرضى بالاضطراب الوجداني- كانت لوزة الدماغ لدى الأطفال المرضى دائما اصغر حجما مقارنة باترابهم الاصحاء.

وكان الباحثون قد وجدوا مبكرا أن أطفال الاضطراب الوجداني يتحيرون في فهم حقيقة انفعالات الوجه، ويواجهون صعوبة في تنظيم انتباههم لدى شعورهم بالاحباط.

فروق انفعالات
وباستخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي، قام الباحثون بقياس نشاط الدماغ لدى 22 طفلا مريضا بالاضطراب الوجداني، و21 من الاصحاء، لدى قيامهم بتصنيف انفعالات الوجوه.

وبجانب لوزة الدماغ (اميغدالا)، وجد الباحثون أن اجزاء أخرى من دائرة تنظيم الانفعالات -في الدماغ- كانت في حالة نشاط مفرط لدى المرضى، مقارنة بزملائهم الاصحاء، خلال المهام الانفعالية.

صنف المرضى انفسهم "أكثر خوفا"، وصنفوا الوجوه المعروضة عليهم "أكثر عدائية"، مقارنة بزملائهم الاصحاء. لم تختلف المجموعتان في تصنيف سمة عرض الانف، ما يؤكد أن الفروق كانت محصورة باتجاه فهم وتمثل العمليات الانفعالية.

ويرى مدير معهد الصحة العقلية الدكتور توماس انسل أن العثور على سمة مميزة في صور الدماغ أكثر انتقائية ودقة من المعايير الاكلينيكية الراهنة يتيح خطا بحثيا يساعد على صقل تعريف اضطراب الطفولة ثتائي القطبية.

ويتابع فريق بحث المعهد الدراسات التي اجريت بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي للأطفال المرضى بانواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وللأطفال الاصحاء المعرضين وراثيا لمخاطر الإصابة بالمرض، للنظر فيما إذا كان لديهم أيضا نشاط مفرط في مركز الخوف بالدماغ.

يذكر أن نتائج الدراسة نشرت الأسبوع الماضي بـ "فعاليات الاكاديمية الوطنية للعلوم"، واتاحت خلاصتها معاهد الصحة القومية.