الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

7 سنوات في خندق الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما يُكتب تاريخ الصحافة المصرية والعربية ومحاولات صناعة صحافة مختلفة، ستتوقف سطوره كثيرا أمام عدد من التجارب الرائدة قديما وحديثا في عالمنا الناطق بالعربية، وإذا كانت صفحات التاريخ ستذكر بالتأكيد مبادرات الرواد الأوائل في منذ الثلاثينيات وحتى بدايات الخمسينيات، فإنها ستتوقف أمام تجارب الجيل الثاني أمثال الأساتذة على ومصطفى أمين، وتجربتهما في أخبار اليوم، والسيدة فاطمة اليوسف ومشروعها في روز اليوسف، كأبرز مشروعات الصحافة المستقلة، ومن المؤكد أن هذه الصفحات ستتوقف أكثر أمام تجارب الجيل الثالث من الرواد الذين بادروا بخوض معركة تأسيس صحافة جديدة تحاول الخروج من أسر المانشيت الواحد والغلاف الموحد.

ولعل تجربتى الأساتذة عصام فهمي في «الدستور»، وعماد الدين أديب في «العالم اليوم»، كانتا مثالا واضحا على ذلك، ومع مرور الوقت كان قد تدفق في النهر الصحفي مياه كثيرة ووسط أجواء تهدد وحدة الوطن المصري وغيوم ألقت بظلالها على الأمن القومي العربي وباتت تهدد كيانات الأوطان ووجودها، ظهرت محاولة رائدة ومختلفة في الهدف والرؤية، على الساحة الصحفية والسياسية المصرية والعربية، فكان ميلاد جريدة «البوابة» اليومية وموقعها الإلكتروني، والتي خرجت من رحم أحد أهم مراكز الدراسات الفكرية في عالمنا العربي، قاد هذه المبادرة وتحمل آلام وآمال وجودها الكاتب والمفكر البارز الأستاذ عبد الرحيم على، أحد المرابطين في خندق الدفاع عن الفكر المستنير، وأحد أبرز الصحفيين من جيل الوسط في بلاط صاحبة الجلالة.

بسجل حافل يمتلأ، بمواقف صحفية وسياسية تتصدى لأفكار التطرف والظلام ودراسات معمقة وخبرة سنوات تكشف مخططات التنظيمات الإرهابية، أطلقت "البوابة" الجريدة والموقع نيران أضوائها الكاشفة ضد كل من يحاول عودة أفكار القرون الوسطى لمجتمعاتنا العربية وحملت رسالة التنوير لمجتمع ناهض ومتقدم ساعية لحوار وطني وقومي يصون وحدة كل قطر عربي في إطار تعاون وترابط يتصدى لجماعات الإرهاب والتقسيم الطائفي، ويحقق ويتجاوز خلافات الماضي ويعمق من جديد أواصر العلاقات العربية التي تعمد البعض تمزيقها.

سبع سنوات من عمر «البوابة» خاضت «البوابة» ورئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها عبد الرحيم على معارك الدفاع عن الوطن المصري والعربي بثوابت لم تتغير في فكر مشروعه الوطني والقومي والإنساني:

- أصبحت «البوابة» منبرا للمدافعين عن الدولة المصرية والأمن القومي المصري والعربي.

- انحازت بوضوح لأفكار التقدم والاستنارة ومشروع التضامن العربي.

- تحولت بالقلم والحوار والفكر لحائط صَدّ ضد كل عصابات الإرهاب والتطرف مهما كان لونه أو رأيته.

- فتحت أبوابها لكل الأقلام والأفكار من كل الأجيال والأقطار العربية فأصبحت نافذة لكل فكر حُرّ مستنير.

لم تكتفِ «البوابة» بنافذة واحدة ناطقة ومكتوبة باللغة العربية بل أزهرت بمواقع أخرى باللغات الإنجليزية والفرنسية وغيرها.

وفي تطور لافت وضمن مشروع عبد الرحيم على الحالم بإعلام عربي يخاطب عقل العالم الغربي أسس مركزا للدراسات السياسية والفكرية في العاصمة الفرنسية باريس، استطاع خلال سنوات قليلة تغيير نظرة المفكرين والإعلاميين الفرنسيين تجاه العديد من القضايا العربية ومنها الموقف من جماعات العنف والإرهاب وأهمية التعاون بين الأقطار العربية ودول القارة الأوروبية للتصدي لهذا الخطر المشترك.

لم تكن «البوابة» مجرد مطبوعة في سوق الصحافة والإعلام، بل كانت ولا تزال وستظل رسالة وطنية وقومية، مرابطة في خندق الدفاع عن الوجود العربي والمصري حتى تظل رايات النهضة والبناء والسلام ترفرف في سماء الوطن الكبير الذي حاولت غربان الظلام اختطافه.