السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى الفاو حول عمالة الأطفال

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وجه قداسة البابا فرنسيس اليوم ٢ نوفمبر رسالة إلى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، لمناسبة افتتاحها لقاءً عالميا رفيع المستوى حول القضاء على عمالة الأطفال في الزراعة. وأكدت الرسالة التي تحمل توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الشكر للمنظمة على تنظيمها هذه المبادرة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وذلك للفت الانتباه إلى ظاهرة مثيرة للقلق بشكل متزايد خاصة حين تأخذ أشكال استغلال.

 وتحدثت الرسالة عن عمالة الأطفال باعتبارها ظاهرة تجرح بقسوة العيش الكريم والنمو المتناغم للأطفال وتضع حدودا لفرص المستقبل وتصيب حياتهم من أجل سد احتياجات البالغين الإنتاجية الساعية إلى الربح. 

وأشارت الرسالة إلى أن الجائحة قد جعلت أعدادا متزايدة من القاصرين يتركون الدراسة ليسقطوا في مخالب هذا الشكل من العبودية. ويشكل التغيب عن المدارس بالنسبة لأخوتنا الصغار هؤلاء، حسب ما واصلت الرسالة، لا فقط فقدان الفرص للتمكن من مواجهة تحديات البلوغ، بل وأيضا الإصابة بالأمراض لحرمانهم من حق الصحة بسبب الظروف الكريهة التي يجبرون فيها على القيام بأعمال تُطلب منهم بجبن.

ثم توقفت الرسالة عند قطاع الزراعة الذي يتمحور حوله اللقاء وأشارت إلى أن حالة الطوارئ هنا هي أكثر إثارة للقلق، حيث يتحمل الآلاف من الفتية والفتيات ثقل العمل الشاق في ظروف سيئة، ويعانون من سوء التغذية والتعدي والتمييز. ويزداد الأمر ألما حين يضطر الآباء إلى إرسال أبنائهم إلى العمل لأنه بدون إسهام هؤلاء الصغار لا يمكن إعالة الأسرة.

نقلت الرسالة بعد ذلك رجاء الأب الأقدس أن يطلق هذا اللقاء صرخة تطالب الأطراف الدولية والوطنية بالدفاع عن صفاء وسعادة الأطفال. وأكدت الرسالة أن حماية الأطفال تعني احترام مرحلة نموهم وأن تنعم هذه البراعم الرقيقة بظروف ملائمة لتتفتح وتزهر. ويعني هذا أيضا توفير الوسائل لمساعدة عائلات صغار المزارعين كي لا تضطر إلى إرسال أبنائها إلى العمل في الحقول لتحسين مداخيلها المنخفضة التي لا تسمح بحياة كريمة. حماية الأطفال تعني من جهة أخرى العمل على أن تُفتح أمام القاصرين آفاق تشكلهم كمواطنين يتميزون بالحرية والنزاهة والتضامن.

توقفت الرسالة أيضا عند أهمية نظم قضائية عادلة وفعالة على الأصعدة الدولية والوطنية تحمي الأطفال من العقلية التكنوقراطية الضارة المهيمنة. شددت الرسالة من جهة أخرى على    ضرورة أن تتضاعف أعداد الأشخاص والجمعيات الذين يبذلون الجهود كي يترك السعي إلى الكسب بلا حدود، الذي يحكم على الصغار بالاستغلال في العمل، المكان لمنطق العناية. 

 

ويتطلب هذا الإدانة والتربية والتحسيس كي يتمكن مَن لا يترددون عن استغلال الطفولة في أعمال لا تُحتمل من النظر بشكل أكثر بعدا وعمقا لينتصروا على الأنانية والاستهلاك بشكل يفترس الكوكب ينسى أن موارد الأرض يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

ثم ختمت الرسالة التي تحمل توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أننا إن كنا نريد لمجتمعنا أن يتمتع بالكرامة التي تمنحه النبل وأن تكون الغلبة للحقوق فعلينا أن نضمن لأطفالنا وشبابنا حاضرا بدون استغلال في العمل. وسيكون هذا ممكنا فقط من خلال العمل المشترك كي يحافظوا على أحلامهم وينموها، وكي يلعبوا ويتربوا ويتعلموا، وستكون هذه خطوة نحو مستقبل مشرق للعائلة البشرية. ثم جددت الرسالة التزام الكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها كي لا تكف الجماعة الدولية عن الكفاح بعزم ضد آفة استغلال القاصرين في العمل، وأكدت استمطار البابا فرنسيس بركات الله كلي القدرة على جميع من يبذلون الجهود من أجل تحرير الأطفال والشباب من الشدائد.