الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الضربة الجوية في أكتوبر وآثارها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اشتركت حوالي ٢٠٠ طائرة مصرية من المقاتلات والقاذفات المقاتلة في الهجمة التاريخية الأولى للقوات الجوية العربية على أهداف إسرائيلية، وقامت بدك مطارات العدو في سيناء بما فيها من طائرات وقصف مراكز القيادة والتوجيه ومراكز الإعاقة والشوشرة والتوجيه الإلكتروني ومراكز قيادة العدو داخل سيناء ومواقع الرادار وصواريخ هوك أرض - جو، وحققت الطلعة الجوية هدفها وأحدثت ما يسمى بالتعبير العسكري تمزيق لشبكة الدفاع الجوي الإسرائيلي والتي أصبحت بحاجة إلى قطع غيار وصيانة شاملة عملت القوات الجوية على منع إتمام هذه الصيانة طوال فترة الحرب. 
كما قامت أسراب طائرات الهليكوبتر بإبرار قوات الصاعقة في عمق سيناء وعلى طول المواجهة وبتركيز خاص عند المضايق وطرق الاقتراب في وسط سيناء وعلى طول خليج السويس مما كان له عظيم الأثر على نجاح عملية العبور، حيث تمكنت طائرات الهليكوبتر من منع وصول احتياجات العدو إلى جبهة القناة في الوقت المناسب بجانب مهاجمة خطوط إمداد ومواصلاته الخلفية مما أعطى فرصة كافية لقواتنا لإتمام عملية العبور وإنشاء الدفاعات على الضفة الشرقية للقناة وتحسين أوضاعها. 
فقد كانت قوات المشاة التي عبرت القناة في موقف حرج للغاية أثناء هذه المرحلة لأن عملية إنشاء الكباري والمعابر لم تكن قد اكتملت بعد، وبالتالي لم يتم عبور المدرعات والمدفعية والمعدات الثقيله وكانت قوات المشاه تقف وحدها في مواجهة العدو وأسلحته الثقيلة وعند إذ قامت القوات الجوية بمهاجمة قوات العدو ومدرعاته عند مناطق رؤوس الشواطئ التي وقع الاختيار عليها الأمر الذي مكن قواتنا من إنشاء هذه الرؤوس الحيوية تمهيدا لعبور المدرعات والأسلحة الثقيلة  وحماية قواتنا في مناطق رؤوس الشواطئ وتوسيع هذه الرؤوس وفي نفس هذه المرحلة قامت قواتنا الجويه مره اخرى بمهاجمة مطارات العدو في سيناء للحد من تأثيره وفاعليته على قواتنا أثناء هذه المرحلة الحاسمة. 
كما اشتبك الطيارون المصريون بطائرات الميج مع طائرات الفانتوم التي كانت تعتبر أقوى طائرة قتال في العالم وانتصرت عليها في أماكن عدة منها في الدفاع عن مدينة بورسعيد والهجوم على القوات الإسرائيلية في منطقة الثغرة  وفي صباح ٧ أكتوبر بدأ العدو في محاولة تنفيذ ما فعله في يونيو ١٩٦٧ فأرسل ٦٨ طائرة فانتوم وسكاي هوك على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر الأبيض المتوسط وعندما وصلت أمام ساحل الدلتا غيرت اتجاهها جنوبا لتهاجم قواعدنا الجوية وضرب مطاراتنا العسكرية في محاولة لإخراج قواتنا الجوية من المعركة وبالفعل تم رصد هذه المحاولة واعترضتها مقاتلاتنا وأجبرتها على الانسحاب في اتجاهات ومسارات الدفاع الجوي المصرية لتتساقط الطائرات الإسرائيلية معلنة فشل المحاولة وتقدم للجانب الإسرائيلي درسا محتواه أن ما حدث سنة ١٩٦٧ لن يتكرر مرة أخرى ولكن العدو لم يستوعب هذا الدرس سريعا بل ظل يحاول عدة مرات تنفيذ خطته الفاشلة. 
بذلك يمكن القول أن القوات الجوية المصرية استطاعت أن ترد لإسرائيل ما فعلته بنا صباح الخامس من يونيو ١٩٦٧ لم تتغني قيادتنا السياسية بهذا العمل كما فعلت القيادة السياسية الإسرائيلية والتي صورت ضربتها الجوية لنا سنة ١٩٦٧على أنها من المعجزات العسكرية بل نظرت القيادة المصرية لضربتنا الجوية عام ١٩٧٣ على أنها عمل عسكري جيد تم التخطيط له بدقة شديدة ليقدم درس نموذجي للهجوم الجوي في المعارك العسكرية عاشت مصر وعاش جيشها العظيم.