الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أبطال لا تعرفونهم.. العميد محمود أبوالمعاطي.. حارس قاعدة الصواريخ.. «لازم تخافوا على بلدكم.. لو ضاعت هنضيع»

العميد محمود أبوالمعاطي
العميد محمود أبوالمعاطي قائد فصيلة ميكانيكا فى حرب أكتوبر،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

البطل للمصريين: لازم تخافوا على بلدكم.. لو ضاعت هنضيع»

تزخر صفحات البطولة التى سطرها المقاتل المصرى فى حرب العزة والنصر في السادس من أكتوبر 1973، بالعديد من القصص التى تلهم الأجيال، وستظل مصدر فخر للأمة، فحكايات الفداء والتضحية لأبطال القوات المسلحة يتغنى بها الجميع، وكلمات الثناء والشكر لا تكفيهم، فهم خير أجناد الأرض، وهم من ضحوا بالغالى والنفيس من أجل وطنهم، أبطال لا يهابون الموت، ويرفعون شعار النصر أو الشهادة، أما الهزيمة فلا تعرف لهم طريقًا، وهذا هو حال العسكرية المصرية التى أثبتت، وما زالت أن وطنيتها وولاءها للشعب فى المواقف المصيرية، وأكدت القوات المسلحة صلابتها واستعدادها القتالى فى مواجهة الأحداث الداخلية والمؤامرات الخارجية. وتحتفل مصر هذه الأيام بمرور 48 عامًا على انتصارات السادس من أكتوبر، ذكرى غالية على قلوب المصريين، ذكرى الانتصار العظيم الذى سيظل محفورًا فى وجدان كل مصري، ليدعونا للفخر بالعسكرية المصرية التى رفعت أعلام النصر، وأنجزت بالإيمان والقوة والروح أسمى عمل عسكرى فى تاريخ مصر والأمة العربية.

وفى هذه الذكرى الغالية، تعرض «البوابة نيوز » نماذج لأبطال مصر، لا يعرفهم الكثيرون، ولم يسمعوا أو يقرأوا عنهم كثيرًا، ومن هنا قررنا تسليط الضور عليهم، لنؤكد أن أبطال مصر فى العقل والقلب والوجدان. ومن هؤلاء الأبطال، العميد محمود أبوالمعاطي، قائد فصيلة ميكانيكا فى حرب أكتوبر


«خلي بالكم من مصر، اوعوا تقلدوا أي حاجة وتقتنعوا بأي حاجة، واعرفوا إن بلدكم هي السند، ولو ضاعت هنضيع، لازم تخافوا عليها، ومتصدقوش أي حاجة تتقال على شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة وشغل دماغك ومخك»، بهذه الرسالة بدأ العميد محمود أبوالمعاطي، قائد فصيلة ميكانيكا فى حرب أكتوبر، حديثه عن كواليس حرب أكتوبر والاستعدادات لها عقب هزيمة ٦٧، قائلًا إن الاستعداد لحرب أكتوبر بدأ عقب هزيمة ٦٧، والتى تلتها مجموعة من التدريبات الشاقة على كافة المستويات بدءً من الضباط وصف ضباط والجنود، كانت التدريبات على الرماية والسواقة وعدد من التدريبات التكتيكية والعبور على الموانع المائية.
وتابع: «أنا كنت في كتيبة ٢٦١ مشاه ميكانيكي الفرقة الرابعة مدرعات وفي يوم ٢٩ سبتمبر قبل الحرب بأسبوع، قائد الكتيبة عقد معنا مؤتمرا وراجع معنا خطة الفرقة واللواء والكتيبة، واعتبارًا من يوم ١ أكتوبر كلفت أنا وكتيبتي بالتحرك إلى منطقة أبو طلح من أجل تأمين قاعدة الصواريخ ٥٦ و٥٧، وظللنا في هذه المنطقة من يوم ١ حتى يوم ١٠ أكتوبر».
واستطرد: «في اليوم الجمعة ٥ أكتوبر تحدثت مع قائد الكتيبة خلال مروره وقولت له إن شاء الله يا فندم بكرة الحرب، قالي لي بتقول بكرة ليه، فقولت له علشان بكرة السبت ده يوم السكون عند اليهود، فضحك وسكت، بالفعل يوم ٦ أكتوبر الساعة ١٢ الظهر، مرت علينا سيارة جيب بها رائد يعطى لنا تعليمات بمرور طيران في تمام الساعة ٢ إلا خامسة، والساعة ٢ ظهرًا تبدأ المدفعية تتعامل وتبدأ الحرب، وبالفعل مر الطيران وعاد مرة أخرى دون أي خسائر، وظللنا في هذا المكان حتى يوم ١٠ أكتوبر ثم عودنا إلى الكتيبة مرة أخرى، بعد يوم ١٦ أكتوبر وصل لنا بلاغ بتسلل عدد من دبابات العدو، ويوم ١٨ أكتوبر استدعاني قائد الكتيبة وأبلغني بالتحرك أنا والكتيبة على الكتيبة ٢٠٩، ولم أجد أحدا هناك غير جندي فسألته أين الكتيبة ٢٠٩، قالي لي تحركت الآن، فلم أجد حالًا من أجل الالتحاق بهم إلا الذهاب على أثر الدبابات بعد سير ٣٠ كيلو وجد نقيب من الكتيبة، فقولت له أنا جاي أدعم معاكم».
وتابع: «وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا، رأيت كم دبابات من إسرائيل قادم علينا، وبدأ بالفعل التعامل مع الدبابات، فوجئنا بهجوم صواريخ علينا، وتعاملنا معهم، وفي اليوم الثاني تجدد الاشتباك معانا بالدبابات والمدفعية وضرب بالطيران، واستمر الوضع حتى يوم ٢٣ أكتوبر حتى جاء قرار من قائد الجيش، تجميع الفرقة الرابعة بالكامل من أجل فتح طريق مصر السويس بالقوة».
واستكمل: «وأنا في الطريق العودة جاءت تعليمات بالانضمام إلى الكتيبة ٢٠٧، وصلنا إلى مدق ١٤، اعترضتنى الشرطة العسكرية التي منعتني من الانضمام للكتيبة ٢٠٧ بسبب حدوث اشتباك، وكان يوجد ثلاث كتائب ٢٠٧ و٢٠٨ و٢٠٩ اشتغلت على مواجهة ٧٠ كيلو وهذا أمر لم يحدث من قبل، وفي يوم ٢٣ أكتوبر ليلًا انضمت على الكتيبة ٢٠٧، واستمرت الاشتباكات مع العدو لعدة أيام حتى توقفت، بدأنا نحسن من تواجدنا، كلفونا بتأمين بند وزر بيحفر حفر من المناطق العالية، وظللنا أسبوعا ذهاب وعودة، واكتشفنا خلال السير أننا كنا نسير على ألغام دبابات كل يوم نمر عليها، إلا أننا كنا نسير بسيارة أخف حجما من الدبابة لذلك لم نشعر بالألغام، وظللنا في هذا المكان حتى استقرار الأوضاع».
وأضاف: «تم تجميع الكتيبة ورجعنا إلى نقطة التمركز بعد انسحاب الإسرائيليين من الثغرة، وذلك بناء على خطة من السادات، والتي أجبرت الإسرائيليين على الانسحاب من تلك المنطقة، بدأ الإسرائيليين الانسحاب تدريجيًا حتى وقعت اتفاقية السلام».

وعن عبور خط بارليف، قال إن الحزن كان يخيم علينا لرغبتنا في المشاركة مع زملائنا، ولكن لم نكن نعلم بأن الله يختار لنا الأفضل من خلال مهمة أكبر من ذلك في منع العدو الدخول إلى القاهرة والإسماعيلية، بالقوة والعزيمة، وفي نهاية شهر أكتوبر تم استدعائي ومعي ٣ جنود من مهرة الرماية من أجل التواجد في ميدان الرماية في القاهرة من أجل أخذ فرق في الرماية على بندقية اسمها دراجنوف روسي، وعقب انتهاء التدريب قمت بالذهاب إلى أهلي من أجل الاطمئنان عليهم.
وتابع: «بعد انتهاء الحرب، انتقلت إلى وحدات كثيرة منها مركز تدريب حرس الحدود، وكتيبة حرس الحدود في سيوة، وفوج حرس حدود في مطروح ومصر، ومرورًا رئيس عمليات حرس الحدود في سيناء، ثم قائد ثاني كتيبة ثم قائد كتيبة حرس حدود، حتى وصلت إلى قائد مدرسة حرس الحدود، وانتهيت خدمتي في شهر يناير ١٩٩٩، وكان عمري ٥٠ سنة».
وقال: «أنا دائمًا أحكي لأولادي عن حرب أكتوبر وحجم التضحيات من أجل مصر، وأنا مربي أولادي على الاقتناع، والوعي، وحب الوطن والتضحية من أجله».