السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جدي الصالح .. ووجه المشرق بعد صعود روحه إلى خالقها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحل جدي بعد 3 أعوام من المرض الشديد، حيث أصيب بجلطة أثرت على كامل جسده، ولكنه كان صابرًا محتسبًا، حامدًا الله على هذا الابتلاء، ولمَ لا فقد حافظ طيلة حياته على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحتى تخطى الـ 80 عاما لم يترك صلاة الفجر جماعة في المسجد، وظل لسانه رطبا بذكر الله إلى أن لقي الله بقلب سليم .
توفيت ابنته التي كانت في خدمته قبل ثلاثة أشهر من وفاته بشكل مفاجئ، وبعدها مباشرة توفي أحد أقاربه المقربين جدا إلى قلبه، وحزن عليهم حزنًا شديدا ولكنه كان راضيا بقضاء الله وقدره. 
لم يختلف أحد على طيبة جدي الشديدة، فدائما ما كان مساعدًا للآخرين بدون مقابل ابتغاء وجه الله، وكان متبسمًا في وجه الجميع، حيث أحبه كل من عرفه من أقاربه ومعارفه وأصدقائه، وكل من تعامل معه، فعلى مدار عمري الـ 32 عاما، لم أرَ جدي الحاج محمد عبد الحميد يظلم أحدًا أبدًا فقد كان سمحًا صاحب قلب نقي، لا يعرف الظلم أو الحقد أو الكره.

عظم جدي قيمة العمل والكفاح باعتباره خليفة الله في تعمير الأرض، فكان دائما متحمسًا للعمل  في أرضه التي اشتراها من تعبه وكده وبمساعدة جدتي، إلى أن تركها لأولاده من بعده، وحتى وهو كبير في العمر لم يجلس في بيته ولكنه كان دائما في الحقل يزرع ويحصد حتى يكفي  أولاده وأحفاده.

بعد صعود روحه إلى خالقها وإخراجه من المستشفى ليل الأربعاء 21 سبتمبر، ظل في بيته ليلقي الوداع الأخير على أهل بيته وأحبابه قبل أن يدفن بعد صلاة الظهر، ظللت بجانبه على فترات من الليل ووجدت وجهه مشرقا مبتسما، وكأن شقاء وتعب الدنيا والمرض ذهب إلى غير رجعة، مستبشرا بلقاء الله، فتذكرت قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ".

رحمة الله عليك يا جدي، لقد كان مشهد جنازتك عظيما يشرح القلب، والله لن يعوض غيابك شخص آخر،  فقلما يجود الزمان برجل مثلك، ستظل حيًا في قلوبنا إلى أن نلتقي إن شاء في جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.