الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وتحقق حلم «حياة كريمة»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كُنت في استاد القاهرة حاضرًا المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة" وهو المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى، كانت فكرة وها هى تتحقق على أرض الواقع، كانت حلم بعيد المنال وها هو يتحقق أمامنا، كنا نتمنى نظرة من الدولة لأهالينا في القرى وها هى الدولة تهتم وترعى وتُخطط وتنفذ الخطط وترسم البسمة على وجوه أهالينا، كنا في القرية لا نجد من يسمع صوتنا وصُراخنا والنتيجة كانت صفرا كبيرا ولا مُستجيب، كانت القرية المصرية لا تجد من يحنو عليها ولا تجد من يطبطب على أهاليها ولا تجد من يعالج مرضاها ولا من يستفيد من طاقات شبابها ولا من يحتوى شيوخها الأفاضل، كان المرض ينهش في جسد رجال ونساء القرى والدولة يدها قصيرها أو بصريح العبارة: عاجزة أو مُقصرة أو كليهما.

.. كانت أوضاع القرى في مصر لا تخفى على أحد، فلا أحد يسأل عن شبابها ويحل مشكلاتهم ولا أحد يداوى مرضاها.. فقد عانت القرى الأمرين من التجاهل، المدارس مُهملة، الطرق عفا عليها الزمن، الوحدات الصحية ضعيفة، مراكز الشباب لم تتطور منذ أكثر من ثلاثين عامًا، القمامة تملأ الشوارع، المستشفيات تعانى، بلا وسائل نقل وبلا صرف صحى وبلا مكاتب خدمات حكومية، الترع والمصارف مسدودة ولم تصل لها يد الدولة، والبطالة وصلت أعلى المستويات.

.. عاش صاحب فكرة تطوير الريف المصرى، عاش من قرر التصدى لأحوال معيشية ضنك في القرى المصرية وخاض التحدى ورسم الابتسامة على شفاه (٥٨٪) من عدد سكان مصر، عاش من قرر الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأسر الأكثر احتياجًا في القرى المصرية، عاش من قرر تمكين الريف من الحصول على كافة الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل وتعظيم قدراتها الإنتاجية بما يسهم في تحقيق "حياة كريمة" لهم، عاش من قرر تنظيم صفوف المجتمع المدنى وتعزيز التعاون بينه وبين كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وتوحيد الجهود التنموية، عاش من قرر التركيز على بناء الإنسان والاستثمار في البشر في القرى، عاش من قرر الاستفادة من قدرات ومهارات الكوادر في الريف وخاصة الشباب والعمل على مشاركتهم في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وعاش من قرر التدخل العاجل لتحسين الظروف المعيشية والحياة اليومية للقرى المصرية.

.. شملت مبادرة "حياة كريمة" تطوير (٤٥٨٤) قرية في (١٧٥) مركزا بإجمالي ( ٢٩٤٠٠ ) تابع بين "نجع وكفر وعزبة" من تدخلات مباشرة وغير مباشرة تستهدف كافة مناحي الحياة مع مراعاة الاستدامة وبتكلفة إجمالية بلغت (٧٠٠) مليار جنيه.. فأهالينا في القرى هم أولي برعاية الدولة لهم، هم في حاجة لبنية تحتية وتنمية بشرية والعناية بالرى والزراعة والتموين، يحتاجون لمستشفيات متطورة وقد سعدت حينما قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إنه سيتم توفير سيارات إسعاف وسيارات مخصصة لعمل الإشاعات والتحاليل الطبية التى تحتاجها الحالات الطارئة والسريعة.

.. كل هذا لم يكن ليتحقق إلا بإرادة من الرئيس السيسي الذى قال خلال كلمته: كان تطوير الريف المصرى حلما يراودنى، سعى الرئيس السيسي إلى الاهتمام بالريف من وجهة نظرى هو مشروع قومى سيكتب له وسيذكر التاريخ أن الريف المصرى نال في عصر السيسي ما لم ينله في عصور سابقة.. الاهتمام بالريف حق علينا كلنا، المدارس سيتم تطويرها والطرق سترفع كفاءتها والوحدات المحلية ستقلب صفحة الماضى وستتحرك لخدمة المواطنين والمستشفيات ستُنهى فترة سيئة من عمرها وستتحول لرعايا وعلاج المواطنين والخدمات ستتوفر والحال المايل سينصلح والمياه النظيفة سيتم توفيرها والصرف الصحي سيتم تعميمه.. لتدخل مصر لعصر العدالة الاجتماعية بحق و"الحياة الكريمة" بحق وهذا ثوابه عند الله عظيم.