الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجنس مقابل الماء.. أدلة تكشف انتهاكات للاجئين بمراكز الاحتجاز الليبية

مخيمات لاجئين
مخيمات لاجئين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يتخيل اللاجئون، الذين فروا من براثن الفقر والجوع، وربما العنف داخل القارة السمراء، فى محاولة للوصول لأوروبا عن طريق البحر المتوسط، أن تكون آخر محطاتهم مراكز الاحتجاز الليبية، التي كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، عن أدلة جديدة على الانتهاكات التى يتعرضون لها هناك.

يأتى تقرير منظمة العفو الدولية، بعد أقل من شهر من إعلان منظمة "أطباء بلا حدود"، تعليق عملياتها فى مركزين في ليبيا، بسبب العنف المتزايد ضد اللاجئين والمهاجرين.

وتقول منظمة العفو الدولية، إن لديها أكثر من ٥٠ رواية جديدة، توثق الضرب المبرح والعنف الجنسى والابتزاز والعمل القسرى فى المراكز، والتى تستخدم لإيواء الأشخاص الذين أعيدوا قسرًا بعد محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

فى التقرير الذى نشر مؤخرا، تزعم الشهادات التي جمعت بين يناير ٢٠٢٠، ويونيو ٢٠٢١، أن الحراس أجبروا النساء على ممارسة الجنس مقابل الماء وأطلقوا النار على المحتجزين، مما تسبب فى وفيات وإصابات، بينما في أحد المراكز، ورد أن الناس كانوا يتضورون جوعا.

زعمت ثلاث نساء أن طفلين محتجزين مع أمهاتهن توفيا بعد أن رفض الحراس السماح لهن بالذهاب إلى المستشفى لتلقى العلاج الطبي العاجل. يُحتجز آلاف اللاجئين والمهاجرين فى مراكز الاحتجاز فى جميع أنحاء ليبيا، والتي تُدار من قبل وزارة الداخلية. 

كانت المراكز فى ليبيا موضع تركيز متكرر لمزاعم عن العنف وسوء المعاملة من قبل هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية. قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الليبية تعهدت بإغلاق مراكز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية التى تنتشر فيها الانتهاكات، لكنها استمرت بلا هوادة فى المراكز التى تم افتتاحها أو إعادة فتحها حديثًا. 

وأضاف التقرير، أنه على الرغم من الانتهاكات الموثقة جيدًا، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تواصل دعم خفر السواحل الليبي لمنع المهاجرين الذين يحاولون الفرار إلى بر الأمان وإعادتهم إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا. 

وبين يناير ويونيو ٢٠٢١، اعترض خفر السواحل الليبى نحو ١٥٠٠٠ شخص فى البحر وأعادهم إلى ليبيا خلال ما وصفوه بـ "مهام الإنقاذ"، بحسب التقرير. كانت هناك عشرات التقارير التى تصف سلوك خفر السواحل الليبى حيث أبلغ المهاجرون عن تعرض القوارب للتلف.

فى بعض الحالات، زُعم أن القوارب تنقلب فى وسط البحر الأبيض المتوسط، حيث يقول معهد الهجرة إن أكثر من ٧٠٠ لاجئ ومهاجر غرقوا فى الأشهر الستة الأولى من عام ٢٠٢١. 

وقال لاجئون ومهاجرون لمنظمة العفو، إنهم رأوا طائرات تحلق فى السماء أو سفنًا قريبة لم تقدم لهم المساعدة قبل وصول خفر السواحل الليبيين.

وقامت وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس بمراقبة جوية فوق البحر الأبيض المتوسط لتحديد قوارب اللاجئين والمهاجرين وقامت بتشغيل طائرة بدون طيار فوق هذا الطريق منذ مايو.

ونفت فرونتكس، باستمرار أى اتهامات بأنها لم تستجب لنداءات الإغاثة، وقالت سابقًا إنها فعلت كل ما كان ممكنًا للوصول إلى القوارب المنكوبة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن القوات البحرية الأوروبية تخلت إلى حد كبير عن وسط البحر المتوسط لتجنب الاضطرار إلى إنقاذ قوارب اللاجئين والمهاجرين المنكوبة.