الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بالأرقام.. التكلفة الاقتصادية للحرب الأمريكية في أفغانستان

الدكتور اسماعيل تركي،
الدكتور اسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

باتت القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي (الناتو) بصدد الانسحاب من أفغانستان، بعد عقدين من الحرب.

في تلك الأثناء تعاود طالبان بسرعة سيطرتها على الأراضي في أنحاء البلاد، وهي الحركة التي جاءت القوات لهزيمتها.

كانت للحرب تكلفتها البشرية، كما كانت لها تكلفة اقتصادية ضخمة تكبدتها الخزانة الأمريكية.

من جانبه قال الدكتور اسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه قد  حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان بعد عشرين عاما من غزوها لافغانستان في أكتوبر ٢٠٠١ وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة بناء علي اتفاق وقع مع قادة طالبان في فبراير ٢٠٢٠
وبالرجوع لتكلفة هذه الحرب التي انتهت كما بدأت نجد ارقام مخيفة أنفقتها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ بدء الحرب فعن حجم القوات الأمريكية التي زادت مع ضخ واشنطن لمليارات الدولارات لمحاربة حركة طالبان، والتي كانت أكبر إعدادها في عام ٢٠١٠الي ٢٠١٢ حيث وصل عدد القوات الي ١٤٠ الف جندي بتكلفة سنوية أزيد من مائة مليار دولار سنويا وانخفض هذا العدد إلى ٤ آلاف جندي بنهاية عام ٢٠٢٠ مع اكتمال الانسحاب هذا الشهر باستثناء عدد بسيط لا يتعدي الف جندي لحماية السفارة الأمريكية ومطار كابل.
إضافة إلي أعداد كبيرة من المتعاقدين الأمنيين الذين يعملون لحسابهم الخاص، والذين يعملون لصالح الولايات المتحدة في أفغانستان، وصل إلي ٧٨٠٠ متعاقد بنهاية عام ٢٠٢٠.
واضاف تركي في تصريحات ل"البوابةنيوز"، أن التكاليف انخفضت بشكل حاد مع تحويل الجيش الأمريكي تركيزه بعيدا عن العمليات الهجومية والتركيز بشكل أكبر على تدريب القوات الأفغانية منذ العام ٢٠١٥
وفقا للبيانات الرسمية الأمريكية 
وبحلول عام ٢٠١٨ بلغ الإنفاق السنوي نحو ٤٥ مليار دولار، 
ووفقا لوزارة الدفاع الأمريكية بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفغانستان (من أكتوبر ٢٠٠١ بداية الهجوم الجوي علي أفغانستان وحتى سبتمبر ٢٠١٩) ٧٧٨ مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، أنفقت وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) ووكالات حكومية أخرى نحو ٤٤ مليار دولار على مشاريع إعادة الإعمار.
واشار، الي أن إجمالي التكلفة، استنادا إلى البيانات الرسمية، تصل إلى ٨٢٢ مليار دولار بين عامي ٢٠٠١ و٢٠٢٠
واذا اخذنا في الاعتبار عملية الإنفاق على الحرب في كل من أفغانستان وباكستان، نجد أن الولايات المتحدة قد انفقت حوالي ٩٧٨ مليار دولار حتي عام ٢٠٢٠
وفي الحقيقة يصعب تقييم التكلفة الإجمالية لأن الأساليب المحاسبية تختلف بين الدوائر الحكومية، كما أنها تتغير بمرور الوقت مما يؤدي إلى تقديرات عامة مختلفة.
وذهب  الجزء الأكبر من الأموال التي أنفقت في أفغانستان على عمليات مكافحة حركة طالبان  وعلى احتياجات القوات الأمريكية مثل الطعام والملابس والرعاية الطبية والأجور الخاصة وغيرها.
واوضح، أن البيانات الرسمية منذ عام ٢٠٠٢ أنفقت الولايات المتحدة أيضا حوالي ١٤٣ مليار دولار على أنشطة إعادة الإعمار في أفغانستان، وأُنفق أكثر من نصف هذا المبلغ فيما يقدر بحوالي ٨٨ مليار دولار على بناء قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك الجيش الوطني الأفغاني وقوات الشرطة.

وأكد "تركي"، أنه تم تخصص ما يقرب من ٣٦ مليار دولار للحوكمة أو"الحكم الرشيد" والتنمية، في حين تم تخصيص مبالغ أصغر أيضا لجهود مكافحة المخدرات وللمساعدات الإنسانية.

ولقد ضاع بعض هذه الأموال من خلال الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام والفساد من القادة والمسؤولين وأمراء الحرب وزعماء العشائر والقبائل خلال تلك الفترة.
وعن التكلفة البشرية منذ بدء الحرب ضد طالبان في عام ٢٠٠١ خسرت القوات الأمريكية عشرات الآلاف من الجرحي والقتلي تكبدت القوات الأمريكية أكثر من ٢٤٠٠ قتيل كما أصيب نحو ٢٠٦٦٠ جنديا بجراح أثناء القتال. لكن أرقام الضحايا الأمريكيين تتضاءل أمام الخسائر في الأرواح بين قوات الأمن الأفغانية والمدنيين فالخسائر في الأرواح بين الجيش الوطني والشرطة في أفغانستان بأكثر من ٦٤١٠٠ عنصر منذ أكتوبر ٢٠٠١ عندما بدأت الحرب.

 وتابع، أن هناك عشرات الآلاف من القتلي في صفوف حركة طالبان  إلي قُتل أو جُرح ما يقرب من ١١١ ألف مدني منذ أن بدأت في تسجيل الخسائر المدنية بشكل منهجي بعد العام ٢٠١٠، وكل هذه الأرقام الفلكية نستطيع أنها ذهبت سدي ولا هي أبقت أفغانستان بلد قوي قادر علي البقاء ولا أعادت الاعمار ولا اهلت القوات الأفغانية بشكل تستطيع معه الصمود امام حركه طالبان وهو الأمر الذي رأيناه من تقدم حركه طالبان وتصعيد عملياتها وسيطرتها علي مزيد من الأراضي والبلدات والاقاليم والمنافذ مع طاجيكستان وايران  ويهدد بسقوط العاصمة كابل في غضون شهور اضافه الي استعداد بعض القوي الدولية للتدخل لملأ الفراغ منها روسيا والصين التي اعلنت عن استثمارات ضخمه تعدت ٦٢ مليار دولار سيتم ضخها في أفغانستان لاعاده الاعمار والاستثمار في تلك المنطقة التي من الممكن أن تصبح فخا لكل القوي الدولية هناك مع اعتبارها منطقة جاذبة لكل الحركات الارهابية كطالبان وداعش والدولة الإسلامية وبقايا تنظيم القاعدة.