الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكايات من ملحمة البرث.. الشهيد فراج بطل من رجالة منسى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرواح طاهرة عانقت السماء خلدت ذكراها فخرا واعتزاز في قلوب المصرين روت دماءهم الطاهرة ارض الفيروز وضحو بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن ويوما بعد يوم تقدم محافظة المنيا، بمختلف قراها ومراكزها خيرة أبناءها، دفاعا عن تراب الوطن الغالى، في حربه ضد الإرهاب.
وتمر علينا في تلك الأيام ذكرى ملحمة كمين البرث البطولية والتى جسد فيها هؤلاء الأبطال قصص وبطولات خالدة لم يكن فيها رفاق العقيد البطل الشهيد أحمد منسي مجرد رجالٌ عاديون، حيث تعاهدوا على الدفاع عن كل حبة من رمال سيناء والشهادة دونها، حتى نال "رجالة منسي" ما طلبوه، وروت دمائهم الطاهرة أرض سيناء في حادث مربع البرث الإرهابي، وهو النقطة الأمنية التي وصل إليها منسي ورجاله، ومن بينهم الشهيد البطل المجند فراج محمد محمود والذى نتناول قصتة في تلك السطور..
فهو شهيد القوات المسلحة، الذى طالته يد الإرهاب الغادر، وهو يدافع عن تراب الوطن في ملحمة كمين البرث ولد في محافظة المنيا عام ١٩٩٤ وكان معروف بين زملاءة باسم "الزناتى " كان ضمن الكتيبة ١٠٣ صاعقة، قناص شارك الشهيد البطل فراج محمد في العديد من المداهمات حيث حقق العديد من البطولات ضد العناصر التكفيريه والإرهابية، ضمه القائد الشهيد العقيد ( أحمد منسي ) وفى مجموعة التمركز في مربع ( البرث ) شمال سيناء هاجم أكثر من ١٠٠ إرهابي تكفيري بالأسلحة الثقيلة في موقع التمركز لكنه دافع عن الموقع مع زملاءه الأبطال بإستماته وبطوله نادرة.
وكان الشهيد البطل فراج محمد يعمل نجارًا قبل التحاقه بالقوات المسلحة لقضاء خدمته العسكرية وهو من قام بعمل الخيام الخشبية بكمين البرث، وأدرج في قائمة الشرف الوطني المصري باب القوات المسلحة اعتبارا من 21 مايو 2020 بعد منح اسمه قلادة تاميكوم من الطبقة الذهبية واستشهد في حادث هجوم الإرهاب الغاشم على كتيبة ١٠٣ صاعقة في موقعة البرث 7 يوليو 2017 برفح بمحافظة شمال سيناء، وأقيمت له جنازة مهيبة بمسقط رأسه بقرية ابو غرير التابعة لمركز ابو قرقاص في محافظة المنيا وسط حضور حشد كبير من القيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية بالمحافظة.
وبين مقابر الأسرة، ورفقاء الدرب يوجد قبر الشهيد مجند فراج محمد محمود، حيث يرقد في سلام ومازالت أصداء حادث كمين البرث تسيطر على الاجواء خاصة بعد أن تم عرضها من قبل مسلسل الاختيار، والذى اشعل الحماسة في قلوب الجميع.

عن حياة الشهيد
ولد البطل فراج داخل قرية أبوغرير التابعة لمركز أبوقرقاص في منزل لأسرة بسيطة، ونشأ فراج وأصبح قادرا على العمل وحمل على كتفيه الإنفاق على الأسرة ليزيح الحمل الكبير من على كاهل والده، الذى أجبرته الظروف الصحية على أن يجلس في المنزل غير قادر على العمل بعد أن بترت إحدى قدميه وقرر أن يعمل وهو مازال صغيرا في عمر 9 سنوات، وبالفعل عمل فراج خلف أحد النجارين العاملين في نجارة التسليح وبدأ يعمل ويكتسب الخبرات حتى شب وأصبح قادرا على العمل بمفرده وتمكن أن يشترى عدة متكاملة للعمل في نجارة التسليح، في تلك الأثناء، التحق بالقوات المسلحة ولم يتردد فراج لحظة واحدة وقدم نفسه، ولم يكن يعلم أن تلك هى آخر رحلته في حياته وهو يدافع عن تراب وطنه.
وتحول الشهيد فراج من طفل صغير إلى عائل أسرة فكان عندما يأتى من الإجازة، لا يجلس في المنزل بل كان يخرج للبحث عن عمل أما مع أحد الصنايعية أو حتى في زراعة الأرض حتى يتمكن من كسب قوته وقوت أسرته ويوفر منها ما يساعده على العودة إلى كتيبته مرة أخرى.

اخر كلمات الشهيد
"سلم على أمى وأنا حاسس إنى مش هرجع” كانت تلك الكلمات أخر ما تحدث به الشهيد مجند فراج محمد محمود لوالده قبل استشهاده بساعات في «ملحمة البرث» التي رسم احداثها مسلسل «الاختيار»، حيث جسد الفنان كريم عبدالخالق دور الشهيد فراج محمد محمود، ابن القرية، الذي استشهد في 7 يوليو 2017، على يد العناصر التكفيرية أثناء الدفاع عن الكمين ضمن مجموعة المقاتلين بقيادة المقدم الشهيد أحمد منسي



تفاصيل اخر لقاء مع والد الشهيد
كان خبر استشهاد فراج كالصاعقة على والدته والتى علمت به متأخرا بعد ساعات طويلة من معرفة الأب وذلك نتيجة تماسك الأب وخوفا عليها من الصدمة ولكن كان لا بد أن تعرف الأم وعند تلك اللحظة سقطت على الأرض مغشيا عليها وعندما فاقت من الغيبوبة وجدت نفسها لا تقوى على الحركة.
وقال والده محمد محمود، 53 عاما، بالمعاش: "فراج أصغر أبنائي وهم، خالد 26 عاما الأكبر، وياسين 24 عاما، واخت واحدة، وكان خفيف الظل يحب أن يمزح مع الجميع، وفي نفس الوقت له شخصية قوية كلها إصرار وحسم، وكنت أشعر بأنه سيكون شهيدًا وهو أيضًا كان دائمًا يشعر ويتمنى الشهادة".
وأضاف " كان ابنى عمود المنزل، وعمله الأساسي قبل التجنيد نجار مسلح، وباقي أبنائي يعملون بالأجر في الحقول باليومية، وليس لديهم مصدر دخل ثابت، وكان هو أكثر من يشعر بي ولا يتركني في محنة والغريب أنه كان متقنًا وموهبا في أي عمل، وفي أي مجال ".
وكما اضاف والد الشهيد، " لقد صام معي آخر 12 يوما في شهر رمضان، ثم سافر إلى وحدته في ثاني أيام عيد الفطر، وكان بطلا ولا يخاف ويتمنى الشهادة، وشارك في معظم المداهمات التي تستهدف العناصر الإرهابية حتى يثأر لزملائه الأطهار من هؤلاء الخونة، وقال لي قبل أن يغادر المنزل متجهًا لوحدته "مش عاوز حاجة منى تأمرنى بحاجة " وأخذ يقبلني أنا وأمه وأشقائه بحرارة وأوضح أن آخر زيارة له قبل حادث الاستشهاد قال لى أشوفك بخير، أنا رايح وحاسس انى هستشهد وأضاف أن الشهيد فراج كان دائما يحكى لنا عن الشهيد منسى وبطولاته، وكان يقول أحب أن أكون معه في كافة المداهمات لتطهير أرض سيناء من الجماعات الإرهابية.
واكد والد الشهيد، أن ذكرى استشهاد أبطال كمين البرث ستظل خالدة في وجدان كل مصرى وليس في قلب أسرة الشهداء فقط، هؤلاء الأبطال بقيادة أحمد منسى، قدموا ملحمة وطنية وضحوا بأرواحهم في خدمة وطنهم ضد أعداء الدولة وعن حكايته داخل الكتيبة 103 بالبرث قال والد الشهيد إنه كان دائما يؤكد على راحته النفسية، وكيف يتعامل معهم المنسى فقد كان بمثابة الأخ له وأضاف" أنا فخور جدا بإبنى وما قدمه ولو عندى ألف فراج سوف أقدمه للوطن
وأوضح والد الشهيد " ابني محبوب من الجميع، وحصل على شهادات تقدير من القوات المسلحة لتفانيه وإخلاصه وشجاعته في العمل، وكان سندي أنا واخواتة وأمه التي تاهت عن الدنيا بسماع خبر استشهاده ولم تجف الدموع من عينيها حتى الآن فالصدمة كانت أكبر منها وعزائها الوحيد أنه شهيد، وكنت أدرك تمامًا أنه سيلحق بزملائه السابقين من الشهداء، والجميع شارك في جنازتة فأتت جموع وحشود التي لم أرها من قبل شاركت في جنازته المهيبة.

والد الشهيد: " دائما يأتينى في المنام يطمنى عليه"
وأضاف والد الشهيد، أنه رأى نجله الشهيد فراج في المنام، أطول مما كان عليه في الدنيا، ويرتدى الأبيض ويبتسم، ويقف على باب منزلنا يضع يده في منتصف جسده، وعندما سألته قالولى أنك استشهدت رد على، قائلا، "أنا حيا أرزق، وأضاف تلك العبارة كانت بالنسبة لى سكن وطمأنينة، ومنذ تلك اللحظة شعرت براحة البال".
وأضاف والد الشهيد أن لقائى بالشهيد في المنام جاء بعد ما يقرب من 4 أشهر بعد استشهاده فلم اكن أراه منذ أن استشهد وكاد قلبى أن ينفطر عليه لولا هذه الرؤيا التى استيفظت منها على قول المؤذن لا إله الا الله.
وأضاف أن شقيقته أيضا شاهدت مرقده في منامها متيسع جدا ولايوجد أخر لة ومتسع حوله كبير ولفت إلى أن أيام العيد والفرح تجعلنا دائما نتذكر الشهيد، وندعوا له سواء كنا في مقابر العائلة أو في المنزل، وأضاف أن والدته تبكى كثيرا في ليالى الأعياد، وتمنت أن تأخذ الشهيد فراج بين يدها وتقبله، وتمسك بصورتة وتقبلها.
وقال إن مسلسل الاختيار جعلنى أشعر أن نجلى استشهد في تلك اللحظة واشكر الفنان الذى قام بدور الشهيد فراج، ابنى بطل وأنا فخور به وعندى استعداد أن اذهب إلى القوات المسلحة



أم الشهيد
تقول أم الشهيد: "لم أستطع تحمل خبر استشهاد ابنى فلم اشعر بنفسى بعد سماع الخبر إلا وأنا في الفراش والناس من حولى، شعرت أن قدمى لا تحملنى لأخرج ولكنى تماسكت حتى القى نظرة الوداع الأخيرة على نجلى وهو يخرج من المسجد إلى سيارة الإسعاف في آخر رحلة له بدون عودة وكنت اشعر بقلب الأم أن شيئا ما سوف يحدث لأبنى فكنت احلم بدماء على السرير حتى سماع خبر وفاتة
و أضافت أم الشهيد إن فراج كان كل حياتى ويوم استشهاد كأن روحى خرجت منى وأخر يوم قبل عودته إلى الكتيبة، جمع أصدقائه وأخذ يلتقط معهم الصور وكان يقول محدش عارف ان كنا هنلتقى مرة أخرى أم لا ويوم سفرة وجدته متعجل وسريع على عكس كل مره فسألته فقال لى "أنا حاسس أنى راجع شهيد" حسيت أن قلبى اتقبض وخرجت وراءه مسرعه لكنه رفض أن أودعه وعن مسلسل الاختيار قالت والدة الشهيد عندنا شاهدت مسلسل الإختيار ورأيت مشهد استشهادة صرخت على ابنى وكأنى أراه ينطق الشهادة أمامى، وكأن جنازته عادت من جديد.



تفاصيل مع شقيق الشهيد

بينما أوضح شقيق الشهيد، أن آخر زيارة لـ"فراج" كانت منتصف شهر رمضان، وكان متبقى له 3 أشهر فقط على إنهاء خدمته العسكرية، وأنّه كان دائم التحدث عن زملائه في الكتيبة 103 وخاصة القيادات التي خدّم معها ومنهم المُقدم أحمد منسي وأضاف أن الشهيد فراج خدم في الصاعقة، وكان عاشقا لمساعدة الناس وكان أمهر نجار مسلح في المنطقة وهو من قام بعمل المظلات الخشب في الكمين.
وأضاف "الشهيد كان يبدوا على وجهه البطولة وهو الذى اختار أن يذهب إلى سيناء عندما كان في مدرسة الصاعقة وكان دائما يردد إما أن استشهد أو أجيب حق الشهداء،لكن لن أجلس بالمنزل أو أذهب إلى أى مكان في القوات المسلحة سوى سيناء وكان دومًا يرفض الحديث عن إمكانية نقله لمكان آخر ووالدي كان دايما يقوله نكلملك حد ينقلك قريب مننا فيرفض ويقول أنا هفضل في سينا لحد ما أخلص خدمتي أو أنول الشهادة".
وتابع: " قبل الاستشهاد بساعات قليلة اتصلت به حتى اطمئن عليه وجدته يقول لى إذا اتصلت ولم أرد فلا تقلق فهذا آخر اتصال بيننا، وبعدها بساعات قليلة جائنا خبر استشهاده وقال نحن نأتى إلى المقابر كل يوم جمعه نزور الشهيد ونجلس إلى جواره بعض الوقت، ثم ندعو له، ولولا الحالة الصحية لأبى لكنا جئنا المقابر كل يوم.
وأوضح قائلا بعد سماعى حلقة مسلسل الاختيار أنا مستعد أعود ارتدى بدلة القوات المسلحة من جديد، وكل أصدقائى طلبوا أننا نذهب إلى القوات المسلحة من جديد.