رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«سى إن إن»: أفغانستان في قبضة طالبان مع استمرار انسحاب القوات الأمريكية.. «ليون»: الحركة أعدت تكتيكات لبث الرعب في قلوب الأفغان.. وتستعد للاستيلاء على العواصم

طالبان
طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال مسئولون أفغان لشبكة "سي ان ان" الأمريكية، إن حركة طالبان سيطرت على عدة مناطق، واحدة تلو الأخرى، في عدد من المقاطعات، بشمال أفغانستان، في الأسابيع الأخيرة.
وتقول طالبان، إنها سيطرت على ٩٠ منطقة، في جميع أنحاء البلاد، منذ منتصف مايو. وتم الاستيلاء على بعضها، دون إطلاق رصاصة واحدة.
وقدرت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان ديبورا ليون، الرقم بأقل من ٥٠، من أصل ٣٧٠ مقاطعة في البلاد، لكنها أبلغت مجلس الأمن أنها تخشى من أن الأسوأ لم يأت بعد.
وقالت ليون: "معظم المناطق التي تم الاستيلاء عليها، تحيط بالعواصم الإقليمية، مما يشير إلى أن طالبان تستعد لمحاولة الاستيلاء على هذه العواصم، بمجرد انسحاب القوات الأجنبية بالكامل".
وتأتي التحذيرات بعد شهرين فقط من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، من أفغانستان، بحلول ١١ سبتمبر المقبل.
وأشارت الشبكة إلى أن مغادرة القوات الاجنبية لا يصب في مصلحة البلاد، حيث إن العملية تشكل منعطفًا أقبح مما كان متوقعًا. في حين أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعدت خطة الانسحاب، إلا إن العواقب الوخيمة تصب عند بايدن، قبل أن يكتمل الانسحاب.
وأرسل قائد أفغاني، مئات الجنود لتأمين جميع بوابات مدينة مزار شريف. لكن طالبان اعدت تكتيكات لبث الرعب في قلوب الأفغان، وإضعاف الروح المعنوية للجيش، وشل سلطة الدولة وتفكيكها، في نهاية المطاف.
وتتطلع المجتمعات العرقية المتنوعة في البلاد بالفعل، من الهزارة إلى الأوزبك إلى الطاجيك، للدفاع عن نفسها من هجوم طالبان.
وبصرف النظر عن الناحية الأمنية؛ كشف الهجوم الأخير لطالبان على مدينة مزار شريف، أن مفاوضات السلام الجارية مع الحكومة الأفغانية كانت خدعة. وقال أحد مفاوضي الحكومة الأفغانية، إن هجوم طالبان فاجأ الحكومة، وأضعف الروح المعنوية لها.
وقالت المفاوضة حبيبة سرابي، للشبكة، إن "حركة طالبان تتحرك بسرعة، مما أدى إلى تدهور سريع في البيئة الأمنية. لقد فوجئنا بحجم ونطاق الانتكاسات في الشمال. طالبان تستغل الخوف وتستخدم الإرهاب لتسريع سيطرتها على المنطقة. إن تسللهم إلى عواصم المقاطعات يأتي في لحظة مروعة لبلدي".
وتمتد إستراتيجية طالبان، للسيطرة على الشمال، إلى إضعاف طرق التجارة مع الجيران والربح منها، حيث استولت طالبان على بلدة شير خان، بندر الحدودية المهمة، وهي المعبر الرئيسي لأفغانستان، إلى طاجيكستان. وفي وقت سابق، اجتمع كبار المسئولين في الحكومة الطاجيكية، لمناقشة المخاوف بشأن عدم الاستقرار المتزايد في الجوار.
ويبدو أن الانسحاب الأمريكي، هو عامل تغيير لقواعد اللعبة؛ حيث تعرضت طالبان للهزيمة، عدة مرات في السنوات الأخيرة، لا سيما في مدينة قندوز الأفغانية، في عام ٢٠١٥. واستولت عليها طالبان لفترة وجيزة، قبل أن تشن القوات الجوية الأمريكية ضربات كبدت طالبان خسائر فادحة، في صفوف الحركة، وتم طرد المسلحين.
ولم تكن الحركة المسلحة قادرة على تحمل الهجمات الجوية الثقيلة، التي شنتها الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، التي تدعم القوات البرية الأفغانية، لكن الآن تغادر الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي الأراضي الأفغانية، مما يؤدي إلى فراغ أمني؛ حيث سيغيب الكثير من تهديد القوة الجوية المتطورة. وطالبان تدرك ذلك جيدًا.
وحذر السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، حركة طالبان، من عدم الاعتراف بانتصاراتها العسكرية، وكانت ترغب الحركة في الحصول على اعتراف دولي بمكاسبها العسكرية والسياسية، حيث إن ذلك هو الشعار الذي بني عليه الخروج الأمريكي من البلاد.
ترغب الحركة في الحصول على اعتراف دولي بمكاسبها العسكرية والسياسية، حيث إن ذلك هو الشعار الذي بني عليه الخروج الأمريكي من البلاد.