الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور القس جوهر عزمى يكتب: «30 يونيو.. وعى أمةً»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر ثورة ٣٠ يونيو من أهم وأعظم الثورات في التاريخ المصري المعاصر، إذ أنقذت مصر من براثن أقسى وأسوأ نظام للحكم عبر التاريخ الإنساني وهو الفاشية الدينية.
كانت ٣٠ يونيو ثورة مصريين استحضروا إرثهم الثقافي والحضاري والتاريخي المصري الأصيل وانتفضوا ضد جماعة لا تعترف في عقيدتها بكلمة "وطن". سبق وقال أحد قادتهم "ما الوطن إلا حفنة تراب عفن " وقال كبير آخر من الجماعة "طظ في مصر "، وترى هذه الجماعة في أدبياتها أن يحكم مصر واحد منهم وحتى لو كان باكستاني أفضل من أن بحكمها مصري ليس منهم.
ما من شك أن الدولة المصرية تحت سيطرتهم كانت ستتفكك إلى جماعات ودويلات وتغرق في حروب مذهبية لا نهاية لها، يكفي أن نعرف أنهم جاءوا ليحكموا لخمسمائة سنة كما قال قادتهم وهنا لا حديث عن ديمقراطية ولا تداول سلطة ولا أحزاب ولا حريات ولا حقوق مواطنة. جماعة لا تعمل إلا لصالح عشيرتها. ولأن مصر تحت حكم هذه الجماعة لن تصبح دولة وستخرج حتما من الحسابات الإقليمية والدولية
لذلك بعد ثورة ٣٠ يونيو وعزل مرسي، تعرضت مصر لحملة عدائية دولية لم تشهدها من قبل، فقد جُمدت عضويتها في الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي الذي أوقف تصدير الأسلحة الثقيلة وقطع غيارها والأسلحة الخفيفة والتي تستخدم في مقاومة العنف وأعمال التخريب مثل قنابل الغاز المسيل للدموع وما شابه، ورفضت أمريكا تسليم شحنة طائرات أباتشي وأوقفت تصدير قطع غيارها وقطع غيار طيارات ال F16 وعلقت المساعدات العسكرية والاقتصادية، وطلبت قطر رد ال ٨ مليارات دولار التي كانت قد وضعتها في البنك المركزي المصري أيام مرسي لدعم الجنيه المصري وكرست قناة الجزيرة القطرية كل طاقتها لهدم الدولة، وحتى ليبيا طلبت رد المليار دولار، وكذلك والمنظمات الحقوقية الدولية مثل ال Human Rights والصحف الدولية الكبرى تبنوا هجمة شرسة على مصر، والكثير من أجهزة الاستخبارات الدولية دعمت الإرهابين في سيناء بالسلاح والمال والمعلومات، وقادت تركيا بأدواتها الإعلامية حملة تشويه وهجوم على الدولة المصرية لم يسبق لها مثيل وصارت مصر وكأنها في كماشة وعصارة ومفرمة، وكل هذا لأن مصر لم تسقط كما كان مخططا لها كمثيلاتها من الدول العربية ذات الشأن والثقل الإقليمي والدولي.
إن ٣٠ يونيو هى ثورة مكتملة الأركان، خرجت فيها عشرات الملايين من المصريين مدفوعين بغيرتهم وحبهم وخوفهم على دولتهم وحضارتها، على حاضرها ومستقبلها، مشتعلة قلوبهم بالخوف على الأجيال القادمة، وبشعلة مضاءة بإرث حضاري وثقافي فريد ضخم ومجيد استحضروه في أوقات الظلمة، ومن خلفهم مؤسسات الدولة وبالذات الجيش والشرطة تحميان خوفهم على مستقبل بلادهم ورغبتهم في تصحيح المسار والمسيرة.