رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسماعيلاوي الذي تجاهله مجلس الآثار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا اعرف إن كان هناك سبب أمني يمنع المجلس الأعلى للآثار من ذكر اسم المواطن الإسماعيلاوي الذي عثر على لوحة أثرية في أرضه وقام بإبلاغ كل الجهات المعنية في الدولة وقام بتسليم اللوحة كاملة مكملة سليمة ومصانة على أفضل وجه.
ما هي الحكمة في خلو بيان الآثار من اسم المواطن الشريف الذي ضرب مثلاً في الأمانة والوطنية والالتزام، واكتفى البيان بذكر اسم الدكتور مصطفي وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مع احترامنا للكبار وتقديرنا لمقاعدهم الوثيرة بل وشكرنا لأجهزة التكييف التي ترطب على قلوبهم في مكاتبهم، إلا أننا نرى أن هناك ضرورة لتسليط الضوء على المواطن القدوة، المواطن الذي كان من الممكن له أن ينتقل لصفوف المليونيرات لو أعطى ضميره إجازة قصيرة لا تزيد عن خمس دقائق هم مدة بيع اللوحة واستلام الأموال ليتفرغ بعدها لغسيلها.
في هذا الزمن الصعب لا بد من مخرج محترف للعمل مع الدولة مهمته اكتشاف الجواهر النادرة من البشر وتصديرها للمجتمع والعالم حتى نصنع القدوة التى يحتذي بها أولادنا.
ولأنني إسماعيلاوي قبل أن أكون صحفياً كان الرجل الغامض الذي أشار إليه بيان الآثار بصفته أحد المواطنين موضوعا ملغزا.. واثق بأن اسم هذا الرجل ليس عورة لكي يتستر عليه المجلس الأعلى للآثار، كما أثق أيضا أن الأمين العام للمجلس الدكتور مصطفى، لم يسع إلى احتكار اللقطة الإعلامية، لذلك يمكن إرجاع هذا الخلل إلى خيبة في التعامل مع الكنوز البشرية.
اللوحة الأثرية التي تم العثور عليها والتي وصلت بسلامة الله إلى متحف الآثار بالإسماعيلية، ستظل ممتنة للمواطن المعروف إعلاميا بـ"أحد المواطنين" ولن تمتن للمجلس الأعلى للآثار ورئيسه، الرجل المجهول الذي أحس بقيمة الحجر لم يكن يعرف أثرية اللوحة التي يبلغ طولها 230 سم، وعرضها 103سم، وسمكها 45 سم، ومصنوعة من الحجر الرملي ويعلوها قرص الشمس المجنح ومحفور عليها خرطوش للمك واح- ايب- رع- خامس ملوك الأسرة 26، و15 سطراً من الكتابة الهيروغليفية.
المواطن الذي أعتقد أنه فلاح ومزارع تشققت يداه من مسكة الفأس جاء في وقته تماما، لأن الرأي العام في مصر مشغول الآن بمغارة علي بابا في شقة الزمالك التي احتوت على كنوز نادرة، وبينما يسعى الإعلام لإثبات حق صاحب الشقة من عدمه، غاب الإعلام تماما عن متابعة المواطن الإسماعيلاوي، وإذا كان عتابي على المجلس الأعلى للآثار عتابا فنيا فإن عتابي على الإعلام هو عتاب أخلاقي لا يصلحه إلا يقظة جادة وضمير حي.
اللوحة الأثرية التي تم العثور عليها بالمصادفة هي وثيقة مهمة بل بالغة الأهمية لأنها إحدى اللوحات الحدودية التى كان يشيدها الملك أثناء توجهه للحملات العسكرية ناحية الشرق، أكرر الشرق وتلعب المصادفة دورها من جديد لتقول لنا الشرق الذي لم نفرغ من مشكلاته حتى هذه اللحظة ونتابع رجال المخابرات المصرية في جولاتهم المكوكية في الشرق وحرب غزة الأخيرة.
وحتى لا تغسل المحليات يدها من ملاحظاتي أسأل محافظ الإسماعيلية ورجاله: أين أنتم من تكريم المواطن الذي عثر على اللوحة.. أين دعمكم المعنوي لكي يصدق الناس أن الدولة سوف تقف مع صاحب الضمير حتى لو كان اسمه الرسمي في بيان المجلس الأعلى للآثار "أحد المواطنين"؟