الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كمال فريد في حوار للبوابة نيوز: الرئيس السيسي يواجه التمييز بالأفعال لا الشعارات.. التعليم في مصر يحتاج الخبرة وليس أهل الثقة.. الكنيسة القبطية أسهمت في الحفاظ على الحضارة المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الدكتور كمال فريد إسحق عبر رحلة طويلة امتدت ٦٠ عاما أن يقدم العديد من الإسهامات الفكرية والكتب التي ناقشت العديد من القضايا وشارك أيضا في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية وقام بتدريس اللغتين القبطية واليونانية بمعهد اللغة القبطية، التقته "البوابة" في هذا الحوار للتعرف على رؤيته حول الهوية المصرية وسبل دعم التعليم والثقافة، وإلى نص الحوار..

** ما هو تقييمكم لأوضاع المواطنة حاليا؟
الحقيقة أن الأمور تتحسن ببطء ورغم البطء فهذا في حد ذاته إيجابي والرئيس عبد الفتاح السيسي وطني ويسعدني جدا زياراته المتكررة للكاتدرائية وإصراره على مناداة شعبه بالمصريين، وهذا أسلوب الحكماء لمواجهة التمييز والتعصب الذي خلفته عهود سابقة هو يواجه التمييز بالأفعال لا بالشعارات.
** شاركتم في التدريس في معهد الدراسات القبطية لفترة طويلة.. لماذا لم تعد للتدريس بعد تنصيب البابا تواضروس الثاني؟
ليس لي علاقة الآن بمعهد الدراسات ولي قصة طويلة تقدمت بها إلى البابا لشرح أبعاد الخلاف والحقيقة أن استبعاد العلمانيين من التدريس كان لصالح الأكليروس وأسباب أخرى معقدة، وأنا قدمت كتبا كثيرة عن الدراسات القبطية وهموم ومشكلات الأقباط وأعتقد أن الكتب أكثر تأثيرا وإن كنت أتمني مقابلة البابا تواضروس قريبا لشرح أمور كثيرة.


** أصدرتم كتابًا عن مشكلات الأحوال الشخصية للأقباط وأيدتم فيه الطلاق فما رأيكم في قانون الأحوال الشخصية المزمع صدوره؟
في الحقيقة أن هذا الأمر من هموم الشعب القبطي نتيجة تفسيرات كتابية خاطئة ويجب أن ننتبه لخطورة عدم السماح بالطلاق.. أنا لم أطلع على مسودة القانون بشكل كامل حتى أحكم عليه ولكن واثق أن الكنيسة جزء لا يتجزأ من الوطن، والمسيحيون مواطنون مصريون ويجب الاهتمام بإصدار قانون وبشكل عاجل يتيح للمتضررين بداية جديدة، وخاصة أن الطلاق لا يتعارض مع أحكام الكتاب المقدس. وذكرت رؤيتي تفصيليا في كتاب "طلاق المسيحيين حلال والزواج المدني"، والمسيح قال "أريد رحمة الذبيحة".
** هل معنى ذلك أن تتم إباحة الطلاق دون شروط ؟
بالعكس أنا لا أدعو لإباحة الطلاق دون شروط بل أدعو أن توضع ضوابط ولكن ضوابط يضعها علماء الاجتماع لأن الزواج والطلاق موضوع مجتمعي وينظمه المجتمع بمن فيه خير البشر السيد المسيح.
** كيف استطاعت الكنيسة الإسهام في الحفاظ على اللغة المصرية القديمة ؟
تأثير اللغة القبطية موجود في لغات مختلفة منها اليونانية، ورسالة الدكتوراة الخاصة بي كانت بعنوان إحياء اللغة القبطية وهي سبب صدام لي بالمعهد مع أحد الأساقفة ولم تناقش وهاجمها رغم منهجها العلمي.
** هل ترى أن البعثات والإرساليات أسهمت في ضعف اللغة القبطية ؟
أولا اللغة القبطية هي لغة قومية لغة أجدادنا والحفاظ عليها أسهمت فيها الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية ولكن البعثات والإرساليات لا يتم لومها لأنها لا تمس جذورهم وبلادهم، الأمر مختلف بالنسبة للكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.


** هل ترى أن الأقباط كان لهم دور محوري في نجاح الإسهامات العلمية في مصر؟
السؤال مهم وإجابته متشعبة وليعلم القراء أنه لولا القس يوحنا الشفتشي ما نجحت الحملة الفرنسية في فك رموز حجر رشيد ونجحوا فعلا في وقت قياسي في تقديم إسهامات مهمة وأري أن محمد على باشا كان علميا امتدادا للحملة الفرنسية وأرسل بعثات ساهمت في صناعة مصر الحديثة وأجبر المصريين على التعلم رغم أنه لم يكن يجيد العربية ولكنه آمن بالعلم.
ومن هنا أحب أن أشيد بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه رئيس غير تقليدي مؤمن بالعمل والعلم ورغم الظروف الاقتصادية يقوم بدور عظيم في بناء البنية التحتية وهو أمر يحتاج إلى دعم حقيقي واقتصاد لأن المشروعات تحتاج إلى أموال كبيرة والمشروعات سوف تحصدها أجيال قادمة وليس في عهد الرئيس فقط.وهذا في حد ذاته رؤية بعيدة المدى.

** ما هي رؤيتكم لمستقبل مصر تعليميا ولماذا لا يوجد كراسي تعليمية لتدريس الحضارة المصرية بالجامعات العالمية؟
يوجد عدد قليل من الكراسي التعليمية ببعض الجامعات تدرس الحضارة المصرية وعلم الايبتولوجي مثل جامعة ميتشجن وأما عن مستقبل التعليم في مصر فهو يحتاج أولا لرفض فكرة أهل الثقة.. مصر تحتاج إلى أهل الكفاءة وأصحاب العلم وتوفير ميزانية للبحث العلمي ترعي وتساهم في العملية التعليمية وقد شاركت فترة طويلة عبر هيئة الدراسات القبطية في عدة محافل دولية وهي مؤتمرات يتم عقدها كل اربع سنوات ولم يمنعها سوي جانحة كورونا ومع ذلك نتواصل إلكترونيا.

** من خلال مشاركتكم في العديد من المؤتمرات ماتقييمكم لأداء أقباط المهجر والمصريين بالخارج؟
أغلبية عظمى من أقباط المهجر والمقيمين بالخارج وطنيون ويعشقون تراب مصر بمعني الكلمة ويدافعون عنها باستماتة ولا يريدون سوي تحسين مستقبلها وظهر ذلك بقوة أثناء مواجهة الإرهاب الإخواني والجماعات المتطرفة وبعضهم سخر نفسه لمواجهة أشكال التمييز والتعصب، وقليل جدا منهم يسىء دون وعي ولكن تحسن ملف المواطنة قضى على اي مبالغات مع التأكيد أن الأصوات المعتدلة تطالب بحقوق وواجبات كفلها الدستور والقانون.