الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مشروع الدلتا الجديدة.. رئة مصر الزراعية.. مشروع قومي يعزز إستراتيجية الدولة في مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد مشروع الدلتا الجديدة ثورة زراعية في مصر ويعيد لها مكانتها العالمية في تصدير الحاصلات والمنتجات حيث يشتمل المشروع على استزراع مليون ومائة ألف فدان، وهو أحد أهم المشروعات التي تقوم بها مصر مؤخرا خاصة أن المدى الزمني للتنفيذ تم اختصاره من عشر سنوات إلى سنتين فقط، وهو ما يعني أن السوق المصرية ستستعد لاستقبال المحاصيل الجديدة بعد نحو سنتين وستة أشهر، وهو ما يؤدي إلى تقليل الفجوة الغذائية التي تعاني منها مصر حاليا.

حيث تستورد سنويا ما قيمته 10 مليارات دولار سنويا منتجات زراعية، كما ستفتح الباب مستقبلا إلى التصدير، وكل ذلك اعتمادا على مصادر المياه الحالية بعد أن قامت مصر بعمليات ترشيد وإعادة تدوير والاستغلال الأمثل لمواردنا المائية المتاحة وهو ما تستعرضه "البوابة نيوز" عبر السطور التالية.
انطلاقة تدفع بمزيد من نجاح البورصة السلعية.. واستزراع مليون ومائة ألف فدان بأحدث التقنيات.
تستهدف الحكومة المصرية خلال العامين المقبلين، زراعة أكثر من مليون و١٠٠ ألف فدان، منها نصف مليون في مشروع مستقبل مصر، و٦٠٠ ألف فدان أخري في محور الضبعة، ويستهدف المشروع شباب الخريجين، وهو أمر يجري الإعداد له حاليًا بدراسات تفصيلية حول نظام الطرح وتنفيذ القرى بنظام حديث يستوعب التكنولوجيا الحديثة من ري مطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة والمتطورة ويعمل المشروع على توسيع الرقعة الزراعية والسكنية وفتح الباب أمام مئات الألف من الأسر لتنقل حياتها بعيدا عن المناطق المزدحمة في الدلتا، وتعيد نشر الشعب المصري في ربوع مصر كلها بدلا من الاكتفاء بالـ ٦٪ من مساحة مصر.

٣٥٠ كيلو طول محور الزراعة الجديد
قال الدكتور نعيم مصيلحي، مستشار وزير الزراعة، إن العالم يواجه تحديات راهنة متعلقة بالتغيرات المناخية والنواحي الاقتصادية وجائحة كورونا، كما تواجه مصر تحديات متعلقة بالتعديات على الأراضي الزراعية منذ فترة طويلة إذ ضاع نصف مليون فدان من الأراضي عالية الإنتاج، كما يزداد معدل النمو السكاني بواقع ٢.٥ مليون نسمة سنويًا، وهو ما كلف الدولة فاتورة استيراد كبيرة، ومن ثم كان التوسع في زراعة الصحراء هو المخرج الوحيد للتوسع الأفقي.
وأضاف مصيلحي خلال لقائه عبر القناة "الأولى"، والفضائية المصرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أطلق مبادرة جديدة تعبر عن دعمه غير المسبوق لقطاع الزراعة، وذلك بإطلاق مشروع الدلتا الجديدة لتكون غرب الدلتا القديمة، على محور "روض الفرج- الضبعة".
وتابع مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للتوسع الأفقي، أن هذا المحور كبير ويبلغ طوله ٣٥٠ كم ويربط بين محافظات كثيرة على مستوى الجمهورية ويربط موانئ ببعضها، كما تعتبر مصادر المياه في سيناء أهم عوامل التوسع الأفقي ويجرى تدشين محطة عملاقة في سيناء من غرب قناة السويس حتى الشرق.
ولفت الدكتور نعيم مصيلحي،إلى أنه سيجرى استخدام مياه غير تقليدية في مشروع الدلتا الجديدة، مثل مياه الصرف الزراعي الخاصة بمنطقة غرب الدلتا وسيجرى توصيلها إلى ترعة الحمام ومنها إلى منطقة د جنوب محور الضبعة، وسيضم هذا المشروع أيضًا مشروع مستقبل مصر بمساحة إجمالية تبلغ ٥٠٠ ألف فدان للمشروعين معا.

وأكدت خبيرة التنمية الزراعية والزراعات غير التقليدية الدكتورة شكرية المراكشي أن مشروع الدلتا الجديدة بمساحة مليون فدان، والذى كلف الرئيس السيسي الحكومة، قبل أيام، بـ "البدء الفوري به، وضغط الجدول الزمني لتنفيذه" إلى عامين فقط، بمثابة "خطوة مهمة" للتأكيد على هوية مصر الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي وتصدير الفائض للخارج.
وقالت المراكشي، إن مصر خلال الفترات القليلة القادمة، وعبر هذه المشروعات الزراعية العملاقة ستحقق طفرة كبيرة في مجال الإنتاج والتصنيع الزراعي، لافتة أن مشروع الد\لتا الجديدة سيدعم بيئة الاستثمار من خلال جذب تدفقات الاستثمارات المحلية والأجنبية لدعم الاستثمارات الزراعية.
وأضافت أن مشروع الدلتا الجديدة- بخلاف سعيه لتأمين احتياجات مصر من المحاصيل الزراعية وتعزيز قدرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فهو يستهدف أيضا تعزيز إستراتيجية الدولة المصرية في مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، بالإضافة إلى إدخال إجراءات التصنيع الزراعي وربطها بالإنتاج الصناعي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة.
وأشارت خبيرة التنمية الزراعية أن هذا المشروع سيكون أيضًا فرصة مهمة لتعويض الفقد في الأراضى الزراعية من البناء الجائر، من خلال عودة الأراضي الخصبة المخصصة للإنتاج الزراعي والداجني والحيواني، التي تسببت فيها العهود السابقة في ضياع الأراضي الزراعية.
وأوضحت أن مشروع الدلتا الجديدة هو بمثابة مستقبل مصر نحو التنمية الشاملة والحقيقية، كونه يسعى يهدف لرفع كفاءة استغلال الموارد بشقيها الطبيعي والبشري داخل مصر، مشددة على ضرورة تنفيذ المشروع وفق رؤية وإستراتيجية محددة وواضحة، تتضمن وجود دراسات مسبقة، الاستفادة من إمكانات الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، بجانب الاستفادة من آراء العلماء والمختصين في كل المجالات والمراحل بما يضمن للمشروع أن يجري وفق ما هو مخطط له وفي الاتجاه الصحيح.

٣ محطات معالجة مياه جديدة لري المليون ونصف مليون فدان
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه يجرى العمل على معالجة للمياه التي يتم استخدامها لري المليون ونصف المليون فدان، عبر إنشاء ٣ محطات جديدة في أماكن متفرقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء الماضي على هامش زيارته لهيئة قناة السويس، إنه من المخطط زراعة هذه المساحات خلال عامين، والمياه المستخدمة ستكون صالحة طبقًا للمعايير المستخدمة في عمليات الزراعة.
وأوضح، أن الثلاث محطات الجاري إنشاؤها هي: محطة المحسنة لمعالجة مليون متر مكعب من المياه، تستخدم في زراعة ٥٠ ألف فدان شرق القناة.
وتابع أنه خلال الأشهر المقبلة، سيتم افتتاح محطة بحر البقر التي تعالج ٥.٦ مليون متر مكعب يوميًا، والتي كانت تلقي مياهها في بحيرة المنزلة، وتستخدم في ٥٠٠ ألف فدان.
وأكمل، هناك أيضًا محطة الحمام في الإسكندرية وتعالج نحو ٦ ملايين متر مكعب في اليوم، لتستخدم في زراعة ٢٥٠ ألف فدان، وسيكون لهذه المحطات دور مهم في زراعة مشروع الدلتا الجديدة، ونصف مليون في شرق القناة، و٦٠٠ ألف فدان في توشكى.

٥ ملايين فرصة عمل
يسهم المشروع في توفير أكثر من ٥ ملايين فرصة عمل لا تقتصر فقط على مجال الإنتاج الزراعي، بل أيضا مشروعات صغيرة ومتوسطة تخدم الشباب وتساهم في تحسين إيجاد فرص عمل لهم، وهو ما يساهم بالنفع على الدولة المصرية بشكل عام والمنطقة المحددة للمشروع قرب دلتا النيل وهي قريبة من التجمعات السكانية، وتمثل فرصة كبيرة يمكن من خلالها تعظيم التصدير والتسويق والإنتاج المصري، خاصة مع قرب المنطقة من الموانئ الرئيسة على البحر المتوسط، حيث تمت دراسة جنوب محور الضبعة واستكشافها بشكل كامل من خلال فرق عمل بمشاركة مركز اتخاذ القرار وهيئة التعمير، وتمت دراسة هذه المنطقة ودراسة جدوى الاستثمار الزراعي فيها.



سرعة التنفيذ
وجه الرئيس السيسي بالانتهاء من المشروع خلال عامين فقط، بدلا من ١٠ أعوام، في إطار إستراتيجية الدولة لضغط المراحل الزمنية وتنفيذ المشروعات في وقت قصير مع الاهتمام بالجودة وستقوم كل جهة بتنفيذ مشروع الدلتا الجديدة بشكل متوازٍ، من إنشاء طرق واستصلاح الأراضي وحفر آبار ومحطات صرف وإمدادات كهرباء خاصة أن وزارة الزراعة انتهت بالفعل من المرحلة الأولى التي تشمل دراسة الأرض التي ثبت علميًا أنها تصلح لزراعة كل المحاصيل، وتقوم حاليا وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الهيئة الهندسية بعمل دراسات المياه وخطة تنفيذ الآبار.

٨ محاصيل رئيسة
تم وضع التصنيف المحصولي لمشروع الدلتا الجديدة، وتشمل القمح والفول والعدس والكينواه والأعلاف والبرسيم والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل البستانية المهمة، التي تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيواني وصناعة الزيوت خاصة إذا عرفنا أن مصر تستورد أكثر من ٩٥٪ من احتياجاتها من الزيوت ويتميز موقع المشروع بأنه استراتيجي لأنه قريب من الدلتا القديمة وتتخله شبكة ضخمة من الطرق، ويقترب من الموانئ، وهو الأمر الذي يدعم الصادرات الزراعية إلى الأسواق العالمية ويخلق حالة كبيرة من الطلب عليه من قبل الشباب ومن قبل الأسر التي تسعي وراء فرص عمل، وفي نفس الوقت في أماكن قريبة من محيطها الأسري.
زيادة صادرات الخضر والفاكهة إلى أكثر من ٣ ملايين و٢٧١ ألف طن
وفقا لما أعلنته وزارة الزراعة فإن صادرات مصر من المنتجات الزراعية قد وصلت إلى ٣ ملايين و٢٧١ ألف طن متواجدة في معظم دول العالم بما فيها الأسواق الأوروبية والأمريكية التي تضع مواصفات فنية قاسية على وارداتها الغذائية، وهو ما يحرص عليه مفتشو الحجر الزراعي حيث يقومون بالتأكد من جودة المنتجات الزراعية المصرية قبل تصديرها، وذلك خلال مراحل تجهيزها في محطات التعبئة والتغليف ثم في المطارات والموانئ، كما أن نظام تكويد المزارع الذي انتهجته مصر منذ فترة طويلة يمنع تماما أي تلاعب في جودة الصادرات الزراعية، وقد احتلت صادرات الموالح المركز الأول بإجمالي مليون و٣٦١ ألف طن، والبطاطس الثانى ٦٤٦ ألف طن، واحتل البصل المركز الثالث بـ ٢٥١ ألف طن.
تقليل فاتورة استيراد المنتجات الغذائية التي وصلت إلى ١٠ مليارات دولار
وفقا لتقرير الصادرات والواردات غير البترولية خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر ٢٠٢٠، والذي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد استوردت مصر بقيمة ١٠ مليارات و٣٣١ مليون دولار منتجات زراعية وغذائية الفترة من يناير إلى سبتمبر ٢٠٢٠ مقابل ١١ مليارا و٧٦٧ مليون دولار خلال نفس الفترة عام ٢٠١٩ بنسبة انخفاض ١٢.٢٪.
وتستورد مصر الخضروات بقيمة ٦ مليارات جنيه تقريب كما تستورد الفواكه من تينٍ وتفاحٍ وبرتقالٍ وحمضياتٍ بقيمة ٥ مليارات جنيه تقريبًا وحبوبٍ بجميع أنواعها من أرزٍ وشعيرٍ وغيره بقيمة ٤٢ مليار جنيه تقريبًا وطحينٍ ونشا بقيمة ٧٦٦ مليار جنيه.
كما تستورد أيضا زيت عباد الشمس حيث بلغت الكميات المستوردة نحو ٢٩٣،٨٨٢ طن عام ٢٠٢٠ مقابل ١٧٠،٣٩٣ طن خلال نفس الفترة من عام ٢٠١٩ ووصلت نسبة الزيادة إلى ٣٧٪ عن متوسط الخمسة أعوام الماضية.
كما تستورد مصر زيت الذرة حيث تم استيراد نحو١٧،٤٠٦ طن من زيت الذرة عام ٢٠٢٠ مقابل ١٧،٦٥٦ طن خلال نفس الفترة من عام ٢٠١٩ بتراجع طفيف بلغ ٢٥٠ طنًا، وبتراجع ٣٤٪ عن متوسط الخمسة أعوام الماضية، ويعود ذلك لارتفاع نسب العصر المحلي بشكل عام بجانب ارتفاع أسعار زيت الذرة العالمي بالخارج، حيث يسيطر زيت الذرة الأمريكي على واردات مصر من زيت الذرة، وذلك لجودته العالية.

٢٠٠ مليار جنيه تكلفة زراعة المليون فدان
تكلفة زراعة الفدان وفقا لما أعلنه الدكتور السيد القصير وزير الزراعة ٢٠٠ ألف جنيه، بما يعني أن تكلفة زراعة المليون فدان تصل إلى ٢٠٠ مليار جنيه. والمشروع سيمثل نقلة زراعية وعمرانية جديدة لمصر خاصة بعد وصول المساحة الزراعية في مصر إلى ٧.٦مليون فدان بحلول عام ٢٠٢٤، كما أن مشروع المليون فدان أو الدلتا الجديدة تمثل ٢٪ من المساحة القابلة للزراعة في مصر، كما يدخل مشروع مستقبل مصر ضمن نطاق المشروع، وهو على مساحة ٤٥٠ ألف فدان.
٥ أنشطة مرتبطة بالدلتا الجديدة
على هامش استزراع أراضي الدلتا الجديدة سيتم إنشاء مجموعة من المجمعات الصناعية المرتبطة بالزراعة ضمن مشروع الدلتا الجديدة كمحطات التعبئة والتغليف وتصنيع المنتجات الزراعية، إضافة إلى محطات التصدير والإنتاج الحيواني وتصنيع منتجات الألبان وثلاجات الخضر والفاكهة وغيرها، وذلك لتعزيز إستراتيجية الدولة المصرية في مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، وتضم مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة.
البورصة السلعية
تستعد البورصة السلعية للعمل اعتبارا من منتصف شهر أبريل مع موسم حصاد القمح المحلى لتكون سلعة القمح أول سلعة لتداولها عبر منصات البورصة الإلكترونية كما ستدخل سلع مثل الفول والقطن في المراحل المقبلة.
وتهدف البورصة السلعية إلى تقليل حلقات تداول السلع بين المزارعين والمنتجين وصولا إلى يد المستهلك، ويستطيع البائع إيداع السلع داخل المخازن المعتمدة من قبل وزارة التموين بعد تصنيفها وإعطاء درجة لجودتها ليتم تداولها مباشرة على المنصة الإلكترونية للبورصة التي تعرض الكميات المتاحة من كل سلعة على شاشات البورصة.
وبذلك ستتحكم آليات وقوى العرض والطلب بين البائع والمشترى في تحديد سعر تلك السلع لصالح المستهلك مما سنعكس بشكل إيجابي على أسعار السلع ومع زيادة الإنتاج المتوقع مع دخول المليون فدان إلى السوق ستشهد أسعار منتجات السلع الزراعية مزيدا من الانخفاض واستقرار الأسعار لمدد طويلة.