الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الوشاح الأزرق.. تحد يهدد حياة الأطفال والمراهقين.."ألعاب الموت الإلكترونية" تزيد فرص انتحار الشباب تحت مظلة المتعة والتجربة الجديدة.. و"تحدي التعتيم" يزهق أرواح الأطفال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يطارد «شبح الموت»، الأطفال والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تحديات الموت والألعاب التي تحرضهم على الانتحار بشتى الطرق، حيث ظهر مؤخرًا تحد جديد على موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك»، وهو «الوشاح الأزرق» أو «تحدي التعتيم»، الذي أثار الجدل خلال الفترة الماضية، بعد أن تسبب في وفاة بعض الشباب والأطفال في بعض الدول ومنها مصر، بعد الإقدام على الدخول في هذا التحدي.
يطارد «شبح الموت»، الأطفال والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تحديات الموت والألعاب التي تحرضهم على الانتحار بشتى الطرق، حيث ظهر مؤخرًا تحد جديد على موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك»، وهو «الوشاح الأزرق» أو «تحدي التعتيم»، الذي أثار الجدل خلال الفترة الماضية، بعد أن تسبب في وفاة بعض الشباب والأطفال في بعض الدول ومنها مصر، بعد الإقدام على الدخول في هذا التحدي.

تسبب تحدي "الوشاح الأزرق" على "تيك توك"، حالة من الرعب والخوف داخل الأسر المصرية، خاصةً بعد حادث انتحار شاب يدعى "أدهم" يبلغ من العمر ١٨ عامًا، في حي "منشأة ناصر" بمحافظة القاهرة، وفي إيطاليا توفت طفلة عمرها ١٠ سنوات بعد أن قامت بربط حزام حول رقبتها ونفذت التحدي، مما تسبب في اختناق فوري بالمخ أودى بحياتها، وقررت السلطات الإيطالية حجب تطبيق "تيك توك" الصيني داخل البلاد مؤقتًا حتى منتصف الشهر الجاري، وهو الموعد المحدد لتسلم إيطاليا رد الشركة على طلبات لجنة التحقيق في روما، وذلك بسبب إدمان الأطفال والمراهقين لهذه اللعبة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد وقوع العديد من حالات الوفاة بسبب "تحدي التعتيم"، تحرك تطبيق "تيك توك"، حيث دعا مستخدميه للإبلاغ عن الأشخاص المشاركين في التحدي، على أمل أن يمنعه من الانتشار عبر الإنترنت، عن طريق الضغط على الثلاث نقاط بجوار الفيديو، ثم اختيار إبلاغ، وبعد ذلك تحديد السبب في الانتحار وإيذاء النفس والأفعال الخطيرة.
كما حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى، من تحدي «الوشاح الأزرق» أو «التعتيم» على تطبيق الفيديوهات «تيك توك»، فهو مخالف للدين والفطرة، وحرمة هذه الألعاب الإلكترونية والتحديات، مهيبًا بأولياء الأمور والجهات التثقيفية والتعليمية والإعلامية بيان خطر أمثال هذه الألعاب، وضررها البدني والنفسي والسلوكي والأسري، ونبذ كل السلوكيات العدوانية المشينة، ورفض جميع الأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعاتنا عبر بوابات الإنترنت، والحرص على تدعيم الاستقلالية لدى أفراد المجتمع عامة، والنشء خاصة.

"تحدي التعتيم"
تستهدف لعبة "الوشاح الأزرق" أو "تحدي التعتيم"، الأشخاص الذين يمرون بلحظات مرض نفسى، واكتئاب على أمل أن يعيشوا تجربة مختلفة، تساعدهم في الخروج من حالة الاكتئاب الشديد، مما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في هذا الفخ، حيث تمر اللعبة بعدة مراحل، بدءًا من عملية التسجيل، من خلال حساب على "تيك توك" فقط، ويطلب من الشخص الدخول في عملية تحدى "تعتيم الغرفة"، لذلك جاء لفظ "تحدى التعتيم"، ثم الدخول في المرحلة الثانية، وهى لحظات لكتم النفس بحجة أنهم يشعرون بأحاسيس مختلفة بزعم أنهم سيخوضون تجربة جديدة لا مثيل لها، ونجح البعض في عبور ذلك التحدي فيما توفى البعض.
لم تكن لعبة "الوشاح الأزرق" الأولى من نوعها، فعلى مدى السنوات الماضية ظهرت عدة ألعاب إلكترونية تجذب المراهقين والأطفال إليها بشكل كبير وتسيطر على عقولهم بدرجة كبيرة، وتدفعهم إلى الانتحار أو إيذائهم نفسيًا وجسديًا، تحت مظلة تنفيذ تعليمات وأوامر هذه الألعاب للاستمرار فيها، مما تشكل خطورة عليهم.
ومن ضمن هذه التحديات الخطيرة لعبة "بابجي" الذي أقبل عليها ملايين الشباب والأطفال بشكل يومي، والتي حذرت منها العديد من الجهات العالمية باعتبارها تحرض على العنف وتحمل تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة عليهم، وكذلك لعبة "الحوت الأزرق"، التي كانت سببا في انتحار بعض من الأطفال، وأيضًا لعبة "مومو" التي كانت تثير الخوف لدى الأطفال والأسر، لأنها كانت تشجع بشكل صريح على الانتحار وتهديد مستخدميها بالقتل.

الدور التربوي
ومن جانبها، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الإلعاب الإلكترونية التي تستهدف أرواح الشباب والأطفال خطيرة جدًا تهدد أمن واستقرار المجتمع، مطالبة بضرورة حظرها في مصر لمواجهة مثل هذه الأفكار السامة التي يتم إدخالها لمجتمعنا المصري، التي تؤثر على الأجيال القادمة نفسيًا بشكل سلبي، فهي كارثة تهدد المجتمع، مؤكدة أن الدراما ممثلة في الأفلام والمسلسلات القديمة كانت تهدف إلى إعطاء "عظه" وحكمة للأجيال المختلفة، داعية كُتاب السيناريو في الوقت الراهن أن يرجعوا أنفسهم عند كتابة سيناريو فيلم أو مسلسل ما، والرجوع إلى الأفلام القديمة التي كانت في نهايتها يخرج المشاهد بـ"عبرة"، فإن الدراما حاليًا غيرت العادات والتقاليد المتعارف عليها المجتمع منذ قديم الأزل، تساهم في نشر "العُري والخيانة والقتل والانتحار والتدخين"، بعد أن كان هناك قانون يمنع التدخين في الدراما.
وتتابع الدكتورة سامية خضر، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن المجتمع لا يمكن أن يبتعد عن الدراما والإعلام المرئي تحديدًا، فإن إصلاح المجتمع الذي يتضمن ٦٠٪ من الشباب والتخلص من الأفكار الغربية السامة يتطلب تضافر كافة المؤسسات لتقديم النصائح للشباب والأطفال وأولياء الأمور، وإنقاذ الأفكار المصرية الحقيقية القديمة، مطالبة بعودة برامج الأطفال الجيدة التي كانت موجودة قديمًا التي ساهمت في تربية وتأسيس أجيال جيدة، بجانب عمل ودور مؤسسات مثل الأزهر والكنيسة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والبرامج المختلفة، بجانب الدور التوعوي للآباء والأمهات، حيث إن هذه الجهات تحتاج إلى أن تكون لها هدف موحد وقبضة واحدة، فإن التسيب الأسري أصبح كبيرا جدًا داخل الأسرة المصرية، والتخلص من العطش الأسري والنفسي والعاطفي والاجتماعي الموجود لدى الأطفال ويفتقدونه من الآباء والأمهات أيضًا في ظل انشغالهم بسوق العمل والبعد عن المنزل وأطفالهم والاكتفاء بتوفير حياة كريمة لهم فقط ماديًا.
وتطالب، بضرورة عمل "قبضة إحكام فكري" على كل ما يأتي لمجتمعنا المصري من الخارج، من أفكار متطرفة خبيثة، نتيجة الانفتاح والعولمة في الوقت الحالي، فإن تغيير الفكر للآباء والأمهات والأطفال والشباب سيكون أمرا سهلا إلى حد ما، مقارنةً بفكرة منع أو حظر هذه النوعية من الألعاب، ولابد أن تكون الأسرة المصرية قريبة من أطفالها بدرجة كبيرة والحرص على تخصيص وقت لهم يوميًا لمتابعتهم ومعرفة كل ما يدور في أذهانهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم، فإن الأطفال يحتاجون إلى الرعاية المستمرة، وخاصةً الرعاية النفسية والاجتماعية والسلوكية، وعدم إشعارهم بأنهم بمثابة عبء على أسرهم وتركهم لتفكيرهم واختلاطهم بالآخرين واللجوء إلى الهواتف المحمولة كبديل عن دور الأب والأم.
وتوضح، أن التنشئة السليمة للأطفال مهمة جدًا، وخاصة بطريقة صحية ونفسية جيدة، فلا بد من توفير الرعاية والاهتمام والمتابعة المستمرة لهم وتخصيص وقت لهم يوميًا دون إشعارهم بأنهم مراقبون أو يتم السيطرة عليهم، وتنمية مهاراتهم المختلفة سواء عقليًا أو رياضيًا، وإشباعهم عاطفيًا من قبل الآباء والأمهات، ولابد من تخصيص وقت أسبوعيًا للتنزه وخروج الأطفال إلى الحدائق والأماكن الأثرية المختلفة.

خطر الألعاب الإلكترونية
ويضيف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الألعاب الإلكترونية التي تستهدف الأطفال والمراهقين لتشجيعهم على الانتحار موضوعة من قبل متخصصين في علم النفس، الذين يجرون اختبارات عليهم من خلال هذه الألعاب، ويضع إسقاطات داخل اللعبة من خلال مجموعة الأسئلة التي يريد أن يجيب عنها اللاعب، وهي متعددة تكشف عما إذا كان اللاعب يكذب أم لا، مشيرًا إلى أنه في حالة الكذب وعدم تلبية أوامر وشروط اللعبة يتم طرد اللاعب منها، فإنها تبحث عن مراهقين "عُصبيين" في العمر من ١٠ سنوات وحتى ٢٠ عامًا، وهم الذين يكمن إثارة التوتر لديهم بسرعة. ويواصل فرويز، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أنه عندما يتم وضع المراهق تحت الضغط سواء كان ضغطا عاطفيا أو ماديا، فإنه يفكر في الانتحار نتيجة تدهور حالته النفسية، وهذه هي خطورة مثل هذه الألعاب الإلكترونية مثل "تحدي الوشاح الأزرق"، موضحًا أن منعها في مصر قد يكون أمرا صعبا خارج عن الإرادة، لأنه أصبح هناك بدائل للوصول إلى هذه الألعاب حتى في حالة حظرها أو منعها في مصر رسميًا، ولكن يكمن الحل في التوعية والتواصل مع الأطفال من خلال الآباء والأمهات، دون إلقاء الحمل على الدولة بأخذ قرار بمنع أو حظر هذه الألعاب، فإنه يتم إجهاد الدولة دون الحصول على نتيجة حقيقية. ويؤكد، على ضرورة توعية الآباء والأمهات بمتابعة أولادهم بشكل جيد والتعرف على أصدقائهم والألعاب المفضلة لديهم ومشكلاتهم والبحث عن حلول لها ومساعداتهم في التغلب على المصاعب التي يوجهونها، وأن تكون العلاقة الأسرية متكاملة ومتقاربة بين كافة الأطراف.


سيكولوجية المراهق
يرى الدكتور على عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن سيكولوجية المراهقين تتضمن حب المغامرة ويريد اكتشاف ذاته، وله وجود حقيقي، وإذا لم يشعر به أحد فهو يريد أن يكون له دور وهدف، مما تبدأ مرحلة المراهقة السلبية والشعور بأنه شخص ناضج وكبير، فإن الحالة النفسية التي يمر بها المراهق تكون قلق وتوتر واكتئاب، والمرحلة الانتقالية من الطفولة للبلوغ إلى الشباب فهي مرحلة صعبة، وتحتاج إلى سياسة في التعامل، موضحًا أن هناك غيابا واضحا لهذه السياسة داخل المجتمع، فإن التربية لا تحتاج إلى خريجي كليات التربية، بل تحتاج إلى إدراك فهم أصول التربية وآليات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك- تيك توك" وغيرها لما لها من تأثير على نفسية المراهق التي تحتاج إلى الاهتمام والمتابعة.
ويستكمل عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن هناك غيابا تربويا في مرحلة انتقالية مهمة جدًا وهي المراهقة، فإن صناع الألعاب الإلكترونية الخطيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الرغبة الشديدة في الظهور، حيث إن تحدي "التعتيم" أو "الوشاح الأزرق" ظهر في إيطاليا ومن ثم إلى مصر، بهدف جني الأموال والبحث عن الشهرة والظهور إلى العالم، فهناك العديد من التحديات التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الهدف وتحقيق شهرة "التريند"، وتخليد الأسماء، فإذا لم يستطع الشخص تخليد اسمه بالطريقة الصحيحة سيقوم بتخليده بالطريقة الخاطئة، فإن سلوك بعض الأشخاص أصبح لا يتناسب مع ثقافة وبيئة المجتمع، فإن الثقافة المصرية تشهد حالة انحدار شديد في الوقت الراهن، وبعض الأسر لا تعرف طبيعة التعامل مع المراهق والتدخل معه، وتركهم فريسة لبرامج "تيك توك" وغيرها.
ويشير إلى أن قلة الاهتمام والتركيز والمتابعة مع الأطفال والمراهقين أمر خطير جدًا، فإن الآباء والأمهات لا يعرفون المحتويات التي يتابعونها على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وسلوكياتهم التي تنحرف بسبب هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة والتحديات على "تيك توك" وغيرها من التطبيقات، ويسعون إلى تقليد هذه التحديات التي تظهر في الغرب وخوض المخاطرة والوقوع في فخ الانتحار والاختناق وإظهار هذا الأمر في "بث مباشر" لمتابعي التطبيق لإبراز قدرتهم على التحمل وتأكيد الذات، وسط متابعين غير أسوياء نفسيًا يعانون من الاكتئاب وحالة هيستيرية خطيرة جدًا لتأكيد وجوده وذاته على هذا العالم الافتراضي من خلال هذه اللعبة أو الألعاب التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة مثل "الحوت الأزرق" و"مومو" وغيرها.
ويضيف، أن بعض الأسر تعاني من توفيرها التربية الحقيقة لأطفالها، ويشتكون باستمرار من أولادهم وسلوكياتهم، وهم بعيدون تمامًا عن فكرة التربية، مطالبًا أن يكون لديهم بعض القواعد الخاصة بالتربية، وأن يكونوا صارمين في تطبيق بعض العقوبات المناسبة والمتفق عليها في تربية الأطفال والمراهقين، وأن يكون هناك حالة حوار واحدة ما بين الآباء والأمهات والمراهق، والاستماع إليه يوميًا وإخراج كل ما بداخله، وإعطاء نصائح له وخاصةً بعد أوقات "الضحك والهزار" وليس بعد المواقف الجدية، وممنوع انتقاد المراهق أو المقارنة أو العنف، بل لا بد من قبوله واحتوائه وتغطية المراحل الصعبة التي يمر بها.

مطالبات بالحظر
وتقول الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بها درجة من درجات الإدمان، لأنه تم الاعتياد عليه وصعوبة الاستغناء عنه، فكلما اقترب الشخص من استخدامه كلما فتح نوافذ ومناطق جديدة حسب الاهتمام، فإن الأطفال دائمًا ما يكون اهتمامهم ينصرف تجاه الألعاب والمغامرة وما وراء الطبيعة والأشياء التي بها مخاطرة، مطالبة الآباء والأمهات والأسرة بشكل عام وكذلك الدولة حماية هؤلاء الأطفال بوجود بعض الضوابط لاستخدام هذه المواقع والألعاب الإلكترونية، ومن هنا دور الدولة مهم جدًا وهو دور رقابي ضروري دون أن يكون له علاقة بالحرية أو الاستقلالية وغيرها، لأن كثيرا من الدول المتقدمة تفرض سيطرتها على بعض آليات استخدام الإنترنت والمواقع.
وتوضح الدكتورة هالة منصور، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن دور الأسرة يحتاج إلى وجود معلومات كافية ووعي كافي بالخطورة الطبية والنفسية والاجتماعية على الأطفال للتعرض لأدوات التواصل الاجتماعي، وبالتالي هنا درجة الوعي عند الآباء والأمهات ستساعدهم في الحفاظ على أبنائهم، لأنهم سيستشعرون حجم الخطورة، مشيرة إلى أن بعض الأسر تستسهل في إشغال الطفل بالأدوات الإلكترونية، وهذا أمر خطير جدًا، لأنه في النهاية يدفع الأب والأم ثمن علاج أطفالهم أو يتفاجئون بوجود المشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها، وبالتالي فإن جزء الوعي والضبط الاجتماعي أيضًا مهم من خلال تقنين وفرض الرقابة عليها ومنع استخدام هذه الألعاب والمواقع لمراحل عمرية معينة، ومتابعة الأبناء والحد من استخدامهم لهذه الألعاب أو التعرض للمواقع الإلكترونية لفترات طويلة لما تسبب لهم ضرر بالغ.
وشددت على ضرورة الوعي لدى الأسرة والأطفال بالمخاطر الإلكترونية، مطالبة بحظر الدولة لهذه الألعاب فهو أمر ضروري، فهناك العديد من البرامج الغربية التي تدخل إلى مصر التي تهدف إلى السيطرة على مجتمعنا وعقول الأطفال والشباب، وبالتالي ليس هناك أي أزمة في فرض الدولة للرقابة على جميع المواقع والألعاب، مطالبة أيضًا برفع الاشتراكات على الهواتف المحمولة واستخدام الإنترنت ووسائل الاتصال، وتقنين أوضاعها لما من شأنه حماية المجتمع، فإن الهواتف والإنترنت أصبحت عنصرا أساسيا في المجتمع، يستخدمه البعض استخداما خاطئا لأنها لا تمتلك أي درجة من الوعي والثقافة، وتكون مدخلا للجريمة والانحرافات الأخلاقية والفكرية والسلوكية وغيرها، فكلما انخفضت أسعار الاشتراكات كلما زاد دخول برامج مجانية، كلما ارتفع شريحة المستهلكين من الطبقات البسيطة، التي لا تستطيع تقنين أو معرفة المخاطر الناجمة عنها، فإن رفع الأسعار هي المدخل الرئيسي لتقنين أوضاع المواقع الإلكترونية والألعاب سواء لشريحة عمرية أو طبقية معينة.
دور الدولة
أكد أحمد الدموهي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الألعاب الإلكترونية الخطيرة مثل "الوشاح الأزرق- بابجي- الحوت الأزرق- مومو" وغيرها تهدف إلى التأثير على عقول وأفكار الشباب، وذلك في ضوء التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم يوميًا، الأمر الذي يحتاج إلى مواكبته بزيادة الوعي لدى الآباء والأمهات والأطفال والشباب وتنمية الثقافة والإدراك بخطورة هذه النوعية من الألعاب، التي تستهدف إقدام الشباب على الانتحار نتيجة الضغط الذي يتعرضون له سواء نفسيًا أو اجتماعيًا، مما يتطلب متابعة الأسر لأطفالهم وتوعيتهم بهذه المخاطر، بجانب القضاء على الأمية التكنولوجية التي يواجهها بعض الأسر. وأضاف الدموهي، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن حظر الألعاب الإلكترونية قد لا يكون ذات نتيجة إيجابية حقيقية، إلا أنه سيتطلب من الدولة بذل جهود قد يتم التغلب على عملية حظر هذه الألعاب باستخدام مواقع عالمية، لافتًا إلى أن حل هذه الأزمة التي تعد جزءا من مخطط دولي يستهدف الأجيال الحالية والقادمة، يكمن في الدور التوعوي للآباء والأمهات تجاه أولادهم، وإبعادهم عن هذه النوعية من الألعاب من خلال الاهتمام بهم ومتابعتهم بشكل دوري، التي تهدف إلى إيذائهم نفسيًا وتغيير سلوكياتهم وأخلاقياتهم، بجانب دور المدرسة والجامعة والمؤسسات المختلفة لتوعية الشباب والأطفال.