الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"فلاديمير نيسين".. رحالة روسي يزور الأقصر "حافيًا".. طاف 151 دولة برفقة زوجته.. لدغته عقارب وأصيب بالملاريا وتسممت رفيقة رحلته..يؤمن بأن اختلاف الناس ليس حقيقيًا ولكن السياسة جعلتهم كالغرباء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"العودة إلى الطبيعة".. هذه هي الرؤية التي سعى لتنفيذها رحالة روسي يزور محافظة الأقصر، هذه الأيام، فقط حاملا حقيبة على ظهره تحتوي على ما يريد من أدوات تخييم، وطعام سهل التجهيز وهو في الغالب "أرز"، وموقد سريع الاشتعال، ليسهل له إعداد الطعام إذا كان يخيم في مكان لا يسكنه أحد ولكن الفرق في هذا كله، أنه يقوم برحلته "حافي القدمين". 


اسمه "فلاديمير نيسين"، وهو عجوز روسي، يبلغ من العمر 76 عاما، بدأ في السير "حافيًا"، منذ أن كان عمره 46 عاما، أي ما يزيد على 24 عاما، لا يهتم بنظرة الناس له، ولا بحكمهم عليه، فهو تعود على السير "حافيًا" بين البلدان، عابرا للحدود بقدميه العاريتين، ليكون أكثر تواصلا مع الطبيعة وفقا لوجهة نظره، وهناك 151 دولة زارها "دون أن يرتدي حذاء".
البداية - كما رواها نيسن - أنه قرر ترك وظيفته كمدرب "جودو" الألعاب الرياضية في مدينة "نيجناروتوفسك" مسقط رأسه في روسيا، ليسافر بعدها "حافيا" دون ان يعبأ بالصقيع الذي يلف بلده الأم، أو بحرارة الصيف وسخونة الرمال في البلدان التي زارها، وشاركه في رحلته تلك زوجته، والتي تزوجها بعد انفصاله عن زوجته االأولي لتترك عملها بصفتها "ممرضة"، في إحدى المستشفيات الكندية وتلحق بزوجها في رحلاته بين البلدان.
وأضاف نيسن، لـ"البوابة نيوز" أنه ثاني شخص على مستوى العالم قرر السفر "حافيا"، وليس الأول كما يعتقد البعض، حيث يشعر أنه قريب من الأرض والطبيعة أكثر من غيره، خاصة مع إيمانه أن الإنسان وٌلد حافيا، كما أنه يأكل مما تصنعه الطبيعة مباشرة دون أن يقوم بغسله، سواء كان فاكهة أو خضراوات ويستأذن أصحابها ليأكل منها، وكثيرا ما يعرج على محلات الفاكهة ليأخذ منها بالمجان.
وتابع، أنه لم يقم بالفنادق منذ ما يزيد عن 20 عاما كما يفعل سياح آخرون، كما لم يشتر مياها معدنية منذ أكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أنه لا يقرأ عن البلدان التي يزورها فهو يفضل ان يستكشف ويتفاجأ كما الأطفال بما سٌيقدم عليه ويراه على الطبيعة.
وحول زياراته وانطباعاته في تلك الرحلات، قال فلاديمير، أنه يشعر بالطمأنينة أكثر في الدول العربية خاصة فيما يتعلق بشرب المياه، خاصة بعدما أصيبت زوجته بتسمم في  إحدى الدول الأفريقية، مؤكدا أن المياه في الدول العربية في الشوارع مغطاة، وفي مكان آمن على عكس بعض دول أفريقيا المياه مكشوفة للعيان.
وأكد فلاديمير، أنه لا يخشي حدوث أي شيء طوال سفره، لا يعبأ بالصعوبات التي قد تعيق أي شخصا آخر، كما يشعر بالامتنان عندما يلتقي الناس في أي دولة والذين كثيرا ما يرحبون به ويقدمون له طعاما "مجانيا"، ويفتحون له منازلهم.
وعن زيارته لمصر، قال فلاديمير، أن هذه الزيارة تعد الثانية له فقد سبق وزار مصر، في شهر أكتوبر الماضي ليعود بعد ذلك إلى وطنه الأم، ليقضي العيد مع عائلته، مؤكدا أن أسرته لا تتأثر بطبيعة سفره خاصة أنه يزورهم كل فترة.
وفيما يخص فيروس الكورونا، أبدى فلاديمير انزعاجه من الفيروس مؤكدا أنه يشعر بالضيق منه بسبب العقبات التي حددتها الدول ضمن إجراءاتها الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وما ترتب عليه من إغلاق الحدود بين الدول أو الطيران، كما أنه يسافر بالطائرة في بعض الأحيان إذا تعذر دخول البلد من خلال الحدود البرية، كما يواجه صعوبات في السفر إلى بعض الدول إذا كانت على خلاف مع بلده الأم.
وعن أبرز ما تعرض له خلال رحلاته، أكد فلاديمير انه جُرح  مرتين في قدمه،  ولدغته  عقرب في إحدي المرات، واٌصيب بالملاريا مرة واحدة وزوجته مرتين، وسقط من علو شاهق مما تسبب في حدوث كسر في منطقتي الحوض والقدم، لكن ذلك لم يثنهما عن استكمال رحلاته.
 ولم يوقفهما عن هدفهما في زيارة دول العالم والاستفادة من تجارب وخبرات وثقافات الدول.
رحلات الرحالة الروسي أثمرت عن كتابة ثلاث كتب حتى الآن والتي قام "فلاديمير" بكتابتها ونشرها على إحدى المواقع عن رحلاته وخبراته التي تعلمها أثناء سفره للدول وثقافات الشعوب.
واختتم الرحالة الروسي، تصريحاته مؤكدا بأن ما يروج له من إختلاف الناس ليس حقيقيا وأن الناس مثل بعضهما البعض ولكن هناك دوافع سياسية في العالم جعلت الناس يشعرون كالغرباء.