رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

في الذكرى العاشرة لاضطرابات 2011.. نبوءة القذافي تحققت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"ستندمون يوم لا ينفع الندم.. اللي بيته من الزجاج لا يرجم الناس بالحجارة.. من أنتم؟.. دقت ساعة العمل.. دقت ساعة الزحف.. دقت ساعة الانتصار"، أطلق الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، هذه الكلمات في خطاب شهير ألقاه يوم 23 من فبراير 2011، موجها حديثه إلى المتآمرين على البلاد.
ورغم غموض معاني هذه الكلمات في وقتها، فإنها كانت بمثابة علامات على نبوءة توقع فيها القذافي ما حاق ببلاده من نتائج مؤامرة إسقاط نظامه، التي انهارت معها أركان الدولة الليبية، وأصبحت بلا وجود.
القذافي كان يستشرف المستقبل، هذا ما أكده، الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، مشيرا إلى أن الزعيم الليبي الراحل، كان يدرك حقيقة المؤامرة التي دبرها الغرب لتدمير بلاده ونهب ثرواتها، فوجه تحذيرا شديدا للداخل والخارج، بشأن ما ستؤول إليه البلاد، حال استمرار الفوضى.
ولفت العفيفي إلى أن القذافي حذر أيضا في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير، من خطر التطرف الذي يهدد أوروبا، مؤكدا أنه يسعى لحماية الشعب الليبي، من خطر تنظيم داعش، الذي ظهرت له خلايا نائمة في شمال إفريقيا، إلى جانب الخلايا المعروفة للقاعدة.
القذافي قال في حديثه مع بلير، إن الجهاديين حصلوا على أسلحة وزرعوا الخوف في قلوب المواطنين، لافتا إلى أنهم يريدون السيطرة على البحر المتوسط ومن ثم مهاجمة أوروبا.
ولفت العفيفي إلى أن تحذيرات القذافي لم تلق اهتماما من أحد، إلى أن تحققت بالفعل حاليا، ونال الغرب نصيبه من الفوضى، بتسلل عناصر متطرفة إلى أوروبا، وتنفيذها هجمات إرهابية هناك.
واليوم مضت 10 سنوات على إسقاط نظام القذافي، تحققت فيها نبوءة القائد الشهيد، وخلال تلك السنوات توالت التصريحات والاعترافات الغربية التي تعبر عن الأسف، لشن عدوان على ليبيا، وعدم الانتباه لتحذيرات القذافي، وذلك بعد أن صدمتهم صور جثث المهاجرين الأفارقة الطافية على مياه البحر، وتدفق الآلاف إلى بلدان أوروبا.
الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، قال إن ليبيا غرقت في الفوضى، وساءت الأمور فيها، بسبب ثقة الولايات المتحدة في الأوروبيين، وهو ما يمثل اعترافا واضحا بصدق نبوءة القذافي، بعد أن عاشت البلاد حربا أهلية طاحنة أحرقت الأخضر واليابس في المناطق التي طالتها، بسبب انتشار الجماعات المسلّحة وانتشار الملايين من قطع السلاح.
رئيس لجنة اختيار الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطانى، السير كريسبين بلانت، قال إنه تمت مناقشة تحذيرات القذافي، موضحا أن الأدلة المتاحة الآن تشير إلى أن الساسة الغربيين هم أقل إدراكا للمخاطر، التي قد تهدد الشعب الليبي والمصالح الغربية، على حد سواء بسبب التدخل الخارجي.