الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

«أردوغان» يبيع الإويجور لـ «الصين» مقابل لقاحات كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان عبد الله متسيدي، وهو مواطن من الأويجور يعيش في تركيا، يستعد للنوم عندما سمع ضجة، ثم قرع على الباب، "شرطة! افتح الباب!" ودخل عشرة ضباط أو أكثر، يحمل العديد منهم بنادق ويرتدون ملابس قوة مكافحة الإرهاب التركية.
سألوه إذا كان قد شارك في أي تحركات ضد الصين وهددوه بترحيله هو وزوجته للصين. أخذوه إلى مركز للترحيل، وسط جدل سياسي محتدم حول مصير مجتمع الأيجور الذي فر من الظلم والاضطهاد ليجد تاجرًا لا يتورع أن يبيع ويشتري في البشر أنفسهم.
يتهم المشرعون المعارضون في تركيا قادة أنقرة ببيع الأويجور سرًا إلى الصين مقابل لقاحات ضد فيروس كورونا.
في الأشهر الأخيرة، داهمت الشرطة التركية واحتجزت نحو ٥٠ شخصا من الأويجور في مراكز الترحيل، كما يؤكد المحامون لوكالة الأسوشيتد برس. يخشى المشرعون الأتراك المعارضين والأويجور من أن تستخدم بكين اللقاحات كأداة ضغط للفوز بمرور معاهدة تسليم المجرمين التي ترغب الصين في إبرامها مع تركيا لتكون الأداة الخفية والقانونية لإعادتهم لمراكز الاعتقال التي تأوى قرابة المليون شخص في الصين. تم التوقيع على المعاهدة قبل سنوات ولكن تم التصديق عليها فجأة من قبل الصين في ديسمبر، ومن الممكن أن تعرض على المشرعين الأتراك في أقرب وقت هذا الشهر. يقول الأويجور إن مشروع القانون، قد يجلب لهم كابوسًا يهدد حياتهم: الترحيل إلى بلد فروا منه لتجنب الاحتجاز الجماعي.
اعتقل أكثر من مليون من الأويجور وأقليات مسلمة أخرى في السجون ومعسكرات الاعتقال في الصين فيما تصفه بكين بأنه إجراء لمكافحة الإرهاب لكن الولايات المتحدة وصفته بإبادة جماعية.
قالت زوجة متسيدي (المواطن الأويجورى المحتجز في تركيا)، وهي تبكي، رافضة ذكر اسمها بالكامل خوفًا من العقاب: "أنا مرعوبة من الترحيل، وخائفة على صحة زوجي العقلية".
ظهرت الشكوك بشأن وجود صفقة عندما منعت الصين الشحنة الأولى من اللقاحات أسابيع في ديسمبر. وقال المسئولون إن التصاريح هي ما أخرت التسليم. لكن يلدريم كايا، وهو مشرع من حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، قال إن الصين قدمت فقط ثلث الـ ٣٠ مليون جرعة التي وعدت بها بنهاية يناير.
تعتمد تركيا إلى حد كبير على لقاح سينوفاك الصيني لتحصين سكانها ضد الفيروس، الذي أصاب نحو ٢.٥ مليون وقتل أكثر من ٢٦٠٠٠.
قال كايا "لقد دفعنا ثمن هذه اللقاحات، هل تبتز الصين تركيا؟" وأضاف إنه سأل الحكومة التركية رسميًا عن وجود أي ضغوط من الصين لكنه لم يتلق ردًا بعد.
تصر كل من السلطات التركية والصينية على أن مشروع قانون التسليم لا يهدف إلى استهداف الاويجور. ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الصينية مثل هذه المخاوف بأنها "تلطيخ"، ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية "وانج وين بين" أي صلة بين اللقاحات والمعاهدة.
وقال وانج في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضى "أعتقد أن مثل هذه التكهنات لا أساس لها من الصحة". قال وزير الخارجية مولود جاويش أوجلو في ديسمبر إن تأجيل تسليم اللقاح لا علاقة له بقضية الأويجور.
قال جاويش أوجلو: "نحن لا نستخدم الأويجور لأغراض سياسية، نحن ندافع عن حقوقهم الإنسانية". ولكن على الرغم من أنه تم بالفعل ترحيل عدد قليل جدًا في الوقت الحالي، إلا أن الاعتقالات الأخيرة قد تسببت في حالة من الخوف داخل مجتمع الأويجور في تركيا الذي يقدر عددهم بنحو ٥٠.٠٠٠ شخص.
في الأسابيع الأخيرة، أشاد السفير التركي في بكين بلقاحات الصين مضيفًا أن أنقرة تقدر "التعاون القضائي" مع الصين – وهى كلمة ذات هدف، كما يخشى العديد من الأويجور، تمهد الطريق لحملة قمع محتملة.
في الماضي، سافر عدد من الأويجور إلى سوريا للتدريب مع المسلحين الذين تستخدمهم أنقرة في تدخلاتها العسكرية الخارجية مثل سوريا وليبيا وأذربيجان.
يقول محامون يمثلون الإيجور المحتجزين، لوكالة الأسوشيتد برس، في معظم الحالات التي تم إلقاء القبض عليها، لا يوجد دليل مع الشرطة التركية على وجود صلات بجماعات إرهابية.
يعتقد أستاذ القانون في أنقرة، إلياس دوجان، أن دوافع الاعتقال سياسية. قال دوجان، الذي يمثل ستة من الاويجور الآن في مراكز الترحيل، بما في ذلك ميتسيدي: "ليس لديهم دليل ملموس على أي صلة لهم بالجماعات الإرهابية".
لو تم التصديق على مشروع القانون، فإن دوجان يشك في حدوث عمليات ترحيل جماعي، لكنه يعتقد أن فرص ترحيل الأفراد سترتفع بشكل كبير.
بسبب العلاقات الثقافية المشتركة، لطالما كانت تركيا ملاذًا للأويجور، وهم مجموعة تركية موطنها منطقة شينجيانغ أقصى غرب الصين.
لطالما استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأويجور كأداة سياسية، فتارة يندد بمعاملة الصين لهم ويعتبرها إبادة جماعية، مثلما حدث منذ أكثر من عقد، وتارة أخري يساوم بهم للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية من الصين.
تغيرت نبرة أردوغان كثيرا بشأن الأويجور بعد المحاولة المزعومة للانقلاب في تركيا عام ٢٠١٦، بعد أن قام بحملة تطهير جماعي وإقصاء الغرب له لما تقوم به حكومته من تقويض للسلم العام الدولي.
حاولت الصين ملء الفراغ الذي تركته الحكومات الغربية، استثمرت المليارات في تركيا. وحصل مطار إسطنبول على أول شهادة "مطار صديق صيني" في العالم.
تحول خطاب أردوغان الناري ضد الصين إلى خطاب دبلوماسي وممل بحسب وصف الأسوشيتد برس، حيث أشاد بقادة الصين على مساعدتهم لبلاده.
بدأت الصين أيضًا في طلب تسليم المزيد من الأويجور من تركيا. في أحد طلبات التسليم التي تم تسريبها عام ٢٠١٦ والتي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، طلب المسئولون الصينيون تسليم بائع هواتف محمول سابق من الأويجور، واتهموه بالترويج لتنظيم داعش الإرهابي عبر الإنترنت.
أدت المخاوف المتزايدة بالفعل إلى تدفق المهاجرين الأويجور إلى ألمانيا وهولندا ودول أوروبية أخرى. قال أحد الأويجور الذي فر من الصين إلى تركيا عام ٢٠١٦، إن البعض يشعر باليأس لدرجة أنهم يتسللون عبر الحدود بشكل غير قانوني للهروب من الصين واليوم يقومون بالشئ نفسه للهرب من تركيا.