السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رسائل الإمام الأكبر في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. لا يوجد أحد آمن وحده من خطر كورونا.. ولقاح الأخوة الإنسانية فيها مناعة صلبة في مواجهة الأوبئة الفكرية والأخلاقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إنه لا يوجد أحد آمن وحده من خطر جائحة كورونا في كل مكان من الأرض، والتي تفرض تحديات عصيبة ومريرة بالتزامن مع الذكرى الثالثة لتوقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.


  الحلم الذي أصبح حقيقة
وقال في رسائله بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي يوافق اليوم 4 فبراير 2021، قائلًا: "إخواننا في الإنسانية في كل مكان، يسعدني أن أتوجه إليكم في هذا اليوم التاريخي بحديث الإخوة الإنسانية والقرابة البشرية لنستحث في البشر جميعهم هذه الوشاجة الجامعة واللحمة المشتركة بين أبناء الأرض، ألا وهي لحمة الأخوة الإنسانية من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين الناس جميعًا".
وتابع:"يسعدني أن أشارككم اليوم الاحتفال بذكرى مرور عامين على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة بعد جهد مخلص استغرق عامًا كاملًا من العمل الدؤوب مع أخي العزيز البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وبرعاية مخلصة من الأخ الكريم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدعمه مشكورًا للجنة العليا للأخوة الإنسانية، هذا الكيان الذي أثبت سريعا قدرته على التحرك الدولي في رحلة البحث عن إستراتيجية إنسانية تقوم على التعاون بين محبي الخير والسلام، وتوجت باعتماد الأمم المتحدة يوم الرابع من فبراير كل عام يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية لتكون هذه الذكرى الثالثة لتوقيع الوثيقة مناسبة دولية يحتفل بها العالم في وقتٍ عصيب، يأن فيه الجميع تحت أزمة عاتية وجائحة قاسية".
مواجهة الكابوس المرعب
وأكمل:" إننا إذ نتوجه للعلي القدير بالدعاء لكشف الغمة نؤكد أن الكابوس المرعب الذي يعيشه العالم بسبب وباء فيروس كورونا الذي لم تسلم منه دولة من الدول، ولم ينجُ منه شعب دون آخر، يجعل التشبث بسفينة "الأخوة الإنسانية" حلًا حاميًا وحيدًا للنجاة من هذا الطوفان الكارثي الذي اجتياح العالم ولم يترك للإنسان في كل بقعة من بقاع الأرض غير درس واحد "لا أحد آمن واحده"، ولا نجاة منفرده لصاحب مال أو نفوذ، أبيض أو أسود، مجتمع متقدم أو متأخر".


مفهوم جديد للأخوة
وأشار الإمام الأكبر إلى أن علاج أمراض الكراهية والعنصرية البشرية، ووهم النجاة المنفردة يكمن في لقاح خرج من قلب تجاربنا المريرة، وهو لقاح الأخوة الإنسانية التي أرى فيها مناعة صلبة في مواجهة الأوبئة الفكرية والأخلاقية، لافتًا إلى أن مفهوم الأخوة لا يعني فقط الاكتفاء بقبول الآخر، بل يعني بذل الجهد من أجل خيره وسلامته، وأن نرفض التمييز ضده بسبب أي اختلاف من أي نوع، ولا نألوا جهدا في نشره هذه المبادئ السامية بين الناس، ومن هنا ومن تحت مظلة الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين نوجه تحية تقدير وإكبار إلى كل محبي السلام في العالم، وإلى كل متطلع لعالم يسوده الخير والتسامح وتظلله المودة والسلام والتضامن مع الفقراء، والمُهاجرين من ديارهم وأوطانهم خوفًا ورعبًا من أوبئة العنف والتميز والإرهاب حتى ينعموا بالأمان والاستقرار.
شكر للطواقم الطبية
وشدد باسم الأزهر ومجلس الحكماء وبكل أخ وأخت لي في الإنسانية على شكر كل فرد من أفراد الطواقم الطبية وكل عالم وعالمة وباحث وباحثة عن علاج يدفع عنا غائلة هذا الوباء، وأشكر كل صاحب مبادرة أو مشروع إنساني، فرد أو مؤسسة يكافح في هذه المعركة لدعم الناس دون تمييز وأدعو الله أن يوفقهم وأن يجعلهم ذخرًا الإنسانية جمعاء.
عالم تسوده المودة
واختتم الشيخ رسائله قائلًا: "علينا أن نجعل من هذه المناسبة ذكرى محفورة في تاريخ البشرية نستعيدها كل عام لنتطلق منها نحو عالم تسوده المودة وتعلو فيه ثقافة الاختلاف والتنوع وتختفي فيه نزعات العنصرية والتعصب وكراهية الآخر، وتصنيف الناس في طبقات متفاوتة على أساس من اللون والعقائد والأجناس والفقر والغنى، ليكن الرابع من فبراير تاريخًا لعالم جديد تعلو فيه صناعة السلام على صناعة السلاح، ويبرهن على قدرتنا في خلق بيئة مشتركة نعيش فيها جميعا أخوة متحابين'.
وتحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الأممي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، وذلك بحضور الإمام الأكبر والبابا فرنسيس بابا الكاثوليك، والشيخ محمد بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم إمارة أبوظبي.