رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مسرحيون: تجربة "فهمي الخولي" مميزة.. والخشبة فقدت أهم مخرجيها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مازالت شجرة المسرح المصري تتساقط أوراقها ورقة تلو الآخرى، فبعد ثمانية وخمسين عاما حافلة بالإبداع سواء في المسرح، والسينما، والدراما، فقد المسرح أحد أبنائه المخرج محمد فهمي الخولي المعروف بـ"فهمي الخولي"، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس الجمعة، عن عمر ناهز 80 عاما بعد صراع مع المرض، والذي آمن بأن المسرح مرآة يرى فيها البشر واقعهم وحاضرهم.
حصل "الخولي" على بكالوريوس العهد العالي للفنون المسرحية في 1971، بالإضافة إلى منحة علمية من الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة المسرح الأمريكي في 1987، كما عمل مخرجا مسرحيا في أكثر من دولة عربية بجانب مصر، حيث أخرج 103 عرضا مسرحيا لمسارح الدولة والقطاع الخاص ومسرح التلفزيون، وقصور الثقافة، والمسرح الجامعي، والعمالي والمستقل من بينها: "الوزير العاشق"، "سالومي"، "لن تسقط القدس"، "الرهائن"، "شكسبير في العتبة"، "حمرى جمري"، "باب الفتوح"، "الأرض"، "المحروسة"،"رسول من قرية تميرة"، "العمر قضية"، "ليلى والمجنون" وغيرها.
حظيت أعماله المسرحية بالعديد من الدراسات النقدية والأبحاث العلمية، أعد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية فيلما عنه كأحد رواد الإخراج المسرحي الحديث، بفضل أعماله جعلته ينال كافة جوائز الدولة، إلى جانب العديد من التكريمات والأوسمة داخل مصر وخارجها، فكان آخر تكريم له من قبل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في احتفالية يوم المسرح المصري 5 سبتمبر 2020، ظل الخولي يطالب بتقديم مسرح فعلي، وأن يقدم مسرح الدولة ما هو أرقى من العروض المسرحية الهادفة التي تساهم في تطوير فكر الجمهور، وتعود بالنفع على الطبقة الغير قادرة.
التقت "البوابة نيوز" بمجموعة من المسرحيون للحديث عن تجربة المخرج الراحل فهمي الخولي، والمواقف التي جمعت بينهما فهو صاحب مدرسة إخراجية واضحه، أهتم بالمسرح، ولكن المسرح لا يقبل شريك له، فقد أخلص له بشكل غير عادي، ويعد أستاذا لجيل خاصة لجامعة عين شمس، فكان له أسلوبه المميز في عالم الإخراج، إلى جانب براعته في التمثيل، وتعد أعماله علامة بارزة في تاريخ المسرح، بل سيظل بفنه وخلقه خالدا في قلوبنا جميعا رغم رحيله.



*أعماله نجحت في تأصيل الكثير من قيم المجتمع النبيلة
فقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إن الراحل المخرج فهمي الخولي، مثل علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري والعربي، وتمتع بخيال خلاق ميز تجربته الإخراجية.
وأضافت عبدالدايم، أن أعماله الإخراجية المسرحية نجحت في تأصيل الكثير من قيم المجتمع النبيلة، نال جميع جوائز الدولة إلى جانب تكريمه داخل مصر وخارجها.



*صاحب مدرسة واضحه في الإخراج المسرحي
قال المخرج المسرحي عصام السيد، إن المخرج فهمي الخولي صاحب مدرسة واضحه في الإخراج المسرحي، حيث يعتمد على التشكيلات المسرحية والهندسية في العديد من العروض، فقدم لنا عروضا مسرحية بها علامات بارزة في الإخراج من بينها: "باب الفتوح"، "المحروسة"، "سالومي"، "الوزير العاشق"، وغيرها من الأعمال.
وأضاف السيد، أن الخولي أخرج مسرحية "باب الفتوح" لمنتخب جامعة عين شمس، التي قدمت على خشبة مسرح الطليعة، تأليف محمود دياب، وشارك في بطولتها سامي مغاوري، عصام السيد، محمود حميدة، محسن حلمي، فاروق الفشاوي، آثار الحكيم، أحمد عبدالعزيز، وآخرون، وقد حصلت هذه المسرحية على جائزة كأس جامعات مصر في 1975، حتى أعيد تقديمها في المسرح الحديث في 2015، وشارك في بطولتها كلا من يوسف شعبان، محمد رياض، محمد محمود، أشرف طلبة وغيرهم.
وأوضح السيد، أن الخولي تميز بإخراج النصوص الصعبة والممنوعة من قبل الرقابة وتقديمها على مسارح الهواة نظرا على عكس مسرح الدولة ومن بين هذه النصوص "شايلوك"، "باب الفتوح"، "المحروسة" في 2015، "سبع سواقي" للكاتب سعد الدين وهبة، وقدمتها شركة النصر للسيارات، وغيرها من الأعمال، مؤكدا أن أول لقاء جمع بينهما عندما كان طالبا بالدراسات العليا بجامعة عين شمس، جمعه العمل في منتخب الجامعة وكان الخولي يخرج لهذا المنتخب، ولكن يظل المخرج فهمي الخولي الأستاذ الذي تعلمنا على يده الكثير والكثير، فنحن فقدنا مخرجا بارعا يمتلك كافة أدواته الإخراجية والإبداعية.



* أخلص للمسرح بشكل غير عادي
وقال المخرج المسرحي اميل شوقي، إن المخرج فهمي الخولي صاحب رسالة وقضية، وأخلص للمسرح بشكل غير عادي، بل يعد أستاذا لجيل خاصة لجامعة عين شمس، عرفته من خلال منتخب جامعة عين شمس في 1975 من خلال مسرحية "باب الفتوح" الذي شارك بطولتها سامي مغاوري، محسن حلمي، عصام السيد، سامح السريطي، أحمد عبدالعزيز، طارق الدسوقي وغيرهم من الذين استمروا ومنهم من توقف نهائيا.
وأضاف شوقي، أن الخولي تتعلم منه الالتزام من حيث الموضوع، والبروفات إلخ، وكيفية حب المسرح، وكان بمثابة الأستاذ والصديق في نفس الوقت، ومتابعا جيدا لنا جميعا، فأخرج لكل نجوم مصر من بينهم الفنان عبدالله غيث، والفنانة سميحة أيوب، وغيرهم، مؤكدا أنه ظل معروفا بأعماله في الدول العربية من بينها العراق، سوريا، تونس، الجزائر، وغيرها، فهو فنان أكاديمي واعٍ، كما قدم للقطاعي العام والخاص 103 عرضا مسرحيا ذات الدلالة السياسية الممتعه، كما قدم أيضا فرقة "الفورم أم" للمسرح، فاهتم بالمسرح، ولكن المسرح لن يقبل شريكا.



* مُخرج مُعلم
قال الناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبو العلا، إن المخرج الراحل فهمي الخولي يعد واحد من أهم المخرجين المسرحيين في جيله، وأعني به جيل السبعينيات، حين أخرج مسرحية "جبل المغناطيس" لمسرح الطليعة في عام 1974، وهذا الجيل من المسرحيين جاء في ظل وجود عدد كبير من مخرجي مسرح الستينيات العظام، ولم يكن من السهل على أي واحد منهم أن يتبوأ مكانته في ظل وجود أسماء كبيرة، لكن موهبته وجديته وصدقه فتحت له المجال واسعا، ليعبر عن نفسه، بشكل حقيقي، ليصبح اسمه مُجاورا لأسماء هؤلاء الذين جعلوا المسرح المصري المعاصر، مسرحا نموذجا تحتذي به المسارح العربية، جاورهم بندية، لا تستطيع معها أن تفكر إلى أي جيل ينتمي، فتشعر أنه واحد منهم.
وأضاف أبوالعلا، أن الخولي اهتم بدراسة المسرح أكاديميا وعلميا، فصقل موهبته، ومارس هوايته الأساسية وهي التمثيل، لكنه مع ذلك آثر أن يُعطي الإخراج المسرحي كل حياته، صحيح أنه قدم أدوارا في بعض الأعمال المسرحية والتلفزيونية إلا أننا نحسبه مخرجا أكثر منه ممثلا، وذلك لأنه أضاف، وقدم أعمالا كثيرة تشهد على قدرته، وتعكس رؤيته وموقفه تجاه الحياة، ظل متمسكا حتى آخر حياته بإخلاصه للمسرح، فهو رجل مسرح بمعنى الكلمة، فقد عاش كواليسه كلها "ممثلا، مخرجا، ناقدا، إداريا، مُحكما" ولم يكتفِ بالتعامل مع مسرح الدولة الرسمي، بل أخرج أعمالا في مسرح الثقافة الجماهيرية، والجامعة.
وتابع: "أعلم أنه لم يكن يكتفي فقط، بإخراج العمل عند تعامله مع الهواة، لكنه كان حريصا على تدريبهم، وهذا الجانب يُوضح أنه "مخرج معلم" يتعامل مع المسرح بدون تفريق بين هاو ومحترف، لأنه المسرح في ظنه هو المسرح بعيدا عن فكرة التصنيف، دقيقا في تقييمه للعرض المسرحي، وأشهد أنه كان يستطيع تسجيل ملاحظات مُهمة حول العرض المسرحي، ربما لا ينتبه إليها الناقد".
وأوضح أبو العلا، أنه حين زامله في أكثر من لجنة لتحكيم العروض المسرحية لاحظ ذلك، وكم اختلف معه، لكنه كان يتلقى الاختلاف الفني بصدر رحب، وبسماحة، مُعلنا أن ديمقراطية الحوار والرأي النهائي للحكم على العرض، هي التي ستسود، هكذا كان يتعامل، وكنت أراه مُتحمسا لأي موهبة جادة، حتى وإن لم يكن يعرف صاحبها، مؤكدا أنه مُخرج مُعلم، وهذه الصفة لا يتحلى بها سوى المخرج المعلم بالفعل، جديته في اختيار أعماله تشهد على ثقافته الكبيرة ووعيه ونضوج تفكيره، ورؤيته الواضحة للواقع.



*لولاه ما شهدت الدنيا مسرحية "الملك هو الملك"
وقال المخرج المسرحي مراد منير: "إن قلبي تمزق في لحظة ولم أصدق أن صديق العمر المخرج فهمي الخولي الحبيب اختار سماء أخرى ليرحل إليها، لولاك يا صاحبي ما شهدت الدنيا مسرحية "الملك هو الملك" التي أنتجتها بكل حب.. مع السلامة يا حبيبي وأمانة عليك سلم على الغالية قايزة كمال حبيبتي".



* "باب الفتوح" آخر أعماله بمسرح الدولة
قال الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، إن المخرج الراحل فهمي الخولي، يعد أحد أهم مخرجي المسرح المصري، حيث قدم للمسرح أكثر من 100 عرض مسرحي مع كبار نجوم الفن من بينهم: "عبدالله غيث، سميحة أيوب، رغدة، نورالدمرداش، نور الشريف، صابرين، يوسف شعبان، ممدوح وافي، وغيرهم، وكانت هذه المسرحيات علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري سواء بمسرح الدولة أو بالمسرح الخاص منها: "الوزير العاشق"، "لن تسقط القدس"، "سالومي"، "حمري جمري"، "الجميلة والأندال"، "ليلى والمجنون"، وغيرها.
وأضاف مختار، أن آخر أعماله بالبيت الفني للمسرح، عرض "باب الفتوح" بمسرح السلام، بالإضافة إلى مشاركته المتميزة كممثل قي بعض الأعمال الدرامية التي من بينها "الإمام الشافعي"، "العميل 1001"، "حلقت الطيور نحو الشرق"، وغيرها، كما تولي خلال مشواره الفني إدارة المسرح الحديث، والغد، بالإضافة إلى مشاركته ضمن مجموعة العمل المؤسسة لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.