السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إدارة بايدن وتأكيد الدور القيادي لمصر في المنطقة

بايدن
بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إلتفت كثير من المحللين إلى أجزاء من مكونات ادارة بايدن الجديدة، وتمثيلة للاقليات خاصة النساء واليهود  كل علي حدة دون ادراك مدي انعكاس ذلك علي مكانة مصر القيادية في الشرق الاوسط، وتفاعلات ذلك علي القضية الفلسطينية .
فور تولي بايدن الرئاسة اسرع بتشكيل وتوزيع موظفي البيت الابيض ومساعديه وافراد حكومته، وكان للامريكيين "اليهود" النصيب الاكبر من تمثيل الاقليات في ادارتة بطريقة لم تتكرر بهذة النسبة في كل الرؤساء الديمقراطيين السابقين، وبالطبع نحن نفرق بين صاحب الديانة ورؤيتة السياسية اي بين "اليهودي" و"الصهيوني".
تعود مكافأة اليهود الامريكيين الي دورهم الحاسم في ترجيح كفة بايدن في الفوز خاصة في الولايات المرجحة، ونشر ذلك بشكل واضح الكاتب "شيمي شاليف" في صحيفة هاآرتس 12 نوفمبر 2020، مؤكدا ان حوالي 77% من اليهود الامريكيين انتخبوا بايدن .
ويضيف:" باختصار، قد تكون هذه هى المرة الأولى فى تاريخ الولايات المتحدة التى ينتصر فيها اليهود الأمريكيون بمفردهم ويحسمون نتيجة الانتخابات. وحقيقة أنهم هزموا رئيسًا يوصف بأنه أفضل صديق لإسرائيل فى البيت الأبيض".
تري ما اسباب ذلك ؟
وايضاح لماذا فعل اليهود الامريكيين ذلك مع ترامب رغم كل ما قدمه لهم من خدمات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالجولان السورية أرضاً إسرائلية، ومحاولات "صفقة القرن"، نترك ذلك الي قول زعماء اليمين الاسرائيلي واليسار معا ، لقد قدم ترامب كل ذلك لصالح صديقة نتنياهو مما يعد تدخلا في شئون اسرائيل الداخلية ؟!! بحسب ما نشرته صحيفة "جيرازوليم بوست " صبيحة اعلان فوز بايدن.. 
واضافت الصحيفة: 77% هي أعلى نسبة تصويت لليهود لصالح مرشح ديمقراطي منذ عقود، وأسباب ذلك هي؛ أن غالبية اليهود الأمريكيين لا يؤيدون الاتجاه اليميني الأصولي ومن يمثله سياسيا، ولذا غالبية اليهود الأمريكيين لا يؤيدون الحكومات اليمينية بإسرائيل ولا يعتبرون أن دعم السياسيين الأمريكيين لها هو أمر إيجابي سواء بالنسبة لليهود الأمريكيين أو للشعب الإسرائيلي؛ لأنها تثير المزيد من المشاعر السلبية تجاههم من قبل جيرانهم بالمنطقة وهذا يضاعف الأخطار عليهم، كما أنه من الطبيعي أن يكون الشاغل الأول للناس هو ما يؤثر عليهم وعلى نوعية حياتهم بشكل مباشر، والتيار اليميني في أمريكا عداوته لليهود والأمريكيين السود أكبر حتى من عداوته للمسلمين. 
هكذا اعطي 77% من اليهود الامريكيين لبايدن وهو يرد لهم الجميل الان.. ولكن ليس بالعدد فقط بل والمهام وفي المقدمة وزارة الخارجية:
ولنبدا بالاسماء والمهام التي تهمنا في الشرق الاوسط حيث نجد للمرة الاولي تهيمن علي وزارة الخارجية شخصيات يهودية ، الوزير كان أنتوني بلينكين أحد المقربين من الرئيس المنتخب جو بايدن لفترة طويلة. وقد عمل في إدارة رئيسين ديمقراطيين، بالإضافة إلى عمله كمساعد رئيسي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. كما شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي ونائب وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما كان بايدن نائباً للرئيس.
بلينكن ومساعدة شيرمان ونائبة الوزير فيكتوريا نولاند وكلهم من اليهود الامريكيين .. والاهم ان ثلاثتهم كانت لهم ادوار سابقة في الشرق الاوسط .. مع ملاحظة انهم يؤيدون عودة التفاوض مع ايران لعودة اتفاقية 5+1 التي كان يرفضها نتنياهو ،وظهر ذلك جليا امام ما قالة بلينكن خلال جلسة المصادقة على تعيينه في المنصب في مجلس الشيوخ: أن حكومة الرئيس بايدن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع ايران، شرط أن تفي طهران مجدداً بالتزاماتها.
واضاف: "إن الرئيس المنتخب "يعتقد أنه إذا عادت إيران للتقيد (بالاتفاق)، فنحن أيضاً سنتقيد به"، مشيراً إلى أن إدارة بايدن ستلجأ إلى ذلك "كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجدداً إلى جانبنا، سعياً لاتفاق أقوى يستمر وقتاً أطول"، معتبراً أن أي اتفاق جديد يجب أن يشمل البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى "أنشطتها المزعزعة" للشرق الأوسط
وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال وزير الخارجية الأمريكي المقبل إن الرئيس بايدن يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في ذلك النزاع هي "حل الدولتين"، ولكنه شكك بإمكان تحقيق هذا الحل على المدى القصير.
وأوضح أنتوني بلينكن: "يظن الرئيس وأنا شخصياً أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، مع إعطاء الفلسطينيين دولة، هو عبر حل الدولتين .. واقعياً أظن أنه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير".
ودعا بلينكن الإٍسرائيليين والفلسطينيين فوراً "إلى تجنب اتخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيدا.ً
يشار إلى أن السلطة الفلسطينية رفضت التعامل مع إدارة ترامب بسبب دعمه الواضح لإسرائيل، لاسيما بعد قرار نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
هنا نجد ان بايدن ووزير خارجيته مع اسقاط الرؤية السابقة لليمين الامريكي والصهيوني في الحرب مع ايران من جهة واسقاط صفقة القرن والعودة الي حل الدولتين من جهة اخري ، واذا ربطنا بين ذلك وبين رؤية مصر التي وردت مرارا علي لسان الرئيس السيسي والخارجية المصرية سنجد ضربا من التطابق في وجهتي النظر، خاصةً فيما يتعلق بفلسطين، ولو اضفنا للمناخ السياسي اتفاقيات التطبيع الخليجية مع اسرائيل وتأكيدها علي حل الدولتين سنجد ان المجال يتسع لعودة قيادة مصر لملف القضية الفلسطينية بمباركة امريكية خليجية الا ان كل ذلك يرتبط بالانتخابات الاسرائيلية المقبلة ومساندة القوائم العربية لليسار الاسرائيلي ، ونتائج الانتخابات الفلسطينية ووحدة فتح وتقدم قيادات فلسطينية جديدة للمعادلة الصعبة القادمة .