الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الكحل.. عرفت قيمته المرأة في مصر القديمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا كحل العيون يا سر الهوى.. خليت الجفون للعاشق دوا.. حلفتك يا غالي تكحل عينيها.. وقول للمراود تحاسب عليها "، مطلع أغنية للمطرب "كارم محمود" أحد مطربي زمن الفن الجميل، صدق فيها، عندما تغنى عن الكحل باعتباره سر جمال العيون وهو ما يجعل المرأة في قمة الجمال، وحب المرأة للتجمل والتزين ورغبتها في ذلك رغبة فطرية، والكحل هو أصل الجمال وموطنه، وفي دراسة تاريخية للدكتور محمد أحمد إبراهيم أستاذ التاريخ الإسلامي بآداب بنى سويف، رصدت الكحل في التراث المصري، وأكدت إدراك المرأة في مصر القديمة لسر لغة العيون كلغة تفوق لغة الكلام تعبيرًا وتفسيرًا فتفننت في تجميل العيون بشتي الصور لتكون لغة العين أكثر إثارة في قلوب محبيها وعشاقها. وجاء في الدراسة أنه من خلال ما سجله المصريون القدماء منذ سبعة آلاف سنة على جدران معابدهم، كانت العين بطلة الصراع بين الخير والشر منذ أن اقتلعها ست من وجه حورس.. وأعادتها إيزيس.. ومن ساعتها أصبحت العين تعني الحياة.
والعين دائمًا مفتوحة على التوابيت التي تحتوي المومياء.. وكان الاعتقاد أن بتلك العين المفتوحة يرى الميت ما يحدث حوله وعرف عن الملكة كليوباترا كثرة وغزارة استخدامها للكحل في عينيها كما عرف عن العرب قديما اشتهارهم بوضع كحل الزينة وكانت اول من وضعته ( زرقاء اليمامة) شخصية عربية قديمة، هي امرأة نجدية من جديس من أهل اليمامة سُمّيت بذلك بسبب وجود زُرقة في عينيها.
يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار موضوع حيث إن مادة الكحل الطبيعي كانت تستخرج من حجر هش لامع يسمي ( الإثمد) وهو عبارة عن حجر أسود يميل إلى الحمرة وبعضه لامع فضي يدق ويصنع منه كحل العين وكان أشهره وأجوده في الحجاز والمغرب وأصبهان كما تفننت بعض الطبقات الفقيرة من النساء في صنعه من نوي البلح بعد حرقه وإضافة زيت الزيتون له أو لبان الدكر لتكحيل العيون به وهو ما يسمي بالكحل البلدي عوضا عن كحل حجر الإثمد. مضيفا أن الكحل ارتبط عند بعض النساء بحلقات الزار وإخراج الجن كذلك استخدمنه البعض لإطالة الرموش القصيرة وتحديد اتساع العين أو إخفاء ما بها من عيوب وقد مثل الكحل مادة غنية في تفسير الأحلام ففسرت رؤيته على إنه زيادة في المال وتبصر في الصلاح وقيل زيادة ضوء البصر والبكر إذا اكتحلت فإنها تتزوج أما المتزوجة إذا اكتحلت فترزق بمولود.
وتابع: على الجانب الآخر نجد أن الكحل والتكحيل انعكس أثره على الأمثال الشعبية بدلالات ومعان كثيرة منها ( جه يكحلها عماها ) ( ماتاخدش السهتانة ولا أم كحلة ولالبانة تاكل وتعمل عيانة)، ( جبال الكحل تفنيها المراود)،( يسرق الكحل من العين)، ( اللي معاه الكحل يتكحل واللي مامعاهوش من البلد يرحل )
أما في الغناء فقد قل ألا تجد مطرب لم يتغن بالكحل والعيون الكحيلة خاصة المطربين الشعبيين أمثال محمد الكحلاوي صاحب التراث البدوي الشهير( داري الجمال في العين.. ياللي عيونك سود.. يا اسمر كحيل العين)، وعبد العزيز محمود ( يامزوق ياورد في عود والعود استوى.. والكحل في عنيك السود جلاب الهوى ) وغيرها.