الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محمد العرابي: لا بديل عن الحل السياسي للأزمة الليبية.. ومصر ترفض التدخل الأجنبي وتواجد الميليشيات الإرهابية

محمد العرابى
محمد العرابى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تطورات مهمة تشهدها الساحة الليبية، كثرت فيها التكهنات عن عودة الصدام العسكرى بين الفرقاء، مع تصاعد الدعوات لأهمية الوصول لتسوية سياسية للأزمة الطاحنة التى تشهدها ليبيا منذ نكبة السابع عشر من فبراير عام 2011، الذى دفع فيها الشعب الليبى ثمنًا باهظا من مأمنه ووحدة أراضيه واستقلاله الوطنى.
وفى هذا الحوار مع الدبلوماسى المصرى وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة الشئون العربية فى البرلمان محمد العرابى، نحاول قراءة طبيعة المشهد الليبة وأفق التسوية السياسية ومدى نجاحها، مع مواقف أطراف الصراع والقوة الاقليمية والدولية من كل هذه التطورات.
على المجتمع الدولى وقف الأطماع التركية فى ليبيا والمنطقة.. دول كبرى وإقليمية تتابع زيادة شعبية سيف الإسلام.. ويجب ترك الأمر للشعب الليبى فى انتخابات ديمقراطية حرة
■ تتابعون ملف الأزمة الليبية، وأخرها زيارة وفود رفيعة المستوى لكل من بنغازى وطرابلس ومع كثرة التكهنات حول أهداف هذه الزيارات، كيف ترى الموقف المصرى ؟
مصر تتحرك برصانة واهتمام فى الملف الليبى، وتنظر إليه باعتبارها شأن يتعلق بالأمن القومى المصرى والعربى، وموقفها ينطلق من الحفاظ على وحدة واستقلال ليبيا، ونزع فتيل الحرب، والإسراع فى إيجاد حل سياسى يقره الليبيون، وأكدت على موقفها الثابت برفض التدخل الأجنبى وتواجد المجموعات الإرهابية على الأراضي الليبية، وهى حريصة على فتح قنوات للاتصال مع جميع الأطراف، لمنع استغلال التواجد التركى لإشعال التوتر والحرب مره أخرى، وتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع،لإعادة التأكيد على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار، ووقف تدفق الأسلحة والمرتزقة.
■ هل يمكن القول أن ليبيا على أبواب تسوية سياسية ؟
الحل السياسى يجب أن يقوم على أرضية ثابتة، وعلي أساس وطنى ليبى، بعيدًا عن سيطرة الميليشيات والجماعات المسلحة، وللأسف أرى أن هناك من يسعى لإطالة الأزمة فى البلاد، ليجعل فرص الحل السياسي بعيدة المنال.
■ أراك تشير للتدخل التركى والوجود العسكرى لها مع دعم حكومة السراج ؟
للأسف تركيا تنتهج سياسات توسعية فى الإقليم، وأطماعها فى ليبيا معروفة للجميع، وهى حققت بعض المكاسب والأهداف ولا أتصور أنها ستتراجع عنها، والأمر يحتاج لاتفاق وطنى ليبى لإنهاء وجود القوات التركية والعناصر المسلحة من البلاد، ومع ضغط لدول الإقليم والقوي الدولية، يمكن تحقيق ذلك، وبغير هذا يظل الوضع قابل للانفجار.
■ هل يمكن بالفعل إجراء انتخابات فى نهاية العام الجديد، كما تدعو الأمم المتحدة، وكثير من العواصم العربية والدولية؟
إجراء أية انتخابات، يحتاج لأرض ممهدة، وسلطة حاكمة تبسط سلطتها على الأرض،ولا أرى الأن ذلك، فالجميع يعرف مدى الانقسام بين مؤسسات انتهت شرعيتها سواء فى الشرق أو الغرب، ومدى انتشار المجموعات المسلحة، ومع وجود ما يمكن تسميته بقوات احتلال أجنبية، لقد أصبح الأمر شديد التعقيد ويحتاج لجهد وطنة ليبى ودولى، لتحقيق شروط إجراء الانتخابات. وعموما ووفقا للتفكير الغربى، الذى يفضّل دائما وضع دستور وإجراء الانتخابات، دون الاقتراب أو الحديث عن المعوقات أو الأوضاع الحالية، فإن التوجه يسير نحو ذلك، حتى تبدأ العملية السياسية، لكن فى تقديرى أن هذه المقاربة غير واقعية، فمن المهم تنظيف الأرض من الجماعات المسلحة، وإبعاد النفوذ التركى الداعم للجماعات التى تسعى لاستمرار الأزمة وبقاء القوات التركية.
■ يقول كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن الليبى، أن طرفى الصراع في برلمان بنغازي أصبحا جزء من الأزمة وتعقدها ولم تعد هذه الأطراف صالحة للحل السياسى، وهناك تيارات أخرى فى الداخل وأبرزها تيار الحراك الشعبى الذي يمثلة الدكتور سيف الإسلام القذافى، يمكن ان يكون الحل الأمثل لحل الأزمة لو جرت انتخابات ديمقراطية حقيقة فى البلاد؟
دعنى أقول أن علينا ألا نستبعد أحدًا من العملية السياسية، ونترك الأمر لارادة واختيارات الشعب الليبى، واعتقد أن الدكتور سيف الإسلام، له قدر كبير من الشعبية، وهناك عواصم مؤثرة أقليمية ودولية مثل موسكو، تهتم بتطور وزيادة شعبيتة فى الداخل، لهذا دعنا نؤكد أن الأمر بيد الشعب الليبى الذى عانى الكثير منذ عام ٢٠١١،ويجب على الجميع أن يراهن على نتائج انتخابات حره، ويحترم نتائجها،في حال إجرائها.
■كيف تقيم وتري مواقف دول الإقليم مصر، تركيا، وخطورة الدور التركى ومواقف الدول الكبرى، روسيا ودوّل المجموعة الأوربية، وهل ستعود واشنطن للاهتمام بالملف الليبى فى عهد بايدن ؟
الوضع الليبي كان كاشفا لمواقف وقوة كل القوي،الاتحاد الأوربى كان مترهلًا ولا توافق بين دولة، روسيا تركت الأزمة تتصاعد ثم تدخلت، واشنطن لم تخرج من الساحة لكن ظلت تتعامل بإستراتيجية ساذجة وغير مستقرة،وأعطت الضوء الأصفر للتدخل التركى،بعد إيهام تركيا لها بأنها القادرة على وقف التمدد الروسي فى الإقليم وعلي وجه الخصوص في ليبيا.
وتركيا حققت مكاسب إستراتيجية، على حساب شعوب المنطقة ودولها وهناك مسئولية محددة للمجتمع الدولى فى تحجيم التمدد التركى وإرغامها عن التخلى عن أطماعها الاستعمارية.

أما الموقف المصرى فهو البوصلة الصادقة للوضع الليبى، ولا يستطيع أحد إنكار حق مصر في متابعة الوضع هناك، بل وحقها فى التدخل سياسيا وحتى عسكريا لو اقتضى.وهي حريصة على متابعة الأوضاع بدبلوماسية نشطة وفاعلة، وتتمتع بمصداقية عالية لدي الشعب الليبي، نظرا لطبيعة العلاقات التاريخية والأخوية بين الشعبين.